احتفت أمس الشاعرة فوزية لارادي، من خلال حفل توقيع، بمعرض الكتاب بديوانها الجديد باللغة الفرنسية "خطوة خاطئة"، وكتابها "سطح والنجوم والحروف ساهرة" الذي هو عبارة عن نص مسرحي، وكلاهما، عن دار الفيروز للنشر والتوزيع، بجناح القصبة. فوزية لارادي، شاعرة ومسرحية ومسؤولة بمؤسسة "فنون وثقافة"، تنظم طيلة السنة ندوات صحفية، ومحاضرات، وكذا أمسيات شعرية، وتقديما للكتب والدواوين لأصحابها سواء كانوا مغمورين أو غير ذلك، تقدم من خلال منبرها الفرصة لمن رأى أن الظهور أمر عسير ولا يستطيع الوصول إليه. في كل دورة توقع لارادي حضورها بمعرض الكتاب، فوجودها بالساحة الأدبية ليس وليد اليوم، وقد جابت دواوينها "قصائد الوطن والحب"،"صور من القصبة" وغيرها رفوف المعرض في السنوات الماضية، وككلّ مرة هاهي تبرز هذه السنة من خلال ديوانين الأول باللغة الفرنسبة بعنوان "خطوة خاطئة"، والثاني وهو عبارة عن نص مسرحي بعنوان "سطح والنجوم والحروف ساهرة"، مشيرة أن الكتاب يحمل كلمة للراحل أمحمد بن ڤطاف، الذي كتبها برغم وهنه وفترة مرضه التي مر بها، كما أنها اختارت معه العنوان، معتبرة المُؤلَف كتكريم لكل ما فقدناه من جمال في هذا الوطن لأن الراحل بن قطاف أدى فيه دورا مهما كمخرج، كممثل، والأهم كفنان، مشيرة إلى أن مقدمة الكتاب تناولت المسرح النسوي بصفة عامة كتبها الأكاديمي أحسن تليلاني، كما أضافت في الكتاب ملحقا يضم بعض الصور من العرض المسرحي، مؤكدة أن تسجيل المسرحية، فرصة لتبقى بالمكتبة الوطنية، ويمكنها أن تكون مرجعا للمهتمين والطلاب. وأشارت لارادي، أنه قد تم إنجازه على الركح سنة 2007 خلال فعاليات الجزائر عاصمة الثقافة العربية، مضيفة أن يوم العرض مربوط بذكرى جميلة لديها، فهي فازت عن استحقاق ونجحت ركحيا، وفي الوقت الذي كانت تكتب المسرحيات لنفسها لم تتوقع أن يتم إنجاز نصها ليعبر من الحرف إلى الخشبة، قائلة أنه يوم عرض المسرحية، كانت القاعة مكتظة بالجمهور، وأن نجاح المسرحية راجع أن الجمهور قد اشتاق لأجواء الأيام الماضية، تلك الأجواء التي كانت تتميز بها القصبة، في تلك الفترة الذهبية التي ذهبت منذ زمن. وأضافت في السياق ذاته، أن القصبة بالنسبة لها ليس مكانا وفقط، ولم تكتب عن القصبة مثل آخرين تطرقوا لهندستها وطريقة بنائها، بل تعمقت وذابت في القصبة الإنسان، القصبة من الحياة اليومية لسكانها، وكذا ثقافتها الجميلة والبسيطة، خاصة وأنها لا تتحدث من فراغ، فهي ابنة القصبة، عاشت فيها طفولتها، غادرتها صغيرة، لكن الطفولة تحمل وتتذكر ما ينساه العمر، مشيرة أن أجواء القصبة لم تبتعد عنها، فقد نقلت العائلة طقوسها إلى منزلها الجديد. ويعتبر ديوان لارادي الشعري الجديد "خطوة خاطئة" مجموعة من القصائد الحرة والكلاسيكية، قامت بكتابتها على فترات متقطعة، ثم جمعتها في هذا العنوان الذي تعتبره مبعثا للتفاؤل لأن كل خطوة غير محسوبة نخطئ فيها، هي التي تكون منبع قوة ودفعا للأمام.