قدم الكاتب الشاب جواد رستم تواتي كتابه الموسوم "إمبراطور اسمه الرغبة"، والذي يعدُ باكورة أعماله في مكتبة شايب دزاير، بدعوة من مديرية النشر للمؤسسة الوطنية للنشر والإشهار "أناب"، وهو النص الروائي الفائز بالمرتبة الثانية ضمن جائزة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للسنة الجارية 2016، والتي تحمل اسم الفنان الشهيد "علي معاشي". حضر اللقاء عائلة وأصدقاء الكاتب، بالإضافة إلى مرتادي المكتبة ومحبي الحبر والأوراق ، وفي تدخله قال رستم أن روايته تسجل ضمن ثلاثية اختار لها اسم " عبادة القديس"، وهو العنوان المستوحى من ثلاثية "موريس باراس" (1862-1923) وهو كاتب ورجل سياسي يميني ركيزته الفكرية هو "عبادة الذات والأنا ، وقد أكد رستم أن المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار لم تغير ولا فاصلة واحدة من كتابه فلا مقص للرقابة قطعا ، وأن كتابه ينطلق من المحلية والشخص الذي ينتج نصا وعملا إبداعيا محليا سيتوصل إلى العالمية ، مثلما ذكر ذلك ذات مارة " غارسيا ماركيز "صاحب" جائزة نوبل للآداب في 1988، رستم الذي عالميا لكن من منظور المناضل " فرانس فانون"، وعن سؤال حول الكتابة الصحفية و نظيرتها الإبداعية الأدبية يرى جواد نفسه عفويا في كلا الكتابتين ، سوى أن الكتابة الأدبية هي أكثر تنظيما ، متناسيا أن الكتابة الصحفية تستنزف الابتداع وتقتله . وهو في حال كتابته لا يمارس تلك الرقابة الذاتية، لكن مع مراعاة الصدق والأمانة ،كما احترام القارئ الذي من حقه أن يوجه انتقاداته وهو يكتب لهذا القارئ الذي يتقاسم معه المعيش من الحياة، التربية والأخلاق . حاول جواد مثلما ما يكرر أن يجعل من نصه الروائي دراسة وجهدا فكريا ، بل جسرا بين الفلسفة والرواية، و يحاول في نصه الحديث عن إمبراطورية الرغبة التي تحولت إلى سلعة تبتاع ، وقراءاته لعدد من روايات بعض الروائيين من بينهم " باولو كويلو " جعلته يفكر ويتفاعل ثم ينكب على كتابة روايته ، محاولة منه لإعطاء صورة كاريكاتورية لما هو في حد ذاته كاريكاتوري منذ البدء. لا يخفي الكاتب الشاب تأثره بموريس باراس " ( 1928-2009) ، وهو فيلسوف وعالم اجتماع مشهور عنه انتقاده لليبرالية المتحررة ، صاحب كتاب " الفاشية الجديدة و إيديولوجية الرغبة " ، في مجتمع يخلط بين الحرية والإباحية في كل شيء و الاقتصادية طبعا ، وكل شيء مسموح به و لا مستحيل في النظام الرأسمالي المتوحش. من بين الكتاب الجزائريين الذين تأثر بهم جواد ، مولود معمري و عبد الحميد بن هدوقة و يبقى رسامه الأفضل هو اسياخم . و عن المقروئية قال جواد بأن الإحصائيات هي وحدها الكفيلة بإعطاء صورة حقيقية للواقع ، مع أنه يرى أن القول بانعدام المقروئية ليس سوى رأيا يفتقد إلى العلمية ، والذي يقرأ من الناس لا يكشف نفسه في العادة .