"كوب 29": التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغير المناخ    لبنان : ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني إلى 3670 شهيدا و 15413 مصابا    الغديوي: الجزائر ما تزال معقلا للثوار    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    جبهة المستقبل تحذّر من تكالب متزايد ومتواصل:"أبواق التاريخ الأليم لفرنسا يحاولون المساس بتاريخ وحاضر الجزائر"    الجزائر تحتضن الدورة الأولى ليوم الريف : جمهورية الريف تحوز الشرعية والمشروعية لاستعادة ما سلب منها    المحترف للتزييف وقع في شر أعماله : مسرحية فرنسية شريرة… وصنصال دمية مناسبة    تلمسان: تتويج فنانين من الجزائر وباكستان في المسابقة الدولية للمنمنمات وفن الزخرفة    مذكرات اعتقال مسؤولين صهاينة: هيومن رايتس ووتش تدعو المجتمع الدولي إلى دعم المحكمة الجنائية الدولية    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    قرار الجنائية الدولية سيعزل نتنياهو وغالانت دوليا    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي في وفاة الصحفي محمد إسماعين    الجزائر محطة مهمة في كفاح ياسر عرفات من أجل فلسطين    الجزائر مستهدفة نتيجة مواقفها الثابتة    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    47 قتيلا و246 جريح خلال أسبوع    تعزيز روح المبادرة لدى الشباب لتجسيد مشاريع استثمارية    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    سيدات الجزائر ضمن مجموعة صعبة رفقة تونس    البطولة العربية للكانوي كاياك والباراكانوي: ابراهيم قندوز يمنح الجزائر الميدالية الذهبية التاسعة    4 أفلام جزائرية في الدورة 35    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    المحكمة الدستورية تقول كلمتها..    اللواء فضيل قائداً للناحية الثالثة    الأمين العام لوزارة الفلاحة : التمور الجزائرية تصدر نحو أزيد من 90 بلدا عبر القارات    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    مجلس حقوق الإنسان يُثمّن التزام الجزائر    مشاريع تنموية لفائدة دائرتي الشهبونية وعين بوسيف    السلطات تتحرّك لزيادة الصّادرات    بورصة الجزائر : إطلاق بوابة الكترونية ونافذة للسوق المالي في الجزائر    إلغاء رحلتين نحو باريس    الخضر مُطالبون بالفوز على تونس    دعوى قضائية ضد كمال داود    تيسمسيلت..اختتام فعاليات الطبعة الثالثة للمنتدى الوطني للريشة الذهبي    الشباب يهزم المولودية    البُنّ متوفر بكمّيات كافية.. وبالسعر المسقّف    سباق الأبطال البليدة-الشريعة: مشاركة أكثر من 600 متسابق من 27 ولاية ومن دول اجنبية    وزيرة التضامن ترافق الفرق المختصة في البحث والتكفل بالأشخاص دون مأوى    النعامة: ملتقى حول "دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة العربية"    الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية "تهاقرت .. ملحمة الرمال" بالجزائر العاصمة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ولاية تبسة...من جمال بلادي

والكويف التي هي رأس تجارتها المربحة حيث تحتوي على معظم مناجم الفحم في الولاية بالاظافة إلى دائرة الونزة المتربعة على أكبر احتياطي في العالم العربي والافريقي من الحديد وكذلك بلدياتها الغنية بوفرة المياه كعين الزرقاء والماء الأبيض وبكارية لمحة تاريخية حول منطقة تبسة شهدت منطقة تبسة منذ غابر العصور حضارات متعددة سجلت تاريخها بالمنطقة وتركت شواهدها, كل هذا راجع إلى ثلاثة عوامل مهمة جعلت الانسان يستقر بها : الموقع الاستراتيجي, وفرة المياه, الأرض الخصبة ففي مرحلة ماقبل التاريخ, عرفت المنطقة استقرار الإنسان البدائي بها ذلك اتضح من خلال ما تركه من ادوات حجرية وصوانية في عدد من جهات المنطقة كالصناعات الاشولية بالماء الأبيض والصناعة العاترية والتي تعود إلى منطقة واد الجبانة بئر العاتر واصطلح عليها اسم الحضارة العاترية نظرا لميزتها الخاصة وهي العنق المشغول لتعمم هذه التسمية فيما بعد على كامل التراب الوطني هناك حضارات أخرى لفترة تلتها كالحضارة القفصية والتي تعود إلى منطقة قفصة التونسية وتمتاز على وجه الخصوص بالنصال والنصيلات وتؤرخ لما بين الحضارتين أي العاترية من 3000 الى 4000 قبل الميلاد كما عرفت المنطقة مرحلة فجر التاريخ وهي المرحلة التي بدأ يعرف فيها الإنسان الاستقرار الأول في المغارات والكهوف وذلك ما دلت عليه الابحاث الأثرية في منطقة قاستيل شمال مدينة تبسة بالقرب من جبل الدير ويصطلح عليها اسم الحواتية, عثر فيها على ادوات فخارية من اواني وقدور تحمل زخارف محلية في الفترة القديمة فان تاسيس المدينة القديمة تيفست THEVEST يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد كما ذكر ديودور الصقلي الذي عاش في زمن الامبراطور اغسطس في القرن الأول ميلادي وذكر بان هذه المدينة من أقدم المدن في شمال أفريقيا المصادر المادية المتمثلة في الكتابات اللاتينية تدل على ان تاسيس مدينة تيفست يعود إلى القرن الأول ميلادي خلال حكم العائلة الفلافية في عهد الامبراطور فيسيانوس من قبل الفرقة العسكرية الاغسطسية التالية بعد ماكانت في حيدرة بتونس كانت تيفست كذلك مقرا هاما لدائرة المالية والممتلكات خلال القرن الثاني والثالث للميلاد وقد عرفت المنطقة الديانة المسيحية في منتصف القرن الثالث ميلادي في تلك الفترة كان لها اسقف اسمه لوكيوس LUCIUS قنصل بقرطاج عام 256 م, وبقت تحت حكم الرومان حتى سنة 443 م اين قدم الوندال الذين كانوا من الجنس الآري وضد الكاثوليكية ولا يؤمنون بروح المسيح فهدموا كل ماله علاقة بالرومان قام الوندال بالاستلاء على كل الممتلكات الهامة ووضعوا ضرائب على المواطنين وحصنوا المدينة باسوار وقد عثر الباحثون الاثريون جنوب مدينة تبسة على شواهد دلت على ذلك فقد عثروا على الواح (48 لوحة) بها عقود الملكية, البيع والشراء, الزواج والضرائب لكن لم يدم استقرارهم طويلا إذ قدم البيزنطيون بقيادة الجنرال البيزنطي سولومون وقضى على الونذال سنة 534 م وقام بتاسيس قلعة بيزنطية اسوارها من حجارة المدينة الرومانية خلال حملته الأولى وحصنها ب 14 برجا وكانت ذات مدخلين من الشمال قوس النصر كاراكالا ومن الشرق الباب الخاص بالجنرال سولومون, لكن لم يفتأ هذا الأخير حتى قضي عليه من قبل القبيلة المحلية (الموريين) عند اسوار المدينة في كمين نصب له عند نهاية القرن السادس للميلاد شهدت مدينة تبسة قدوم الفاتحين العرب وأصبحت تدعى تبسة بدل تيفست في سنة 1573 خضعت المنطقة للحكم التركي بعد استيلاء الحاكم التركي ستان باشا على تونس سنة 1842 المدينة تسقط تحت الاستعمار الفرنسي إلى غاية سنة 1962 قوس النصر السور البيزنطي المدرج المسرحي معصرة برزقال تبسة العتيقة الكنيسة الرومانية القصر القديم المعبد الوثني الفوروم الاقواس الروماني أهم الموارد
أحد أهم المعالم الأثرية التي تعتبر تحفة معمارية رائعة وفريدة ومن احسن ما شيد الرومان في مدينة تبسة.
تأسس هذا المعلم سنة 212/211 بعد الميلاد في حقبة الازدهار الروماني. يضم هذا المعلم اربعة جهات كل جهة مهداة إلى أحد افراد العائلة الحاكمة عائلة (سبتيم سيفار).
اقيم قوس كاراكالا بطريقة فريدة على شكل مربع ويرفع فوقة قبة كما اكد ذلك علماء الاثار.
الوصف
اجريت عليه أكثر من عملية ترميم خلال الحقبة الاستعمارية.
ما زال إلى اليوم يحافظ على طابعه المعماري رغم زوال ثلاثة اعمدة بسبب الحروب القديمة.
هذا المعلم أصبح مهددا بالانهيار وتتطلب حمايته :
ازالة شجرة التين من جدرانه.
تنظيف محيطه من الاوساخ والقمامة وردع المتسببين في ذلك.
ترميمه وصيانته مع توفير غلاف مالي لذلك.
السور البيزنطي الحصن
نبذة تاريخية
أحد اروع وأضخم البنايات الأثرية الموجودة بالمدينة.
تأسس هذا المعلم سنة 535 ميلادي على يد البطريق سولومون.
شيد هذا الصرح الاثري لحماية المدينة وبسط سلطان البيزنطيين في المنطقة وضرب الاعداء.
الوصف
حسب المؤرخين، فان هذا المعلم كانت أغلب اجزائه منهارة وقام الفرنسيون بترميمها خلال الحقبة الاستعمارية كما استعملوا جزءا كبيرا منه كثكنة عسكرية.
لهذا المعلم ثلاثة أبواب اصلية : باب كاراكالا - باب سولومون وباب شهلة، ثم اضاف الفرنسيون ثلاثة أبواب صغيرة أخرى.
تعرض خلال سنوات 1970-60 إلى تهديم باب شهلة وباب قسنطينة.
خضع لعملية ترميم وتنظيف بمادة الرمل مرة خلال سنوات 1980.
اقيمت عليه عدة دراسات من طرف علماء الاثار.
يعيش هذا المعلم وضعية جد متدهورة جراء رمي الاوساخ وحرق جدرانه وتشوه منظره وانتشار الباعة والمتسولين حوله.
المدرج المسرحي
هو من ابنايات الأولى التي شيدها الرومان بالمنطقة, فقد تم بناؤه في عهد القنصل الخامس الامبراطور فسباسيانوس سنة 75 ميلادي.
استعمل هذا المدرج كملعب أو مسرح وأحيانا لالعاب المصارعة بين الفرسان واسرى الحرب أو مع الحيوانات المفترسة.
حسب العالم سيري دوروش فقد تم اكتشاف شكله الدائري أثناء عمليات الحفر والذي يقدر قطره ب 65-50 مترا.
الوصف
بالنظر إلى عمليات الحفر التي قام بها العلماء يعتبر المدرج المسرحي حديث الاكتشاف سنة 1859 حسب السيد: هول مكتشف هذه الرائعة المستديرة.
لهذا المدرج اربعة مداخل وحجرات للفرسان والعبيد والحيوانات لمفترسة.
يعد المدرج المسرحي مصنفا وطنيا ويعتبر أحد الماتحف على الهواء الطلق.
موقعه مسيج لكنه يتعرض يوميا لرمي الاوساخ بسبب جواره للسوق كما انه مغمور بالتربة ويتطلب دراسة شاملة لابرازه وتهيئته.
معصرة برزقال
نبذة تاريخية
تقع معصرة برزقال على الطريق الرابطة بين تبسة وبئر العاتر على بعد35 كلم جنوب تبسة وهي مصنفة وطنيا.
تأسست هذه المعصرة بين 117-98 ميلادي وكانت تستغل في عصر الزيتون.
اكتشف هذا المعلم من طرف الفرنسيين وتشير المراجع إلى ان هذه المعصرة كانت تضم طوابق وتغطي أكثر من 2000 متر مربع.
الوصف
معصرة برزقال مقسمة إلى اربعة اقسام رئيسية بجدارين متوازيين وتوجد بها سبعة أبواب في كل واجهة وتضم كل جهة عدة معاصر.
يعطي هذا المعلم صورة واضحة عن الحياة الاقتصادية والفلاحية بالمنطقة في عهد الرومان وتصنف الثانية بعد معصرة الناظور بتيبازة. - تعرضت أكثر من مرة إلى النهب والحفر العشوائي وهي اليوم في حالة هميش قصوى بعدما كانت سابقا محجة للزوار ومعلما سياحيا هاما.
(تبسة العتيقة (الخالية
نبذة تاريخية
بناءات متداخلة وجميلة في آن واحد وهي عبارة عن بانوراما رائعة.
توجد على الطريق المؤدية إلى الدكان عبر الجرف وكانت تسمى بطريق القنطاس على بعد 04 كلم من السور البيزنطي جنوبا.
ذكر المؤرخ (جيرول) ان المستعمر الفرنسي استعمل حجارتها في بناء الثكنة القديمة وسط المدينة.
تأسست في العهد الروماني وهي مجهولة لدى الكثير وتعرف باسم تبسة الخالية الوصف
ذكرها المؤرخ (سيري دوروش) بانها بانوراما رائعة محاطة بسور الها معبدا دائريا مرتكز على 16 عمودا وهي محاطة من ثلاث جهات بممرات غير مكشوفة كانت توجد بها موميات وتماثيل.
كما تضم الجهة الشرقية سابقا مربعا تتوسطه دائرة تمثل مخرجا للفريقالمقدسة وبها اسطبلات وقنوات لايصال المياه محمولة على اقواس وبها معصرة للزيتون تقع بالجهة الجنوب شرقية.
هذا المعلم يعيش حاليا العزلة والتهميش رغم كونه من اعظم المناطق في المستعمرة الرومانية في شمال أفريقيا.
الكنيسة الرومانية
نبذة تاريخية
هي أحد المعالم التاريخية النادرة في العالم باسره, والتي بقيت محافظة على طابعها المعماري الاصلي.
تعرف العالم ستيفن قزيل عن حقيقة هذا المعلم سنة 1901 فنسب بناءه إلى العصر الأخير للحضارة رومانية اين عرفت الديانة المسيحية النصر والازدهار في تلك الحقبة وفي سنة 1944 عثر على قبوة وهي عبارة عن مصلى تحت الأرض استغل في نشر المسيحية ثم اقيمت فوقها هذه الكنيسة.
يعود شرف تسمية هذه الكنيسة إلى القديسة كريسبين آنذاك.
الوصف
الكنيسة الرومانية مقسمة إلى قسمين احدهما عبارة عن حديقة مقسمة إلى اربعة اقسام على شكل صليب والقسم الاخر يضم الكنيسة الميناء.
لها مدخل واحد على شكل قوس ويقطعها ممر طوله 52 م مبلط بحجارة صلبة على يمينه يوجد مدخل الكنيسة من جهة المدرج ثم الرواق والمكان المربع لذي لم يبقى منه الا حافته السفلية ومن خلالها يشدك النظر إلى الصحن.
روعة التصميم في هذا المعلم تتمثل في القاعة الكبيرة المقسمة باعمدة دائرية تحمل اقواسا وأخرى مربعة وجميع قاعاتها مبلطة بالفسيفساء.
يجاور هذه الكنيسة قاعات لتعليم الدين واسطبلات للخيول ومرقد.
هذه الكنيسة هي أكبر الكنائس الرومانية وهمزة وصل بين شمال أفريقيا أفريقيا واوروبا لكنها اليوم معرضة للاهمال والنهب.
الجغرافيا والمناخ
تتميز بالحرارة الشديدة صيفا والبرودة الشديدة شتاءا وتشتهر بزراعة الحبوب والرعي وأيضا تعرف بالصناعات التقليدية المرتبطة أساسا بالماشية ومنتجاتها الصوفية و التهريب كل شيئ وهي تقع بين خطي عرض30/32 شمالا وخط طول 5.54 بين جبال الدكان والقعقاع وبورمان وهم من سلسلة جيال الأوراسي الأشم يحدها شمالا مدينة مدينة سوق أهراس ومن الشرق الجمهورية التونسية وجنوبا وادي سوف ومن الجنوب الغربي خنشلة ومن الشمال الغربي مدينة عين البيضاء (الجزائر) ويصل عدد سكانها اليوم وأهم القب.ائل فيها هم النمامشة
أصل تسميتها
يرجع اسم تبسة إلى الأصل البربري الأول الذي أطلق عليها سكانها الأصليون والذي يعتقد حسب الترجمة اللوبية القديمة بأنها تعني اللبؤة -أنثى الأسد - ولما دخلها الإغريق شبهوها بمدينة تيبس الفرعونية لكثرة خيراتها والمعروفة اليوم بطابة وبعد دخول الرومان سموها بتيفست لسهولة نطقها ومع الفتح الإسلامي تم تعريبها فأصبحت تبسة -بفتح التاء وكسر الباء وفتح السين-
تاريخ المدينة
عرفت مدينة تبسة الحياة ووجود الإنسان عليها منذ حوالي 12000 سنة قبل الميلاد وذلك فيما يعرف عند المؤرخين بالحضارة العاترية. وقد أطل عليها فجر التاريخ بقدوم الفينقيين ليحتلوها ويضموها إلى ممكلة قرطاجة وذلك منذ 250 ق م إلى أن وقعت تحت حكم الرومان بعد تغلبهم على القرطاجين سنة200 ق م. وأصبحت مقاطعة رومانية ونقطة عبور هامة للتجار من الجنوب إلى الشمال.
عرفت تبسة أوج ازدهارها في عهد الحكم الروماني حيث بنية معظم الآثار الرومانية الموجودة الإن بين 69/472 م إلى أن سقط الحكم الروماني على يد الوندال الذين عاثوا فيها فسادا وهدموا الكثير مما بناه الرومان. بقى الوندال مدة إلى أن استرجعها الرومان مرة أخرى فرمموا ما أفسده الوندال وأضافوا العديد من المرافق وهذا بفصل القائد سولومون بلغ عدد سكانها في تلك الحقبة مئة ألف ساكن.
ظلت تبسة تحت الحكم الروماني إلى أن أطلت عليها جيوش الفاتحين سنة 648م/27ه، حيث إنتصر المسلمون على الرومان وأقاموا اتفاقية صلح مع البربر بقيادة الكاهنة –السكان الأصليون لتبسة -..لكنهم – البربر- نقضوا الاتفاقية وغدروا بالمسلمين وقتلوا الصحابي الجليل عقبة بن نافع وثلاث مئة من صحبه الكرام. عاود المسلمون فتحها بعد أن أعدوا العدة ونظموا الصفوف بقيادة حسان بن النعمان الغساني سنة 78ه /698م وفي مسكيانة خسر هو أيضا الحرب مع الكاهنة وخرج منها... ثم عاد...... لتدخل تبسة بين مد وجزر إلى سنة82ه/701 م ليتم فتح تبسة نهائيا ويتمكن المسلمون من قتل الكاهنة وأسر أبنائها التسعة لتبقى تبسة مدينة إسلامية.
بدأ الحكم الإسلامي بالخلافة الأموية ثم العباسية إلى أن عين هارون الرشيد –إبراهيم بن الأغلب- حاكم على بلاد إفريقية-...لتخضع بعد ذلك إلى حكم المماليك -بداية بدولة بني زيري ثم الرستمية ثم الصنهاجية لتقع تحت حكم الدولة الفاطمية الشيعية من سنة 398 ه/إلى/442 ه لتنتقل بعد ذلك إلى حكم الحماديين ثم المرابطين ثم الموحدين ثم الحفصيين إلى حين قدوم الأتراك – العثمانيين – سنة 1572 م.
بقيت تحت الحكم العثماني إلى دخول المستدمر الفرنسي سنة 1842 وقد شارك سكان تبسة في المقاومة من بداية الاحتلال -ثورة الرحمانية نسبة إلى القائد محمد الشريف الرحماني –سنة 1871/ 1872 فيما يعرف بتمرد الأوراس. سنة 1913 شهدت بوادر الحركة الإصلاحية التنويرية مع تأسيس أول مدرسة حرة بالجزائر سنة 1913 وبروز الكثير من المفكرين والعلماء المصلحين من أبرزهم الشيخ العربي التبسي 1891/1957 ومالك بن نبي 1905/1973
مشاركتها الفعالة في الثورة التحريرية أبرز ما قدمت تبسة في الثورة التحريرية –معركة الجرف الكبرى- وهي أكبر معركة في الثورة وواصلت مشوار الكفاح لتحرير الجزائر... إلى أن أخذت الجزائر استقلالها سنة 1962.
قالوا عن تبسة
وصفها أحد المؤرخين فقال- هي مدينة قديمة أزلية فيها آثار كثيرة عجيبة...فيها دار المسرح وقد تهدم أكثره...أغرب ما يكون من البناء... وفيها هيكل يظن الرائي أنه كلما رفع يده عنه ما يكاد يعرف الفرق بين أحجاره لو غرست إبرة بين حجرين من أحجارها ما وجدت منفذا... وفي داخله أقباء معودة بعضها فوق بعض... وبيوت تحت الأرض... وأزاج كثيرة... ولها منظر هائل تشهد على عظمة الحضارة الرومانية... وإنما المسكون منها اليوم هو قصرها فقد أصبح متحفا وعليه سور من حجر جليل متقن كأنما فرغ منه بالأمس باختصار هو حصن عظيم....-
شهدت منطقة تبسة منذ غابر العصور حضارات متعددة سجلت تاريخها بالمنطقة وتركت شواهدها, كل هذا راجع إلى ثلاثة عوامل مهمة جعلت الانسان يستقر بها : الموقع الاستراتيجي, وفرة المياه, الأرض الخصبة.
ففي مرحلة ماقبل التاريخ, عرفت المنطقة استقرار الإنسان البدائي بها ذلك اتضح من خلال ما تركه من أدوات حجرية وصوانية في عدد من جهات المنطقة كالصناعات الاشولية بالماء الأبيض والصناعة العاترية والتي تعود إلى منطقة واد الجبانة بئر العاتر واصطلح عليها اسم الحضارة العاترية نظرا لميزتها الخاصة وهي العنق المشغول لتعمم هذه التسمية فيما بعد على كامل التراب الوطني.
هناك حضارات أخرى لفترة تلتها كالحضارة القفصية والتي تعود إلى منطقة قفصة التونسية وتمتاز على وجه الخصوص بالنصال والنصيلات وتؤرخ لما بين الحضارتين أي العاترية من 3000 الى 4000 قبل الميلاد.
كما عرفت المنطقة مرحلة فجر التاريخ وهي المرحلة التي بدأ يعرف فيها الإنسان الاستقرار الأول في المغارات والكهوف وذلك ما دلت عليه الأبحاث الأثرية في منطقة قاستيل شمال مدينة تبسة بالقرب من جبل الدير ويصطلح عليها اسم الحواتية, عثر فيها على أدوات فخارية من اواني وقدور تحمل زخارف محلية.
في الفترة القديمة فان تاسيس المدينة القديمة تيفست THEVEST يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد كما ذكر ديودور الصقلي الذي عاش في زمن الإمبراطور اغسطس في القرن الأول ميلادي وذكر بان هذه المدينة من أقدم المدن في شمال أفريقيا.
المصادر المادية المتمثلة في الكتابات اللاتينية تدل على أن تاسيس مدينة تيفست يعود إلى القرن الأول ميلادي خلال حكم العائلة الفلافية في عهد الإمبراطور فيسيانوس من قبل الفرقة العسكرية الاغسطسية التالية بعد ماكانت في حيدرة بتونس كانت تيفست كذلك مقرا هاما لدائرة المالية والممتلكات خلال القرن الثاني والثالث للميلاد.
وقد عرفت المنطقة الديانة المسيحية في منتصف القرن الثالث ميلادي في تلك الفترة كان لها اسقف اسمه لوكيوس LUCIUS قنصل بقرطاج عام 256 م, وبقت تحت حكم الرومان حتى سنة 443 م اين قدم الوندال الذين كانوا من الجنس الآري وضد الكاثوليكية ولا يؤمنون بروح المسيح فهدموا كل ماله علاقة بالرومان.
قام الوندال بالاستلاء على كل الممتلكات الهامة ووضعوا ضرائب على المواطنين وحصنوا المدينة باسوار وقد عثر الباحثون الاثريون جنوب مدينة تبسة على شواهد دلت على ذلك فقد عثروا على ألواح (48 لوحة) بها عقود الملكية, البيع والشراء, الزواج والضرائب لكن لم يدم استقرارهم طويلا إذ قدم البيزنطيون بقيادة الجنرال البيزنطي سولومون وقضى على الونذال سنة 534 م وقام بتاسيس قلعة بيزنطية اسوارها من حجارة المدينة الرومانية خلال حملته الأولى وحصنها ب 14 برجا وكانت ذات مدخلين من الشمال قوس النصر كاراكالا ومن الشرق الباب الخاص بالجنرال سولومون, لكن لم يفتأ هذا الأخير حتى قضي عليه من قبل القب.يلة المحلية (الموريين) عند اسوار المدينة في كمين نصب له.
عند نهاية القرن السادس للميلاد شهدت مدينة تبسة قدوم الفاتحين العرب وأصبحت تدعى تبسة بدل تيفست.
أهم المعالم الأثرية
قوس النصر (كاراكالا)
أحد أهم المعالم الأثرية التي تعتبر تحفة معمارية رائعة وفريدة ومن احسن ما شيد الرومان في مدينة تبسة.
تأسس هذا المعلم سنة 212/211 بعد الميلاد في حقبة الازدهار الروماني. يضم هذا المعلم أربعة جهات كل جهة مهداة إلى أحد أفراد العائلة الحاكمة عائلة (سبتيم سيفار). أقيم قوس كاراكالا بطريقة فريدة على شكل مربع ويرفع فوقة قبة كما اكد ذلك علماء الآثار.
أجريت عليه أكثر من عملية ترميم خلال الحقبة الاستعمارية. ما زال إلى اليوم يحافظ على طابعه المعماري رغم زوال ثلاثة أعمدة بسبب الحروب القديمة.
السور البيزنطي (الحصن)
أحد اروع وأضخم البنايات الأثرية الموجودة بالمدينة. تأسس هذا المعلم سنة 535 ميلادي على يد البطريق سولومون.
شيد هذا الصرح الاثري لحماية المدينة وبسط سلطان البيزنطيين في المنطقة وضرب الأعداء. حسب المؤرخين، فان هذا المعلم كانت أغلب أجزائه منهارة وقام الفرنسيون بترميمها خلال الحقبة الاستعمارية كما استعملوا جزءا كبيرا منه كثكنة عسكرية.
لهذا المعلم ثلاثة أبواب اصلية : باب كاراكالا - باب سولومون وباب شهلة، ثم أضاف الفرنسيون ثلاثة أبواب صغيرة أخرى.
تعرض خلال سنوات 1970-60 إلى تهديم باب شهلة وباب قسنطينة. خضع لعملية ترميم وتنظيف بمادة الرمل مرة خلال سنوات 1980.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.