ورأى روحاني، في خطاب ألقاه في تبريز، شمال غربي إيران، أنّ «الإشكالية تكمن في استخدام تعابير خاطئة ومواقف غير صحيحة بحق الشعوب الأخرى»، معتبراً أنّ «مشكلات المنطقة ترتبط بهذا العامل، فليس من شأن البيت الأبيض أن يتخذ قراراته التي تخص الإقليم». وقال أيضاً إنّ «انسحاب أميركا من المنطقة سيحل كافة مشاكلها ويعيد إليها الأمن والاستقرار»، مضيفاً أن «إيران أثبتت حسن نواياها للعالم وبأن كل محاولات شيطنتها كانت غير صحيحة، كما أكّدت للجميع أنها لم تسع لامتلاك سلاح نووي». بدوره، قال وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، إنّ «خروج واشنطن من الاتفاق يعني أنه انتهى تلقائياً»، لافتاً إلى أنّ «الولاياتالمتحدة الأميركية ستؤثر بهذه الطريقة على مفاوضاتها مع كوريا الشمالية، لأنها ستثبت أنها غير أهل للثقة». ونقلت وكالة «إيسنا» الإيرانية عن ظريف قوله إنّ «الخيارات ستفتح أمام طهران في حال تصرفت واشنطن على تلك الشاكلة، وستصبح قادرة على العودة للتخصيب بطريقة أسرع وأعلى من تلك المحددة في نص الاتفاق». إلى ذلك، خاطب وزير الخارجية الإيراني، الأطراف التي تدعي أنّها «قلقة من مساعي إيران الرامية للحصول على قنبلة نووية»، فقال «عليهم القلق أكثر في حال انتهاء العمل بالاتفاق، فهو ما سيرفع القيود عن التخصيب». أما أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى، علي شمخاني، والذي أصدر تصريحات تصب في السياق ذاته، أمس، فجدّد تأكيده خلال مشاركته، اليوم الأربعاء، في المؤتمر الدولي التاسع للأمن الذي تستضيفه سوتشي، أنّ التفاوض مجدداً حول فرض المزيد من القيود النووية على إيران يعني القضاء على الاتفاق. وأضاف شمخاني أنّ «المفاوضات النووية بين إيران والسداسية الدولية أثبتت أن حل المسائل لا يكون إلا بالحوار»، قائلاً «الأهم من التوصل للاتفاق هو التزام كل الأطراف فيه بما عليها من تعهدات». واتّهم الحكومة الأميركية بانتهاك المعاهدات الدولية، كما خاطب الأطراف الأوروبية والمسؤولين في الإدارة الأميركية بالقول إن «على هؤلاء أن يعلموا أن تحضير أي سيناريو أميركي أوروبي في ما خص مستقبل الاتفاق وإيجاد المزيد من القيود لن تتعامل معه إيران، ولن تتحقق أحلامهم»، حسب وصفه. وانتقد شمخاني الدور الأجنبي في الملفات الإقليمية كذلك، ورأى أن حل المسائل العالقة سواء في سورية أو اليمن أو ليبيا وغيرها يكون باتباع الخيارات السياسية، على حد تعبيره، متهماً الولاياتالمتحدة الأميركية بالاستفادة من المنطقة تجارياً من خلال بيع السلاح، ومساعدة التنظيمات الإرهابية من قبيل «داعش». تأتي كل هذه التصريحات مع اقتراب موعد تمديد العمل بالاتفاق النووي من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبيل منتصف مايو/أيار المقبل، والذي أكّد حين جدّد العمل بالاتفاق قبل أشهر، أنها ستكون المرة الأخيرة إذا لم يتم تعديل الاتفاق، مطالباً بفرض قيود على إيران لكبح سياساتها الإقليمية وبرامجها الصاروخية.