و يعد الشيخ الراحل واحدا من أبرز علماء المنطقة الذين كرسوا حياتهم في ملازمة مجالس طلب العلم و تلقين شتى علوم الدين الحنيف بمدرسته القرآنية العامرة بأدرار التي كانت قبلة للطلبة من مختلف جهات الوطن طيلة عقود من الزمن. و قد عرف الشيخ الحاج سالم منذ صباه بفطنته ونبوغه الذي مكنه من حفظ القرآن الكريم في وقت مبكر ليلتحق في مرحلة مراهقته بركب العلم للشيخ العلامة محمد بلكبير حين افتتح أول مدرسة قرآنية له بمدينة تيميمون سنة 1943، حيث حرص الفقيد الشيخ سالم على ملازمة شيخه وحضور كل دروسه التعليمية، حسبما أوضح الباحث والمهتم بسير علماء المنطقة البروفيسور أحمد جعفري من جامعة أدرار. ونظرا لعلامات التفوق العلمي للشيخ الحاج سالم و حرصه الشديد في طلب علوم الدين و نبوغه، فقد استقبل الشيخ محمد بلكبير بكل شغف رغبة الحاج سالم بانضمامه رسميا إلى مدرسته القرآنية و التي أهلته لخلافة الشيخ بلكبير في مدرسته خلال رحلته الطويلة داخل وخارج الوطن، يضيف ذات المتحدث. و تبوأ العلامة الحاج سالم سنة 1950 إمامة جامع سيدي عبد القادر الجيلاني في قلب مدينة أدرار بتوجيه من شيخه محمد بلكبير وأعيان المنطقة ليعكف فيه على مواصلة حمل شعلة مسيرة التنوير والتعليم للطلبة و إقامة حلقات الدروس الدينية. كما فتح سنة 1954 أول مدرسة داخلية له بمسكنه لاستقبال وفود طلبة العلم و يستمر في تقديم سلسلة دروسه الدينية، و كانت المدرسة نبراسا لتلقين العلم النافع و تكريس النهج الوسطي و صون المرجعية الدينية للوطن في تلك المرحلة عملا بالمنهج التعليمي لشيخه محمد بلكبير، وفق المصدر ذاته. و قد تقلد الشيخ الفقيد الحاج سالم بن إبراهيم عدة مهام في سلك الشؤون الدينية والأوقاف ترقى فيها من معلم للقرآن الكريم إلى رتبة إمام مدرس ثم مفتش للشؤون الدينية ومفتش جهوي للشؤون الدينية لولايات أدرار وبشار و تندوف ثم ناظرا للشؤون الدينية إلى أن انتسب إلى عضوية المجلس الإسلامي الأعلى، حيث لم يشغله ذلك عن الاستمرار في واجباته التعليمية ليكسب بذلك قلوب واحترام الكثيرين من طلبته و مريديه من داخل وخارج الوطن. و ستقام جنازة الفقيد أمسية الأربعاء بمسجد الشيخ سيدي محمد بلكبير بمدينة أدرار.