*- إنجاز موسوعة في الشعر والقصة القصيرة تصب عائداتها لمساعدة أطفال سوريا صدر مؤخرا، كتاب عنوانه "إبداعيات نسوية مغاربية" لأجل أطفال سوريا، يضم نصوصا من الدول الثلاث، الجزائر، تونس والمغرب لأربعة وخمسين (54) مبدعة في الشعر والقصة القصيرة، ويقع الكتاب الذي صدر عن دار النشر للمثقف بباتنة، في 224 صفحة من الحجم العادي. وتعود فكرة الكتاب إلى مبادرة من المبدعة الأستاذة سامية بن أحمد من الجزائر، حيث انبثقت من وجدانها فكرة إنسانية نبيلة كشعاع من نور وصرخة قوية جراء ما كانت تراه وتشاهده يوميا من أحداث أليمة تحدث وترتكب في أرض سوريا الجريحة، حلب، الشام، من جرائم بشعة ومجازر وتقتيل وتشريد لأطفال سوريا الأبرياء. تقول سامية في تقديمها الكتاب أن أطفال سوريا يعيشون معاناة حقيقية، قتل وتعذيب وتجويع وبرد وخوف من مصير مجهول بلا رحمة ولا شفقة من الأيادي الآثمة، وترى أن الواقع المرير لأطفال سوريا هو عار في جبيننا نحن المسلمين. الدافع إنساني وكبير برز منه مشروع انجاز موسوعة نسوية مغاربية في الشعر والقصة القصيرة، لتصب عائدات المشروع في صندوق لمساعدات أطفال سوريا الشقيقة، ولا تعدو أن تكون التفاتة بسيطة محاولة لرسم البسمة على وجوه الأطفال وإعادة الفرح فقط لنكون شعاع نور في سماء حيرتهم -تضيف سامية- أن مشاهير الثقافة أعلنوا تضامنهم مع اللاجئين السوريين وكان أبرزهم عالم الاجتماع والفيلسوف الألماني المرموق "يورغان هابرماس" الذي قال في حوار قيم له "حق اللجوء هو حق من حقوق الإنسان الأساسية". وقد لاقت فكرة المشروع صدى وإقبالا كبيرين من طرف المبدعات اللواتي كان هاجسهن الأكبر المشاركة، وسيكون حسب سامية في المستقبل أجزاء أخرى للموسوعة للعمل الإنساني تشمل كل الوطن العربي، وتبقى الرسالة السامية التي تنشدها صاحبة الفكرة هو السلام والأمان لسوريا ولكل الأوطان. كما يضم الكتاب في بدايته كلمات مركزة للجنة تقديم إبداعات نسوية مغاربية، للدكتورة سعيدة درويش وسليمة مسعودي من الجزائر، الدكتورة فاطمة عكاشة من تونس، الدكتورة حبيبة حيواش من المغرب. تقول حبيبة حيوا شان الموسوعة عمل إنساني نسائي ومجهود جماعي لشواعر وأديبات أبين إلا أن يساندن الألم بالحرف ويغصن في جمال فطرتهن التي جبلن عليها إلى مدارك الروح ليزرعن البسمة على وجوه وقلوب مزقها الرصاص والضياع ثم الغربة والاغتراب. أما فاطمة عكاشة فتقول للمرأة أن تشرح ذاتها وأن تكشف للعالم وجهها المتمرد الهارب من قيود الامتثال والتماثل إلى رحابة المتعدد. وهاهي سليمة مسعودي تكتب "إن الكتابة الأنثوية إفصاح عن الكينونة التي تؤمن بتكامل عظيم بين الرجل والمرأة في سياق الحياة .. تتجلى فيها ملامح الخصب والحنان والأمومة والرقة والعذوبة والجمال، إن هذه الكتابة ليست ترفا معرفيا أو متعة جمالية، بقدر ما هي ضرورة من ضرورات الكينونة الإنسانية". أما سعيدة درويش فكتبت "على قلوب الأطفال تدوس الأقدام المتعفنة، وتعتقد أنها تلغي الحقيقة وتطفئ وهج الشمس المنير، لكن هذه القلوب لا يزيدها الموت إلا خلودا وتحديا، ها هي تحتسي شهقة الحياة على مهل، ودون خوف من الآتي لأن الحاضر استنفذ كل الهمجية والوحشية والخراب ولم يعد ممكنا للجناة أن يستمتعوا أكثر بمسحة رعب أخرى على وجه طفل يعيش زمن القحط القيمي والوجداني. القصيدة الأولى لحورية آيت إيزم عنوانها "لن أغني"، تقول فيها الشاعرة "لن أصدح بالفرح كما كنت كل سنة، لا عيد اليوم ولا هدية، كل ما في جعبتي كمشة أحلام، بذلة لابني..أدوات مدرسية ..، ما الذي من حولي؟ أشواك ونار ودمار وأمان مكذوبة في نهاية كل عام ونهاية كل عام، كيف للعيد أن يتفرس في أساريري ولا باب لبيتنا؟ لن أمضي هذا المساء في توديع عام واستقبال عام..، أأغني؟ ماذا أقول حين أغني؟، وقصيدتها الثانية بعنوان "أصبحت بلا هوية". أما سامية بن أحمد الشهيرة بورد الأوراس فقدمت قصيدتين، "زهرة الصبار" و"مطر"، وها هي سميرة أملال من المغرب تهدي قصيدتي "صرخة القصبة" و"نداء" التي تقول فيها "تعب الكلام، شل القلم، انفطر الدمع، استمطر الألم، أينما وليت الصرخة تم وجه الله، وصمت عربي ذليل، هذه الشام تنزف الحياة، وطن.. في دروب الماكرين، يقترف الرحيل". أما حسناء وفاء الجلاصي من تونس فأرسلت قصيدتي "أفعى السراب" و"رعشة الماء". وفي القصة القصيرة فشاركت 12 قاصة، حيث بعثت وهيبة هنداسي نصين قصصيين هما "الانتظار الجميل" و"أميرة قلبي هي"، وسليمة مليزي شاركت في الكتاب بقصتين "شبح الظلم" و"ذاكرة الجبل". أما أحلام الزغموري من تونس فبعثت قصة "محظية". جميلة رحماني من المغرب شاركت بقصتي "عطر الحكايا" و"شوارع من نار"، وهناك قصص أخرى كلها هادفة وجميلة. الكتاب مهم لمن يحب مطالعته وهو جدير بالاقتناء.