احتضنت الجزائر سنة 1969 مهرجان الثقافة الإفريقية، كانت يومها تعيش فترة غير هذه الفترة والتي تختلف اختلافا كبيرا،حيث كانت تتسم بحركات التحرر وأفكار الاستقلال والانفلات من قيود الاستعمار. تصنع الجزائر اليوم، لها مكانة في جو يطبعه أولويات وتحديات جديدة لإفريقيا، القارة التي تبحث عن سبل التنمية والوصول إلى الحضارة العالمية. لقد كلفت الجزائر من طرف الاتحاد الإفريقي بتنظيم هذا المهرجان خلال قمة أديس أبابا بإثيوبيا في فيفري 2008 وهي اليوم ترفع هذا الانجاز بنفس التحضيرات التي ميّزته سنة 1969 . في نهاية الستينات للقرن الماضي، وتحت ظل الاستعمار الغاشم أين كانت إفريقيا تعيش بمفاهيم التحرر والاستقلال، نظمت الجزائر الطبعة الأول للمهرجان الإفريقي، عقدت بمشاركة العديد من البلدان الإفريقية التي كانت ولا تزال تحت الأيادي الاستعمارية على غرار حركات التحرر في ناميبيا وانغولا وغينيا بيساو والحركة المناهضة للابارتايد بجنوب إفريقيا. الأمر الذي أكد عليه عبد القادر مساهل، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، خلال احتفالية اليوم الإفريقي يوم 27 من شهر ماي الفارط قائلا" بأن المهرجان الأول نظم في سياق "حركة الانعتاق" والحقائق الثقافية الإفريقية ودورها في التحرير الوطني ودعم الوحدة الإفريقية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لإفريقيا". أما الطبعة الثانية للمهرجان قال عنها ، مساهل ، إنها ستكون بمثابة "مساهمة من أجل النهضة والتجديد" وكذلك تعبير عن إرادة إفريقيا لربط حركتها مع متطلبات التاريخ" موضحا أنها بانت وحسب قوله من خلال "الجهود المبذولة لترقية الثقافة وإعطاء دفع قوي للنهضة الثقافية"، حيث ستعرف الطبعة مشاركة 49 دولة عضوا في الاتحاد الإفريقي، كما ستكون الفرصة متاحة لمشاركة 5000 فنان ورجل فكر وثقافة.فالبيان الثقافي الإفريقي المعتمد بالجزائر سنة 1969 أكد أنه وبالنسبة للبلدان الإفريقية التي تحررت وتلك التي تعيش نزاعات مسلحة مع القوى الاستعمارية الثقافة كانت ولا زالت سلاح للكفاح. وفي كل الحالات الكفاح المسلح من اجل التحرير كان ولا زال وبامتياز فعل ثقافي في التنمية والخروج من التخلف والتخلص من النزاعات الدموية الداخلية التي أضحت من أولويات الاتحاد الإفريقي .