واستهل بوتفليقة رسالته بالحديث عن "الإنجازات المحققة" و«أشواط التقدم التي أحرزتها البلاد" و«الاصلاحات" ، معرجا على "استتباب الأمن" بفضل "الوئام المدني ثم المصالحة الوطنية" حسبه. وقال بوتفليقة إن "أشواط التقدم تِلْك، التي أحرزتْها بلادُنا، ووعي المواطنين بالرهانات والتحديات المحدقة بها، هي التي أدَّتْ دون شكٍّ، في الأشهر الأخيرة، بالعديد من الأصوات لدى الطبقة السياسية والمجتمع المدني، إلى مناشدتي مَرّةً أخرى لمواصلة مُهمّتي في خدمة البلاد" معبرا عن " عن عميق عرفاني وامتناني لهذه النداءات التي أتفهَّمُ تَطَلُّعاتها؛ إذ تُشعرني بارتياح كبير لكونِها تبعثُ لديَّ الإحساس بالاطمئنان بأنني لم أُخيِّبْ أمل أغلبية شعبنا، حتى وإن لم أجسِّد التزاماتي كلَّها إزاءهْ، ولم أستجِب لكافة تَطلعاته وطموحاته الكبيرة" مضيفا أنه " في نفس الوقت، فأنا أُدرك تمامًا بأن بلادنا ما تزالُ لديها وَرَشاتٌ هامة يَتعَيَّنُ التكفُّل بها واستكمالها، وتحدياتٍ كبيرةٍ ينبغي رفعُها". وبرر بوتفليقة ترشحه بسببين : الأول هو " استجابه لكل المناشدات والدّعوات" والثاني هو "، لأجل الاستمرار في أداء الواجب الأسمى". وتضمنت الرسالة الإشارة إلى وضعه الصحي، وهو المبرر الأساسي الذي تضعه المعارضة في رفضها للعهدة الخامسة. حيث قال " بطبيعة الحال لم أعد بنفس القوة البدنية التي كنتُ عليها، ولم أخف هذا يوما على شعبنا، إلاّ أنّ الإرادة الراسخة لخدمة وطني لم تغادرني قَطُّ، بل وستُمكنُني من اجتياز الصعاب المرتبطة بالمرض، و كل امرئ يمكنه التعرض له في يوم من الأيام. وتابع :«إن إرادتي هذه، فضلاً عن التزامي بخدمة الوطن، استَمِدُّهما من تمسُّكي الراسخ بالوفاء بالعهد الذي كنتُ قد قطعته مع الشهداء الأبرار وتقاسمتُه مع المجاهدين الأخيار، رفقائي في ثورة التحرير الوطني". وتعهد الرئيس بوتفليقة في حال انتخابه أنه سيبادر خلال هذه السنة ب " عقد ندوة ستكرس تحقيق التوافق حول الإصلاحات والتحولات التي ينبغي أن تباشرها بلادنا بغرض المضي أبعد من ذي قبل في بناء مصيرها، ولأجل تمكين مواطنينا من الاستمرار بالعيش معًا، أفضل وأفضل، في كنف السلم والازدهار. وقال إن " جميع القوى السياسية والاقتصادية والسياسية للبلاد ستكون مدعوة لهذه الندوة الموجهة للخروج ب " إجماع حول الإصلاحات والتغييرات التي يتعين على بلدنا القيام بها ". كما أعلن عن "إمكانية أن تقترح الندوة الوطنية أيضًا إثراءً عميقا للدستور، في ظل احترام أحكامه المتعلقة بالثوابت الوطنية، والهوية الوطنية والطابع الديمقراطي والجمهوري للدولة. وفي سياق حديثه عن الخطوط العريضة التي يتضمنها برنامجه الانتخابي، وضع بوتفليقة "الشباب" في مقدمة وعوده، وقال إن "الانجازات المحققة لحد الآن "تبقى بحاجة إلى تحسين" من أجل "إعادة وتعزيز" ثقة المواطنين في المؤسسات، كما أن هذه الغاية – يضيف رئيس الجمهورية- تستدعي "أجوبة أكثر ملاءمة لتطلعات شبابنا الذي يقف أحيانا بعيدا عن الحياة السياسية ويختار البعض منه خوض مغامرات هجرة خطيرة وانتحارية "، في إشارة منه إلى تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية في الأشهر الأخيرة. وقال في هذا السياق إنه يتعين أولا القضاء على آفة البيروقراطية وذلك عن طريق تكريس عصرنة الإدارة العمومية ولا مركزيتها " والرفع من " إسهام المواطنين في تسيير الشأن المحلي من خلال آليات الديمقراطية التشاركية "، وبالنسبة لتدعيم القانون ، فإن الأمر يتعلق بصفة خاصة ب " تعزيز استقلالية العدالة" والحرص على " التطبيق الواسع" لقراراتها ، كما يتعين -يؤكد رئيس الجمهورية- " التقدم أكثر" في محاربة الرشوة من خلال " تقوية الهيئات" المكلفة بهذه المهمة وكذا " إشراك المجتمع المدني أكثر في هذه المعركة". سلال مديرا للحملة الانتخابية لبوتفليقة تزامنا مع اعلان ترشحه لعهدة خامسة، عين بوتفليقة الوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال، مديرا لحملة المترشح عبد العزيز بوتفليقة، الى جانب عمارة بن بونس رئيس الحركة الشعبية الجزائرية مديرا للإعلام يساعدة كل من حمراوي حبيب شوقي وبلقاسم ملاح . وأسندت مهمة التنظيم لمدير ديوان سلال سابقا مصطفى كريم رحيال ، فيما كلف الوزير السابق عبد القادر واعلي بالعلاقات مع الأحزاب، وزير الصحة السابق عبد المالك بوضياف بالتحضير اللوجستيكي، والوزيرين السابقين عمار تو ورشيد حراوبية بالتحضير للمهرجانات والتجمعات الشعبية، و نبيل يحياوي و منذر بودن مكلفان بالعلاقات مع الجمعيات والتنظيمات الطلابية. وكان عبد المالك سلال قد قاد الحملات الانتخابية لبوتفليقة خلال انتخابات الرئاسة في 2004 و 2009 و 2014.فؤاد ق