فبالرغم من الإجراءات الأمنية التي اتخذها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، وإعلانه عن تشكيل قوة مشتركة من قوات الجيش والشرطة لفض النزاع وبسط الأمن، وبالرغم من توعدات الأممالمتحدة بمتعاقبة كافة الأطراف التي تتسبب في خرق الهدنة المعلن عنها في الرابع سبتمبر الجاري، تجددت الاشتباكات بين القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني وعناصر اللواء السابع المنحدر من مدينة ترهونة (جنوب العاصمة طرابلس)، مخلفة المزيد من الضحايا، مما يرفع حصيلة القتلى منذ 26 أغسطس الماضي - تاريخ اندلاع الاشتباكات - إلى 111 قتيلا، وفقا للسلطات الصحية الليبية.وأمام صعوبة إعادة الاستقرار للمدينة، دعت حكومة الوفاق الوطني، الأممالمتحدة، إلى اتخاذ إجراءات عملية "أكثر حزما وفاعلية"، لحماية المدنيين ووضع حد للمعارك، وكذا وضع مجلس الأمن أمام حقيقة الأحداث الدامية في ليبيا لكي يتحمل مسؤوليته التاريخية بحماية أرواح وممتلكات المدنيين.وفي هذا الصدد، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريس، عن قلقه إزاء تزايد انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار، داعيا كافة أطراف النزاع إلى احترام وقف إطلاق النار والامتناع عن أي أعمال من شأنها أن تزيد من معاناة السكان المدنيين.كما شدد غوتيريس، على وجوب "تحميل المسؤولية" لأي شخص مسؤول عن انتهاك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.ومن جهته، وصف الاتحاد الأوروبي، على لسان بعثته في ليبيا، استهداف المدنيين في طرابلس ب«الانتهاك للقانون الدولي الإنساني"، مشددا على ضرورة احترام طافة الأطراف الفاعلة لوقف إطلاق النار المتفق عليه وتنفيذ جميع التدابير الأمنية اللازمة لصالح الشعب الليبي.كما ثمنت البعثة الأوروبية، القرارات الأمنية التي أصدرها المجلس الرئاسي مؤخرا والتي من شأنها أن "تخلق الظروف الملائمة" لإصلاح القطاع الأمني ووضع حد للأنشطة المفترسة التي تقوم بها الجماعات المسلحة.و حثت جميع الأطراف الفاعلة، لا سيما القادة السياسيين والقبليين والاجتماعيين، على اغتنام هذه الفرصة من أجل تغيير حقيقي وسلمي في العاصمة الليبية والمناطق الأخرى في البلاد والعمل معا لتحسين حياة جميع الليبيين. @@تجدد الاشتباكات في طرابلس يغرق عدة مدن في الظلام ويجبر مئات الأسر على النزوح ولأن أعمال العنف لا تستثني المدنيين، أجبرت الاشتباكات المتواصلة في طرابلس، آلاف الأسر للنزوح من مناطقهم نحو أماكن أكثر أمنا واستقرارا.فقد أحصت منظمة الهجرة الدولية، نزوح 3،845 عائلة - اشتملت على نحو 19،225 فردا - منذ نهاية أغسطس الماضي - فرت معظمها من المناطق المتضررة جراء النزاع في جنوبطرابلس.كما تسببت أعمال العنف في انقطاع الكهرباء بشكل واسع في جنوب وغرب البلاد، وفقا لما أعلنت عنه الشركة العامة للكهرباء (حكومية)، في ليبيا.ووفقا للمصدر فقد تضررت دائرتا الهضبة الجنوب (1 - 2)، إثر الاشتباكات، ما أدى إلى خروج معظم محطات التوليد وانقطاع الكهرباء عن المنطقة الغربية والجنوبية". و أشار ذات المصدر إلى أنه جاري العمل على بناء الشبكة الكهربائية من جديد.وكانت العاصمة الليبية قد شهدت نهاية أغسطس الماضي وعلى مدار 10 أيام معارك بين قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني وعناصر اللواء السابع المنحدر من مدينة ترهونة (80 كلم جنوب العاصمة)، دفعت بالمجلس الرئاسي الليبي إلى إعلان حالة الطوارئ بطرابلس.ومن أجل وضع حد لأعمال العنف، وافق أطراف النزاع على إعلان البعثة الأممية اتفاق وقف إطلاق النار في الرابع من سبتمبر الجاري، غير أن الاشتباكات المسلحة قد تجددت منتصف الأسبوع الماضي، مخلفة المزيد من الضحايا في صفوف المدنييين.ويأتي خرق وقف إطلاق النار، عقب أسبوع على خرق مماثل تسبب في سقوط قذائف عشوائية أغلق بموجبها مطار معيتيقة الدولى بطرابلس، ودفع السلطات إلى إغلاقه وتحويل الرحلات نحو مطار مصراتة الدولي شرق العاصمة.