عشية التئام اللجنة المركزية للأفلان فؤاد ق يشهد حزب جبهة التحرير الوطني، حراك غير مسبوق بعد عودة خصوم الأمين العام للحزب جمال ولد عباس، إلى الواجهة تزامنا مع تحديد موعد التئام اللجنة المركزية للحزب، والمرتقب تنظيمها يوم 23 جوان القادم، وسيزيد هذا الوضع من متاعب وزير الصحة السابق الذي كثف هو الأخير زياراته إلى الولايات في محاولة منه لتجنيد أنصاره تحسبا لأي طارئ، ويرى عدد من المراقبين أن الاحتقان الذي تشهده أول قوة سياسية في البلاد له علاقة برئاسيات 2019 التي أخرجت الأوزان الثقيلة داخله إلى الواجهة. وكثف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني سابقا عبد العزيز بلخادم، حراكه مؤخرا، عشية التئام دورة اللجنة المركزية، فبعد حفل الزفاف الذي شارك فيه هذا الأخير منذ أسبوعين تقريبا بولاية بسكرة، والذي أثار غضب جمال ولد عباس، حط رئيس الحكومة السابق عبد العزيز بلخادم، أمس الأول، الرحال بولاية خميس مليانة مرفوقا بقيادات بارزة محسوبة على جناحه كرئيس لجنة الشؤون الخارجية السابق إبراهيم بوليحة ورياض عنان والنائب البرلماني السابق يوسف ناحت ومحمد يرفع وعبد الرحمان بلعياط وعبد القادر مشبك وقاسى عيسى ومدني برادعي، وأشرف عبد العزيز بلخادم لدى نزوله بالولاية حيث زار مكتب الجمعية الدينية، واستعرض الأمين العام السابق بلخادم، في لقاء مغلق جمعه بالقيادات المحسوبة على جناحه، وضع الحزب العتيد وتحاشى من جهة أخرى الحديث عن ملف الرئاسيات وموقفه من العهدة الخامسة، ورفض هذا الأخير خلال زيارات التعزية التي قام بها الخميس الماضي إلى عائلات ضحايا الطائرة العسكرية، التعليق على دعوات أطراف للرئيس عبد العزيز بوتفليقة من أجل الترشح لعهدة رئاسية خامسة، معتبرا أن الحديث عن هذا الموضوع لازال مبكرا، وكثف عبد العزيز بلخادم منذ مطلع العام الجاري، حراكه وزاد من وتيرة نشاطه وخرجاته الإعلامية المحاطة بتغطية إعلامية معتبرة. ولا يقتصر هذا النشاط على بلخادم فقط بل يدور حديث داخل أروقة الحزب العتيد على إشراف الأمين العام السابق للحزب عمار سعداني، على عملية جمع التوقيعات للإطاحة بوزير الصحة السابق، وربطت مصادر مطلعة من قيادة الحزب عودته إلى الواجهة برئاسيات 2019، ولازال هذا الأخير يتمتع بدعم قوى في صفوف الحزب العتيد، ونجح حسب المصادر ذاتها لحد الساعة في تجنيد وجوه ثقيلة الوزن، حيث عرفت عريضة سحب الثقة من ولد عباس خلال الساعات الماضية انضمام قيادات بارزة في المكتب السياسي أبرزهم الصادق بوقطاية وبعجي أبو الفضل ومحمد عليوي ونواب في الكتلة النيابية بالغرفة السفلى كالنائب محمد جميعي وبهاء الدين طليبة اللذان يعتبران من أبرز المقربين لرئيس المجلس الشعبي الوطني السابق، وفي ظل هذا الحراك استبعدت المصادر ذاتها إمكانية عقد دورة اللجنة المركزية في التاريخ المحدد سلفا أي 23 جوان القادم، فولد عباس يسعى بكل الوسائل لعدم التئامها، فموافقته على التاريخ كانت بعد ضغوطات كبيرة تعرض لها من طرف أعضاء في المكتب السياسي واللجنة المصغرة المشرفة على إعداد تقرير خاص حول إنجازات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ وصوله إلى سدة الحكم إلى يومنا هذا.