ابرز مدير التلفزيون الجزائري عبد القادر العلمي مساء أول أمس بالقاهرة ملامح المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني المقرر تنظيمه في الجزائر في الفترة ما بين 5 و20 جويلية القادم. وقال عبد القادر العلمي الذي كان مرفوقا بمستشار وزيرة الثقافة نور الدين عثماني في ندوة صحفية حضرها عدد كبير من الإعلاميين والكتاب ورجال الفن والثقافة المصريين أن المهرجان الذي جاء بتكليف من رؤساء الدول الأفارقة خلال اجتماعهم بالخرطوم سنة 2005 سيكون المفصل لأفكار وانجازات الشعوب والدول الإفريقية التي أبت إلا أن تتحرك معتزة بهويتها وثقافتها وتراثها العريق لإيجاد مكانة لها ضمن النظام الدولي الجديد. وأكد عبد القادر العلمي أن المهرجان الثقافي الإفريقي يعود مرة أخرى إلى الجزائر بعد 40 سنة من الدورة الأولي التي نظمت بالجزائر سنة 1969 في سياق دعمها المبدئي والراسخ لنضال الشعوب من اجل التحرر لا سيما في إفريقيا . وأوضح ان تواجد الوفد الجزائري بالقاهرة يهدف إلى التنسيق مع مسؤولي وزارة الثقافة والإعلام بغرض ضمان أفضل فرص نجاح المشاركة المصرية وقال" انه بقدر ما نحن حريصين على أن تكون مشاركة الجزائر قوية فإننا نتطلع إلى مشاركة مصرية نوعية "في هذا المهرجان الذي وضع تحت شعار "عودة إفريقيا". وأعرب عن أمله أن تكون هذه المشاركة " أكثر قوة وأكثر شمولية لتعبر عن ما يزخر به هذا البلد من إبداعات ثقافية وتراثية". ومن جهته أشار نور الدين عثماني ان المهرجان بمثابة رسالة الى العالم تؤكد حرص أفريقيا على الدفاع عن شخصيتها ووعيها بخصوصيتها رافضة الذوبان في الزحف الجارف للعولمة الثقافية. كما يسعى المهرجان حسبه الى توطيد مكانة الثقافة في التنمية المستدامة للقارة عملا بأهداف الشراكة الجديدة لإفريقيا من اجل التنمية (النيباد) وربط جسور "التواصل" بين المبدعين الأفارقة والتعريف بالثراء الثقافي الإفريقي و"تبيان قدرة القارة السمراء على حل اشكالياتها الثقافية بعيدا عن النظرة الأبوية الغربية". وذكر ان المهرجان يعود " الى الجزائر في حلة جديدة والعالم قد تغير وإفريقيا قد تغيرت والجزائر كذلك قد تغيرت" مضيفا أن إفريقيا قد تغيرت بنيل معظم دولها استقلالها وتغيرت طموحاتها في الظفر بمكانة محترمة في النظام الدولي الجديد بفعل المتغيرات والتحديات والرهانات الجديدة . وأضاف ان التحدي الكبير الذي يواجه القارة الإفريقية الآن يكمن في إيجاد مكانة محترمة لثقافتها في ظل العولمة التي تعمل على فرض النموذج الثقافي الغربي على الضعفاء في الوقت الذي تستنزف فيه الطاقات الإبداعية للشعوب والتراث والذاكرة الجماعية لاسيما الإفريقية منها. وأشار إلى أن مختلف هذه الرهانات دفعت قادة الدول الإفريقية إلى تبني سياسة جديدة من اجل التنمية في إفريقيا (النيباد) وهي سياسة التي تعطي للثقافة حقها في التنمية الشاملة والمستدامة وللحكم الراشد معناه ومغزاه العميق. وابرز اهتمام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة راعي المهرجان ونظرائه الأفارقة الشركاء في النيباد بدور الثقافة الحيوي والاستراتيجي وتراث الشعوب وقيمها وثوابتها باعتبارها آخر حصن مستهدف بفعل العولمة الجارفة. وذكر بالإمكانيات المادية والمالية واللوجيستية التي سخرتها الجزائر في سبيل إنجاح هذه التظاهرة الهامة وطريقة الاعداد "المحكمة" و "احترافية" طاقاتها وإطاراتها منذ الإعلان عن تنظيم المهرجان . وعن سؤال بشان تمويل المهرجان قال عثماني ان التمويل من الدولة الجزائرية التي خصصت أكثر من 100 مليون يورو لتهيئة المرافق واقتناء التجهيزات الحديثة والتكفل بإيواء الوفود المشاركة وتنفيذ برنامج المهرجان . وأشار الى ان 38 دولة أكدت مشاركتها حتى الآن وأرسلت قوائم اسمية لوفودها من بين 48 دولة أعربت عن ورغبتها في المشاركة. كما تترقب الجزائر حضور ما يزيد عن 8000 مشارك من بينهم 4000 مشارك من الدول الإفريقية وحضور 32 وزيرا إضافة إلى شخصيات أخرى وضيوف شرف خاصة منهم المعروفين بمواقفهم الايجابية تجاه إفريقيا. كما تم انجاز قرية للفنانين بطاقة استيعاب قدرها 2400 شخص واقامتين جامعيتين. وبخصوص المحاور الكبرى للبرنامج قال عبد القادر العلمي أن المهرجان شامل يجمع كافة أنواع فنون وثقافة القارة الإفريقية وتراثها وإبداعات شعوبها في جميع الميادين. وفي هذا السياق تحدث عثماني بإسهاب عن برنامج التظاهرة الذي يحتوي مجالات الأدب والسينما والمسرح والرقص الاستعراضي والموسيقى والفنون المرئية والموضة والتراث والفن التقليدي والندوات والمحاضرات الى جانب مسابقة المبدعين الأفارقة الشباب في مجال الرسوم المتحركة. وكانت هذا اللقاء فرصة للفنانين والإعلاميين المصريين لإبداء أرائهم في هذه التظاهرة الهامة وإعجابهم بما رصد لها من إمكانيات وتنظيم وشمولية برنامجها لضمان نجاحها وان الطبعة الأولى مازالت أصداؤها باقية لدى الكثير من الإعلاميين الذي عايشوا الحدث. وفي هذا السياق أكد الفنان والممثل القدير هشام عبد الحميد ان الجزائر "اسم لامع فنيا وثقافيا يكفي ان الفيلم العربي والإفريقي الوحيد الذي نال السعفة الذهبية في مهرجان "كان " السينمائي هو الفيلم الجزائري "وقائع سنين الجمر" لمحمد الأخضر حامينا . وأشار بالمناسبة إلى قدرة الجزائر وإمكانياتها ومهنية اطاراتها في تنظيم مثل هذه التظاهرة الثقافية وغيرها. سعاد طاهر محفوظي