في هذه المسيرات يواجه الصغار قوات الاحتلال الإسرائيلي ويتصدون بشجاعة منقطعة النظير لها، لذا يتم اعتقالهم بشكل متكرر، كما يتعرضون لمداهمات المنازل في ساعات متأخرة من الليل، الأمر الذي يتسبب في حالة نفسية صعبة لهم. هذا الواقع المرير دفع المخرج الفلسطيني الشاب أحمد موقدي للخروج بفكرة جديدة لفيلم وثائقي سماه "صرخة طفولتي" لينضم هذه الفيلم إلى سلسلة أفلام قام بها موقدي، وهي: "أنا لست صورة"، و"هبة فون"، و"نفسي أكون"، و"دولة هاني". ويروي الفيلم خلال (14) دقيقة ما يتعرض له الأطفال في قرية النبي صالح، تتحدث الطفلة جنى التيمي – 8 سنوات- عما تتعرض له من صعوبات عند تحدي الاحتلال، وتجسد قصة أطفال قريتها من خلال الفيلم. ما يميز الفيلم الجديد "صرخة طفولتي" أنه تمكن من الوصول إلى مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية في دورته العاشرة، والذي سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة في الفترة ما بين (23- 26) تشرين الأول، والذي سيحمل هذا العام عنوان "خطوات". يسعى موقدي من خلال فيلمه "صرخة طفولتي" إلى إيصال رسالة لكافة الشرفاء والأحرار في هذا العالم مفادها أن "للطفل الفلسطيني الحق في العيش الكريم مثله كمثل باقي أقرانه في العالم الحر". كما ينقل جزءًا عن المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. يؤكد مرقدي أن "صرخة طفولتي" هو فيلم يختصر صرخات أطفال فلسطين أجمعين، ويضيف: "عوامل بطولة ومعاناة وصمود هؤلاء الأطفال شجعتني على خوض غمار تجربة تصوير فيلم جديد يظهر شجاعة هؤلاء الأطفال الذين كبروا قبل أوانهم، وإيصال رسالة تحديهم للعالم أجمع، لكي يعرفوا حجم المعاناة والألم الذي يجترعه أطفال فلسطين جراء الاحتلال وممارساته العنصرية بحقهم". الفيلم الذي استغرق إنتاجه عدة أشهر لم يتكلف الكثير، بل يعتقد مخرجه أن تكلفته ربما تكون الأقل على الإطلاق من بين الأفلام المشاركة في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية، وبالرغم من الإمكانات المادية البسيطة التي احتاجها إنتاج الفيلم إلا أن النتيجة مميزة، كما يدلل على ذلك وصول الفيلم للمشاركة بفعاليات مهرجان الجزيرة، كما أن هناك إمكانية لمشاركة الفيلم مطلع العام المقبل في مهرجان سيقام بالمملكة المغربية، ويأمل مرقدي بأن يكون فيلمه جديرًا بحصد الجوائز العالمية.شارك موقدي في ستة مهرجانات عالمية ومحلية ليحصد فيلمه الذي اشترك في إخراجه مع محمد ذوقان "أنا لست صورة" على المرتبة الثالثة في مهرجان جامعة النجاح الوطنية، كما شارك نفس الفيلم في مهرجان الجزيرة التاسع للأفلام التسجيلية، وكان من بين أفضل ثلاثة أفلام عن فئة الفيلم القصير. وحصد الفيلم ذاته جائزة أفضل عمل فني وجائزة محمد رمضان في مهرجان "خريبكة وسوسة" في المملكة المغربية، وحصد أيضًا المرتبة الأولى في مهرجان شاهد على الإبداع، ويحكي الفيلم عن المرأة الفلسطينية التي قدمت الكثير للقضية الفلسطينية؛ فهي أم الأسير، والأسيرة، والشهيدة، وهي اليوم تشارك في المظاهرات والمؤتمرات لتثبت أنها ما زالت موجودة ومتمسكة بالقضية الفلسطينية، وأنها ليست مجرد صورة. يقول موقدي: "إن المشاركة الدولية حلم لكل مخرج، يشعر من خلالها بأنه يقطف ثمار عمله بعد وضع كافة إمكاناته في إخراج الفيلم، ومثل هذه المشاركة تزيد من نسبة الاحتكاك مع المخرجين العالميين، وهو مهم للاطلاع على ثقافات المجتمعات العالمية، واكتساب الخبرات الإخراجية". ويضيف موقدي أن الجوائز التي حصل عليها كانت دفعة معنوية كبيرة للاستمرار في هذا المجال، وزيادة الرغبة في إنتاج أفلام وثائقية ترقى للعالمية، الآن يستعد هذا المخرج الشاب لإخراج فيلم مشترك مع المخرج فايق جرادة بعنوان "مهلة الموت" والذي يتحدث عن العدوان الأخير على قطاع غزة.