وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن حكام الإمارات يستخدمون نظاماً إلكترونياً للتجسس، يقوم وبطريقة سرية بتحويل الهواتف الذكية التي يستخدمها المعارضون السياسيون في داخل الإمارات وخارجها لأجهزة رقابة.وذكرت في تقرير أن المسؤولين الإماراتيين عندما تلقوا عرضاً لتطوير تكنولوجيا التجسس طلبوا دليلاً على أنه فعال، وسألوا: هل تستطيع هذه التكنولوجيا تسجيل المكالمات التي يجريها أمير قطر؟ وماذا عن هواتف الأمير السعودي المؤثر الذي يدير الحرس الوطني؟ وردت الشركة على تساؤلات الإماراتيين برسالة إلكترونية ورد فيها «من فضلك تجد مرفقاً مع الرسالة مكالمتين مسجلتين». والمكالمتان المسجلتان هما لصحافي كان يعمل رئيسا لتحرير صحيفة عربية في لندن، وأكد أنه أجرى المكالمتين بدون معرفة أنهما مراقبتان.وتعمل التكنولوجيا من خلال إرسال رسائل للهاتف الذكي الذي يملكه الشخص المستهدف، وتكون بمثابة طعم لكي يقوم المستخدم بفتحها، ليحمل الهاتف برنامج التجسس المعروف باسم «بيغاسوس»، بحيث تستطيع الحكومات مراقبة الرسائل الإلكترونية والاتصالات وحتى اللقاءات وجهاً لوجه.ويقول المحامي علاء محاجنة، الذي تقدم بدعوى قضائية ضد الشركة في إسرائيل، بالتعاون مع مازن المصري، المحاضر في القانون في جامعة سيتي في لندن: «نعمل على أن يلاحق القانون التكنولوجيا». وتكشف الدعاوى القضائية عن المؤامرات السياسية بين إسرائيل ودول في الخليج بدأت بالاعتماد على القرصنة الإلكترونية لمواجهة بعضها البعض. ولا تعترف الإمارات علنيّا بإسرائيل، ولكن البلدين أقاما على ما يبدو تحالفا سريا، لأن برنامج التجسس الذي طورته الشركة تعتبره إسرائيل سلاحا لا يمكن بيعه للإمارات من دون موافقة وزارة الدفاع الإسرائيلية. وتظهر الرسائل الإلكترونية التي سربت، وأرفقت مع الدعاوى القضائية، أن الإمارات وقعت عقداً للحصول على رخصة برنامج الشركة في أوت 2013. وتمت القرصنة على وكالة الأنباء القطرية، ونشر خطاب قالت الوكالة فيما بعد إنه مزور للنيل من سمعة الدوحة، ولتبرير الحصار عليها.واتهمت قطرالإماراتيين بالوقوف وراء التسريبات. وتكشف الرسائل محاولات الإماراتيين لمراقبة هاتف أمير قطر منذ عام 2014. واستهدف الإماراتيون مسؤولين سعوديين، حيث سأل الإماراتيون شركة «ان أس أو غروب» إن كانت النسخة المحسنة تستطيع التنصت على هاتف الأمير متعب بن عبد الله رئيس الحرس الوطني في حينه، والذي كان مرشحاً لوراثة العرش. وفي مقابلة هاتفية عبّر الأمير متعب عن دهشته من محاولة الإماراتيين التجسس على مكالماته، حيث قال: «ليسوا بحاجة للقرصنة على هاتفي... أستطيع إخبارهم بما أفعل». كما طلب الإماراتيون التجسس على مكالمات سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان.