يترك رحيل زيدان (45 عاما) صفحة بيضاء لدى «الميرينغي»، ويضع رئيس النادي فلورنتينو بيريز أمام ورشة كبيرة لإعادة البناء. رئيس النادي المتوج ب 13 لقبا في مسابقة دوري أبطال أوروبا بدا مصدوما من قرار لزيدان وصفه ب «غير المتوقع»، ولم يتم إبلاغه به سوى قبل ساعات من عقد المؤتمر الصحافي في مركز التدريبات فالديبيباس الخميس. وقال بيريز المدرك لصعوبة التحديات المقبلة «هذا يوم حزين وكنت أتمنى إقناعه بالبقاء»، وذلك أثناء جلوسه الى جانب زيدان في المؤتمر الصحافي الذي تمت الدعوة اليه على عجل اليوم. فبعد 5 أيام على قيادة زيدان للنادي الملكي الى اللقب الثالث تواليا في مسابقة دوري ابطال اوروبا، سيكون بيريز مطالبا بالبحث عن بديل قادر على شغل أحد المناصب الأكثر تطلبا في عالم كرة القدم، وإدارة الآثار المتوقعة لرحيل زيدان على لاعبي فريقه، لاسيما في ظل الغموض الذي يحيط بمستقبل عدد من أبرز نجومه مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي غاريث بايل والفرنسي كريم بنزيمة. وبحسب صحيفة «ماركا» الاسبانية، سيكون هؤلاء «وكأنهم تلقوا الضربة القاضية بعد قرار إعلان رحيل زيدان». بقرار الرحيل، باغت زيدان رئيسه الذي عينه في جانفي 2016 خلفا لرافايل بينيتيز المقبل من منصبه بعد 6 أشهر. لكن زيزو شعر قبل الجميع أن حقبة انتهت في كييف بعد الفوز بلقب مسابقة دوري ابطال اوروبا على حساب ليفربول الانكليزي 3-1 في المباراة النهائية، وأن الوقت قد حان للرحيل. اختار توقيتا ذكيا لتدبير بقية مشواره التدريبي بعيدا من الاضطرابات الدائمة على صعيد المدربين، والتي أضحت جزءا من تاريخ النادي الملكي الشديد التطلب ممن يتولون الاشراف على إدارته الفنية. البحث عن مدرب - بعد رحيل زيدان، سينكب رئيس ريال مدريد في أسرع وقت ممكن على البحث عن خليفة له. سيكون ذلك المهمة الاكثر عجالة، ولن تكون الأكثر سهولة. يجب إيجاد مدرب قادر على إدارة عدد من النجوم في ناد حيث الضغط دائم وسقف الأهداف الموضوعة عال. بديل يتعين عليه على الأقل تحقيق أفضل مما حققه زيدان، وهي مهمة شديدة الصعوبة نظرا لتتويج النادي بتسعة ألقاب خلال عهد زيزو الذي اقتصر على موسمين ونصف موسم. ما يصعب المهمة على ريال وبيريز، هو وجود عدد قليل جدا من الأسماء الكبيرة المتوافرة في «سوق» المدربين. تبدو أسهم الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو (46 عاما) مرتفعة في ريال ويحظى باهتمام فلورنتينو بيريز، بيد أن الارجنتيني الذي قاد توتنهام الى المركز الثالث في «البريمييرليغ» الانكليزي هذا الموسم، مدد عقده مؤخرا مع النادي اللندني حتى عام 2023. ويقدر بيريز أيضاً يواكيم لوف (58 عاما)، مدرب المنتخب الألماني الذي مدد أيضا مؤخرا عقده حتى 2022. الالماني يورغن كلوب (50 عاما)، مدرب ليفربول الانكليزي الذي خسر امام ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، والفرنسي أرسين فينغر (68 عاما) الذي لم تعرف وجهته المقبل منذ رحيله عن أرسنال الانكليزي في نهاية الموسم المنصرم، كانا ضمن اهتمامات النادي الملكي في السابق ويمكن ان تعاد فتح المفاوضات من جديد بحسب وسائل الاعلام الإسبانية. هناك ايضا مجموعة مدربين من أبناء النادي بقيادة غوتي (41 عاما) الذي يقود فريق تحت 19 عاما، دون استبعاد المهاجم الاسطوري السابق راوول (40 عاما) الذي قرر ولوج عالم التدريب. نقص خبتره قد يكون عقبة كبيرة في تزكيته للمهمة، في حين كان زيدان بدأ في ترك بصمته على المستوى التدريبي من خلال موسم في ظل الايطالي كارلو انشيلوتي حيث توج معه كمساعد باللقب العاشر في دوري أبطال أوروبا 2014. لغز رونالدو - ماذا سيفعل النجم البرتغالي؟ هذه هي القضية التي تطارد عالم كرة القدم وخاصة مسؤولي وأنصار ريال مدريد. فاجأ «سي آر 7» جماهير الملكي مباشرة بعد التتويج باللقب القاري في كييف بالحديث عن تجربته مع النادي بصيغة الماضي. عاد في اليوم التالي خلال الاحتفالات بلقب دوري الأبطال ليقول للمشجعين «الى العام المقبل!». الا ان الأسئلة حول البرتغالي (33 عاما) ومواقفه في ظل المفاوضات لتمديد عقده، لم تهدأ منذ أشهر. هل كانت التصريحات الأولى لرونالدو بعد المباراة النهائية، نوبة غضب للحصول على زيادة في الراتب تجعله الأعلى أجرا بين نجوم كرة القدم؟ أم انه يعد العدة ل «الوداع»؟ رحيل رونالدو في حال تم، سيسمح لبيريز بالحصول على القدرة المالية لإطلاق سعيه لما تثيره التقارير الصحافية منذ أسابيع: التعاقد مع النجم البرازيلي نيمار الذي ضمه باريس سان جرمان الفرنسي في صيف 2017 من برشلونة الاسباني، في صفقة جعلت منه أغلى لاعب في التاريخ (222 مليون يورو). إتمام صفقة ضخمة لبدء حقبة جديدة؟