كثيرة هي الأمراض التي قد تصيب الإنسان في العصر الحالي و مرض سرطان البروستاتا هو ثاني سرطان يهدد فئة الرجال بعد سرطان الرئة و الذي أصبح يصيب سنويا عشرات آلاف الرجال بالجزائر حسب مصدر طبي رسمي، كما ان الكثير من الأشخاص لا يعرفون هذا المرض الخطير، فما هو سرطان البروستاتا؟ وما هي العوامل المساعدة على ظهوره؟ وهل نستطيع الوقاية من هذا المرض الخبيث؟ تحصي الجزائر، سنويا، أكثر من ثلاثة آلاف إصابة جديدة بمرض سرطان البروستات، ويتم علاج هذه الحالات غالبا في مراحل متقدمة تتضاءل فيها فرص العلاج، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة إطلاق دليل علاج موحد في الجزائر، لإرشاد المختصين والجراحين لطرق الكشف وخطوات العلاج الصحيح والدقيق الكفيل بتقليص عدد ضحايا المرض. قُدم مؤخرا دليل علاج سرطان البروستات الموحد" على هامش المؤتمر الوطني لأمراض الكلى، الذي احتضنه فندق الشيراتون على مدى يومين. و منذ ذلك الحين تم توزيعه على الأطباء الخواص وكذا العاملين في القطاع العام. الدليل استغرق ثلاث سنوات من الدراسة بالتنسيق مع خبرات أجنبية، وأربع جمعيات طبية وطنية لوضع صفة موحدة للعلاج، وهي كل من الجمعية الجزائرية لأطباء الكلى الخواص، والجمعية الجزائرية لجراحي الكلى، والجمعية الجزائرية لعلاج الأورام بالأشعة، وكذا الجمعية الجزائرية لعلاج الأورام. وفي هذا السياق كان الدكتور بوعلقة قادة رئيس الجمعية الجزائرية لعلاج الأورام بالأشعة أبرز أن علاج سرطان البروستات يعرف تدخل عدة مختصين، على غرار الأطباء الجراحين في أمراض الكلى، والمختصين في العلاج الكيميائي وكذا العلاج بالأشعة، "غير أن طرق ووسائل العلاج تتباين بين هؤلاء، ويأتي هذا الدليل لإعطاء العلاج الدقيق بالتنسيق بين الأطباء المعالجين، لتقليص نسبة فشل العلاج، حيث يوصف العلاج حسب سن المريض ودرجة تقدم المرض". و أشارت الدكتورة موساي آسيا المختصة في العلاج الكيميائي بمركز بيار وماري كوري إلى أنه سيتم توزيع هذا الدليل أيضا على الأطباء الخواص في الطب العام، على اعتبار أن الخطوة الأولى للكشف عن المرض تنطلق من الطبيب العام الذي يمكنه بالتشخيص الدقيق، وباتباع خطوات بسيطة، توجيه المريض للجهة المختصة . وأوضحت المختصة في السياق، أن الطبيب العام ملزم بالكشف عن وضعية البروستات بفحص المستقيم، عند أي مريض يقصده للعلاج، حتى وإن كان سبب لجوء المريض إليه هو زكام بسيط. تعد غدة البروستاتا إحدى مكونات الجهاز التناسلي للرجل فقط وتقع أمام المستقيم وتحت المثانة البولية، ويمر وسطها الاحليل البولي الداخلي، والذي ينقل البول من المثانة إلى الاحليل البولي الخارجي في القضيب، وفي داخل البروستاتا يلتقي مجرى البول والمني ليكونا مجرى واحدًا إلى الاحليل البولي الخارجي، لذلك فإن أي التهاب أو تضخم أو ورم بالبروستاتا ينعكس سلبًا على كفاءة الوظيفة الجنسية للرجل، وكذلك أعراض تأخر وضعف سريان البول. يقول الطبيب ه.د مختص في أمراض المسالك البولية أن ما هو معروف منها هو إفراز البروستاتا لسائل لبني أثناء العملية الجنسية ويشكل حوالي الربع من الكمية الكاملة للمني و يساعد هذا السائل على تغذية الأمشاج المنوية للرجل و إمدادها بالطاقة التي تساعد على حركة الأمشاج للوصول إلى مكان تواجد البويضة في رحم المرأة، كما تحيط بغدة البروستاتا عضلات تنقبض أثناء قذف الرجل للمني عبر القضيب، ولأن كل هذه الوظائف متعلقة بالوظيفة الجنسية والتناسلية للرجل نسبت هذه الغدة للجهاز التناسلي ولم تنسب للجهاز البولي. وهناك فائدة أخرى هي إفراز البروستاتا لمضادات البكتريا والتي تساعد على الوقاية من التهابات البول الجرثومية. ما هو سرطان البروستاتا؟ السرطان هو نمو عشوائي مستمر شاذ لنوع محدد من الخلايا المشاركة في تكوين عضو معين من أعضاء الجسم، وفي سرطان البروستاتا نجد أن الخلايا تنمو وتنقسم وتتكاثر بشكل غير مرغوب مكونة ورمًا في البروستاتا، وإذا لم يكتشف هذا الورم مبكرًا فإن هذه الخلايا السرطانية تنتقل إلى أعضاء أخرى كالعظام والرئة والكبد مكونة أوراما أخرى في هذه الأعضاء بما يعرف بسرطان البروستاتا المنتشر وهي حالة أخطر مقارنة بوجود الورم في البروستاتا فقط. كما لا توجد عند المرضى المصابين أعراض وعلامات ولا يكتشف المرض عندهم إلا في حالات متأخرة يكون الورم قد زاد أو انتقل إلى أعضاء أخرى في الجسم. وهناك مرضى آخرون تظهر عندهم أعراض وعلامات مثل: وجود دم في البول أو المني الحاجة للبول وخاصة أثناء الليل ألم أثناء التبول ضعف اندفاع ونزول البول ألم مستمر في أسفل الظهر وأعلى الفخذين، و يؤكد الطبيب للمحور عن غياب السبب الرئيسي لسرطان البروستاتا؛ متى يظهر المرض؟ سرطان البروستاتا يبدأ بالظهور أكثر بعد سن الأربعين حيث يصيب في هذا السن واحد من كل 2500 شخص وفي سن الخمسين يصيب واحد من كل 470 شخص، وهكذا تزداد النسبة كلما زاد عمر الإنسان، لهذا السبب وضع برنامج للكشف والفحص المنتظم عند هؤلاء الرجال لغرض الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا ويتمثل هذا البرنامج بالفحص الشرجي المنتظم من قبل الطبيب لكل رجل تعدى سن الخمسين سنة ورغم بساطة هذا الفحص فهو لا يحتاج من الوقت سوى عشرة دقائق ولا يحتاج إلى جهاز أو نحوه؛ إلا أننا نجد الكثير من كبار السن لا يلتزمون بهذا الفحص من باب الحياء ويقوم الطبيب من خلال الفحص الشرجي بملامسة الجدار الخلفي للبروستاتا ومعرفة ما إذا كان بها ورم أو كانت ذات سطح خشن غير ناعم. أما الفحص الثاني فيتم فيه قياس نسبة مادة بروتينية خاصة توجد في الدم وتفرز من البروستاتا ويعتبر زيادتها عن المستوى الطبيعي مؤشر أولي لاحتمالية إصابة البروستاتا بالسرطان أو بالالتهاب أو التضخم الحميد وتسمى هذه المادة ب prostate specific antigen . أسباب انتشاره بين الرجال من بين اهم الأسباب هي الأمراض الجنسية الكثيرة التي يسببها الزنا حيث تؤدي لإصابة البروستاتا بالتهابات جمة قد يكون بعضها صعب العلاج الأمر الذي يتلف أنسجة البروستاتا ويحولها بدلاً من عضو غض ورطب يسّهل عملية البول والاتصال الجنسي إلى صخرة خشنة صماء تحرم صاحبها من نعمة التمتع بالجنس وتحول حياته إلى جحيم مع زيادة أعراض صعوبة التبول أو احتباسه. بالإضافة إلى التدخين الذي يشارك في التهابها وكعامل مساعد لأصابتها بالسرطان؛ لذلك.. فإن التوقف والإقلاع عن التدخين من الأمور المهمة في المحافظة على صحة البروستاتا، إلى جانب استعمال المبيدات الزراعية التي تزيد من ارتفاع احتمال الإصابة بسرطان البروستاتا. الغذاء للوقاية من سرطان البروستاتا يوصي الطبيب ه.د بتناول الغذاء الذي يحتوي على الخضار والفواكه كعامل مساعد للوقاية من سرطان البروستاتا مع عدم الإكثار من أكل اللحوم الحمراء والكثيرة الدسم، حيث أن تناول أنواع من المواد الغذائية من شأنها التقليل من نسب حدوث سرطان البروستاتا مثل الثوم والبصل والكرّاث، بسبب احتوائها على مركبات “آليوم النشطة ضد الشوارد الحرة الضارة التي تتكون طبيعيًّا في الجسم بعد معالجة الطعام، وتؤدي إلى الشيخوخة المبكرة ونمو السرطان. و ذلك من خلال أكل عشرة غرامات على الأقل من الثوم والبصل والكرّاث والخضراوات الشبيهة، يوميًّا للتمتع بأفضل حماية، مشيرا إلى أن هذا المقدار يعادل فصين ونصفا من الثوم النيئ، ولكنه غير مقبول للكثيرين، لذلك فإن فصًا واحدًا من الثوم المطبوخ قليلاً مع حصص جيدة من الخضراوات الأخرى قد يفي بالغرض. كما أن الاستهلاك اليومي للشاي الأخضر يخفف من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بالإضافة تناول السمك الدهني مثل السالمون قد يقلل بصورة ملحوظة من مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا. التكفل الطبي رفع البقاء على قيد الحياة إلى 5 سنوات في 50 بالمائة من الإصابات و مكن التقدم الكبير المحقق في مجال التكفل الطبي بالسرطانات البولية ومنها سرطان المثانة و البروستات من قطع خطوات معتبرة جدا الأمر الذي رفع البقاء على قيد الحياة إلى 5 سنوات في 50 بالمائة من الحالات المصابة حسب الأستاذ بوزيد. ويعمل العلاج المستهدف لسرطان الكلية على تثبيت المرض على المدى المتوسط و حتى على المدى الطويل كما ان العيش مع السرطان أصبح اليوم ممكنا في ظل ظروف مقبولة.