شكلت مشاركة الجزائريين من أصل أوروبي في ثورة نوفمبر المجيدة وانخراطهم في جيش التحرير الوطني، تحت لواء جبهة التحرير الوطني، وكذا تضحياتهم الجسيمة من أجل أن تستعد الجزائر سيادتها، موضوع النقاش الأدبي الذي احتضنته عشية أول أمس، مكتبة «شايب دزاير» ودار حول كتاب «الأخوة و الرفاق» للكاتب والناشر والباحث السوسيولوجي رشيد خطاب. يحمل الكتاب، يقول مؤلفه، بيوغرافيا وشهادات 250 من هؤلاء الإبطال رجالا ونساء، الذين وبالرغم من اختلاف معتقداتهم الدينية وتوجهاتهم السياسية وأحوالهم الاجتماعية- فمنهم المسيحيين واليهود والاشتراكيين والنقابيين والعمال البسطاء والمثقفين-، تقاسموا حب الجزائر رافضين سياسة فرنسا الاستعمارية لترهيب الشعب الجزائري والاستمرار في استعباده وتشريده و التنكيل به ومحاولة طمس هويته». أشار الكاتب من منبر مكتبة «شايب دزاير» التابعة إلى الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، إلى أن فكرة الكتاب الذي جاء تكملة لمؤلف أول سماه « أصدقاء و رفاق» و الذي اصدر عن دار خطاب للنشر والطباعة، وترجم من الفرنسية إلى العربية، جاءت لتسليط الضوء عن مسالة مشاركة الأقليات من الجزائريين ذوي الأصول الأوروبية، في حرب التحرير، وأيضا في محاولة لكسر ما اسماه البعض ب»التابو» ومحاولة البعض الآخر طمس حقائق تاريخية من مسار ثورة نوفمبر المجيدة». وذكر المؤلف «أن كتابه يحمل جانبا مهما من أحداث الثورة الجزائرية التي تعتبر من أهم وأعظم الثورات التي عرفها العالم في القرن 20، مشيرا الى أنه من الضروري إعطاء كل ذي حق حقه، و عدم طمس حقائق عظيمة، تبين الجانب الإنساني و روح التآخي و الصداقة و التضحية التي كانت تجمع بيم من صنع استقلال الجزائر دون تمييز في العقيدة و الدين والأصل والانتماء السياسي، والاجتماعي». وأعتبر رشيد خطاب، في تصريح ل»الشعب «على هامش اللقاء، أن « التاريخ ليس عبارة عن ذاكرة وأشياء تاريخية تسرد، بل هو عبارة عن تحليل و موعظة سواء قبلنا أو رفضنا الأحداث و صانعيها.، مضيفا أن «كاتب التاريخ أو المؤرخ هو عبارة عن وسيط وحامل للذاكرة، وهناك اليوم بالجزائر مدرسة لكتابة التاريخ و هي حديثة النشأة لكنها تسير في المنهج الصحيح». وأضاف خطاب قائلا، انه ليس بالمؤرخ، بل كاتب وسارد للأحداث من منظور تكوينه وإلمامه بالعلوم الإنسانية، كاشفا أيضا عن «جديد له في الرواية والقصة وكتابة التاريخ، يصدره في الشهور القليلة القادمة، على ان يكون أول موعد للإفصاح عن إصدارته الجديدة، الصالون الدولي للكتاب القادم.» ويعتبر كتاب «الأخوة والرفاق»، إعادة لكتاب « الأصدقاء و الرفاق»، الصادر باللغتين سنة 2012و أهميته فقد قد فاز الكتاب الذي أراده صاحبه مرجعا تاريخيا وفاتحة لأعمال أخرى، بالدعم والتمويل من قبل وزارة المجاهدين ، كما أهداه الكاتب إلى ذكرى المرحوم الدكتور بيار شولي وزوجته، اللذين قدما له مساعدة هائلة في الوصول إلى شخصيات الكتاب و إدلائهما بمعلومات جمة و قيمة عن مشاركة الأقلية الأوروبية في حرب التحرير». وقد اختتم اللقاء الأدبي بعد نقاش مطول و ثري بعملية بيع بالإهداء لكتاب « الأخوة و الرفاق».