حذر مختصون في طب الأورام من إرتفاع كبير في الإصابة بسرطان البروستات في السنوات المقبلة بالجزائر، نتيجة التقدم في السن إضافة إلى العوامل البيئية والجينية. وأوضح رئيس مصلحة طب الأورام بالمؤسسة الإستشفائية لرويبة الأستاذ حسان محفوف، خلال يوم دراسي حول الوضعية الوبائية لسرطان البروستات بالجزائر وكيفية التكفل به، أن هذا الأخير سيشهد "إرتفاعا مذهلا" خلال السنوات المقبلة نتيجة إرتفاع معدل عمر الانسان، حيث انتقل متوسط العمر لدى الرجال من 3ر66 سنة في 1990 الى 4ر76 سنة في 2015. وأكد المختص أن معدل الإصابة بسرطان البروستات (5000 حالة جديدة سنويا) يساوي نسبة الوفيات به، مشيرا إلى سجل السرطان للجزائر العاصمة الذي أثبت أن هذا النوع من السرطان انتقل من 4 حالات لكل 100 ألف ساكن خلال سنة 1993 إلى قرابة 13 حالة لكل 100 ألف ساكن وقرابة 20 حالة (9ر19) خلال السنوات لأخيرة أي انه تضاعف عدة مرات نتيجة شيخوخة السكان. وحسب الأستاذ محفوف، سرطان البروستات يسجل خاصة لدى الفئة العمرية التي تبلغ 50 ستة فما فوق في حين يسجل في سن الأربعينات لدى الرجال الذين لديهم سوابق جينية (وراثية) بنسبة تتراوح بين 5 إلى 20 بالمائة. ومن بين العوامل المتسببة في سرطان البروستات إلى جانب الشيخوخة، ذكر المختص بعض الأمراض المتنقلة جنسيا وإتباع نظام غذائي غير سليم وبعض المبيدات وقلة النشاط الرياضي بالإضافة إلى التدخين. وأرجع رئيس مصلحة طب الأورام بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية حساني إسعد لبني مسوس الأستاذ محمد أوكال تسجيل هذا الإرتفاع، إضافة إلى العوامل السابقة، إلى الكشف المبكر للمرض سواء بالصدفة خلال علاج مرض معين أو نتيجة ظهور أعراض لدى الشخص الذي يعاني منه مثل إستيقاضه مرات في الليل للتبول وظهور الدم في البول والمني والام في العظام والقصور الكلوي. وذكر بوسائل الكشف المبكر عن هذا المرض المتمثلة في إجراء فحوص بالإيكوغرافيا والتشريح الباطني واللمس، مشيرا إلى احدى الإكتشافات الحديثة لتشخيص المرض - لم تعمم بعد- والمتمثلة في شم رائحة بول المصاب من طرف الكلاب. وأكد رئيس مصلحة طب الأورام لمؤسسة مكافحة السرطان لوهران الأستاذ بلاحة العرباوي، أن الإصابة بسرطان البروستات ناتج عن تطور طبيعي لجسم الإنسان وقد يظهر مع التقدم في السن حتى لدى الشخص الذي عاش في صحة جيدة طوال حياته مشددا على ضرورة الكشف المبكر عنه لتفادي تعقيداته والإمتثال السريع إلى الشفاء. ويرى رئيس مصلحة طب الأورام بمركز بيار وماري كوري لمكافحة السرطان بالجزائر العاصمة الأستاذ كمال بوزيد ان هذا السرطان من بين الأنواع التي يمكن التحكم فيها إذا تم الكشف عنه مبكرا وذلك من خلال إستعمال العلاج الكميائي والعلاج الهرموني أو الجراحة رغم أن هذه الأخيرة تتسبب -كما أضاف-في الضعف الجنسي وعدم التحكم اللإرادي في البول. وعرض خبراء من إسبانيا وفرنسا المستجدات في علاج سرطان البروستات - ستدرج قريبا بالمستشفيات الوطنية- التي تساهم في تحسين نوعية حياة المصابين وفي التحفيف من تعقيدات المرض كذلك.