نظمت مكتبة شايب دزاير التابعة للمؤسسة الوطنية للإعلام والنشر والإشهار، لقاء حول "كتب التاريخ في النشر الجزائري، تحليل نقدي حول المراجع الموضوعية" نشطه المستشار بالمؤسسة الوطنية للنشر والإشهار سيد علي سخري، وحضرته بعض الوجوه المهتمة بالكتابة التاريخية، ومرتادي النادي الثقافي. وقد استأنفت المكتبة نشاطها الذي توقف لمدة عشرين يوم بعد مشاركة كبيرة في الصالون الدولي ال21 للكتاب "سيلا". ابتدأ المحاضر مداخلته بالتعرض إلى النقص الكامن في عدد النساء المهتمات بالكتاب التاريخي وعن عزوف الشباب عن الاهتمام بالتاريخ، وقد ركز سخري في حديثه حول النشر الكتاب التاريخي خلال وبعد الاستقلال. وقد تدخلت الأستاذة الجامعية سرقين في بداية اللقاء لتطرح مشكلة صعوبة فهم التاريخ لدى الطلبة وقلة المراجع التاريخية في الجامعة وخاصة باللغة العربية مما دفع بها إلى الكتابة والاستعانة بمراجع جلبتها من الخارج على غرار مصر، وفي أغلب الأحيان لا توجد إلا نسخة واحدة في المكتبة، وقالت أنه من الواجب القيام بتسريب التاريخ من خلال الرواية لكي يتقبلها القارئ ودون ذلك سيبقى التاريخ جافا. ومن جهته تدخل أحد مدرسي التاريخ سيسرير ليطرح مشكل الطريقة التي يدرس بها التاريخ في مدارسنا، مما أدى لعزوف الأطفال عن قراءة التاريخ، والابتداء بالتاريخ القديم الذي يعود لآلاف السنين، والأولى حسبه البداية بالعصر الحديث، وفي هذا المقترح نظر، لأن الكثير يرى أن تعلم التاريخ القديم في سن مبكرة. ويرى الجامعي محمد سوفي أنه لا بد من تحبيب التاريخ للناشئة من خلال الكتابة الروائية، وهناك بالعكس اهتمام بالتاريخ لدى النساء فهناك أسماء مثل نورة بن علاق وأخريات، وفي أقسام التاريخ بالجامعة عدد الطالبات يفوق عدد الطلبة وفي جامعة وهران عدد مدرسات التاريخ يفوق المدرسين. وقد تحدث بعض المتدخلين عن رفض دور النشر في نشر الكتب التاريخية، خصوصا التاريخ القديم. ولا يوجد في الجزائر دور نشر متخصصة في الكتب التاريخية كما هو الشأن في الدول الأخرى ودار النشر "باران" بفرنسا. تطور النقاش حول التاريخ وكتابته وكيفية النشر في الوقت الذي ترفض الكثير من هذه الدور الاهتمام بهذه الكتب لعدم مردوديتها. وجاءت أفكار أخرى لكتابة التاريخ كحكايات للأطفال وروايات للكبار. ويرى سوفي الموضوعات والمذكرات التاريخية وضعتها نساء، واختتم النقاش بسرد عدد من الكتب التاريخية. يذكر أن مديرية النشر للمؤسسة الوطنية للاتصال النشر والاشهار تدعو جمهور المهتمين لحضور تكريم الشهيدة شايب دزاير بمشاركة الكاتبة زوبيدة معمرية، وسينظم هناك نقاش حول دور المرأة الجزائرية إبان الثورة التحريرية وهذا يوم الثلاثاء 15 نوفمبر 2016 من الساعة الثالثة زوالا إلى الخامسة بمكتبة شايب دزاير المتواجدة بشارع باستور، الجزائر العاصمة.