تقع بلدية بوجميع شمال ولاية تيزي وزو، وتعرف بموقعها الاستراتيجي الهام كونها همزة وصل بين المناطق الداخلية والمناطق الساحلية، وتزخر أيضا بثروات متنوعة وطاقة بشرية لا يستهان بها، تؤهلها لتكون من بين أهم البلديات في الولاية .تحولت بلدية بوجيمع وفي ظرف قصير بفضل مجهودات طاقم مجلسها البلدي من مداشر صغيرة إلى شبه مدينة كلها ديناميكية وحيوية، وحركة التنمية تسري في ربوعها بشكل واضح، رافعة التحدي أمام العراقيل البيروقراطية وضعف الميزانية التي أعاقت إلى حد ما المشاريع المقرر إنجازها وتسليمها في الوقت المطلوب، ورغم ذلك تمكنت البلدية من تحقيق العديد من الإنجازات التنموية، بحيث استفادت من 100 مسكن بنوعيه الاجتماعي والتساهمي، منه ما أنجز والآخر في طور الإنجاز، إضافة إلى ذلك تم إنجاز مكتبة البلدية التي ستنتهي الأشغال بها الشهر المقبل، ويبقى تجهيزها أمرا مستعصيا لأن ميزانية البلدية لا تكفي لذلك، وتحتوي البلدية أيضا على روضة الأطفال، لكن العائق البيروقراطي فيما يخص نزع الملكية، حال دون استفادة أطفال المنطقة من هذه الروضة، وتسعى البلدية دائما نحو مشروع توسيع المرافق الصحية ولكن مديرية الصحة لم تلتفت بعد لهذا المشروع لذا يبقى مؤجلا، وعلى غرار البلديات المجاورة ركزت بلدية بوجيمع اهتمامها بالمجال التربوي لاسيما المدارس التي وفرت لها كل الإمكانيات من تجهيزات مدرسية وإطعام، حيث خصصت لها مبلغ 200 ألف دينار من ميزانيتها الخاصة، ورغم محدودية الموارد المادية عزمت البلدية على مواصلة المشاريع، وذلك بإنجاز دارين للشباب جديدتين لتلبية تطلعات الشباب الفكرية والثقافية، الأولى في وسط البلدية والثانية في قرية تاريحانت لم تنطلق الأشغال بها بعد، أما النشاط الجهوي والثقافي فهو ضئيل مقارنة بالسنوات الماضية رغم تشجيعات البلدية للشباب لخلق فضاءات ثقافية وفنية بالمنطقة، ويرجع رئيس البلدية هذا الجمود إلى نقص التوعية واهتمام الشباب بميادين أخرى، إلا أن هناك بعض الجمعيات كجمعية أنزا النسوية التي تساهم ببعض النشاطات التقليدية كالخياطة، وجمعية كتاب وحياة التي دعمت مكتبة دار الشباب بحوالي 2000 كتاب، أما فيما يخص الرياضة فهي شبه منعدمة لانعدام القاعات والملاعب الخاصة لذلك، فمديرية الشباب والرياضة لم تدعم المنطقة من زمن طويل، إضافة إلى كل هذا فبلدية بوجيمع تتمتع بتنوعها الطبيعي والإيكولوجي الذي يؤهلها لبناء قطب اقتصادي متنوع من الصناعة التقليدية إلى الصناعات المختلفة، وتمتلك أيضا منطقة صناعية تحتاج عناية ودعم المستثمرين والديوان الوطني للاستثمار، لدفع عجلة التنمية وامتصاص شبح البطالة بالمنطقة لكن لا حياة لمن تنادي فالاستثمار معدوم، ناهيك عن بعض الخواص الذين يمتلكون محلاتهم الخاصة بها، كما نجد في البلدية القطاع الفلاحي الذي لقي بدوره رعاية كبيرة من طرف الدولة، لكن يبقى الإنتاج ضعيفا لانعدام اليد العاملة ورفض السكان ممارسة الفلاحة لنقص الثقافة الفلاحية لديهم، فلو كان الإنتاج وفيرا لن يجد الفلاحون مشكل التوزيع، فشبكة المواصلات والطرقات الرئيسية والفرعية عبدت وعززت بالإنارة العمومية مما جعل البلدية أكثر نشاطا على ما كانت عليه سابقا، ونظرا لكون البلدية من البلديات التي تهتم بنظافة المحيط والبيئة فقد وظفت 20 عاملا في هذا المجال، يقومون يوميا بتنظيف المنطقة ويسهرون على راحة المواطنين، ويبقى المشكل الرئيسي الذي تعاني منه البلدية الماء الذي يوزع نادرا على سكان المنطقة، ويعود سبب ندرة المياه إلى انعدام محطات ومحركات الضخ والتوزيع وإن وجدت بعض الآبار فهي لا تسد الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية، إلا أن هناك بصيص أمل في الأفق، حيث سيتم جلب المياه من بلدية تيقوبعين بمساعدة مديرية الري وسيزال المشكل نهائيا بعد عام لما ستوصل البلدية مباشرة بشبكة مياه سد تقسبت. كما يجدر بنا الذكر أن بلدية بوجيمع منطقة سياحية تندرج ضمن السياحة الريفية، لاحتوائها على مناطق غابية خلابة ومناطق أثرية تستحق الاهتمام والزيارة، فبلدية بوجيمع بلدية متكاملة الأقطاب، ورغم المجهودات المبذولة بالبلدية تبقى غير كافية لتحقيق التنمية المستدامة بها، لهذا لابد أن تتكاثف جهود المسؤولين والسلطات المعنية والمستثمرين، للاستثمار في هذه الكنوز الثمينة التي تحتوي عليها بلدياتنا والتي بدورها تغنينا عن البترول إذا ما استغلت بطريقة عملية تخدم التنمية الوطنية.