«أغرق روحها في رذاذ كراهيته و دنس جسدها بلعاب قذارته ، أعدم كرامتها و شطب شرفها و استنزل همتها التي لطالما تكسرت كل إغراءاته على صخرة عفتها حتى أضاءت له جمرة الغضب طريق الانتقام ، إلى درجة أنه صوَّر فعل اغتصابها المشين و هي مقيدة اليدين و الرجلين في كوخ حقير يحرسه قطيع من كلابه الآدميين. اليوم هو عار من غطرسته و قسوته ، مجرد من خناجر حقده و سهام فظاعته ، يحاول تمثيل دور الإنسان من خلف قفص الاتهام لكن هيهات هيهات أن تخدع العدالة التي سبق و أن أصدرت ضدك أكثر من عشرة أحكام بمختلف التهم الموصوفة أركانها و المرسومة أحرف عقوباتها في القانون الجنائي. إني أشعر بالغثيان و الاشمئزاز حين أنظر إلى وجهه فهو من صنف من ارتضوا واختاروا لأنفسهم مكانا مميزا وسط الكلاب السائبة التي لا تتوقف عن نهش لحم الناس وألغوا عقولهم ولم يكتفوا بتعاطي الجرائم و الاعتداءات بل تلبستهم حالة الإنكار وأصابهم سعار حاد ضد كل من يحاولون إفاقتهم ومن يقولون لهم انتبهوا أنتم تخلعون آدميتكم فاستروا أنفسكم بالإيمان و الضمير . لم تكن شهادة في قاعة محكمة بل كانت محاضرة قيِّمة هزت قلوب الجميع تلك التي ألقاها الأستاذ الجامعي أب الضحية قبل أن يعود إلى كرسيه و يحتضن ابنته و يغمرها بعطفه بعد الرعب الذي عاشت تفاصيله و الذي كان بطله ذاك الواقف وراء القضبان ابن عمتها الذي أراد الزواج بها لكن أباها استأصل الفكرة من جذورها فكيف بمربِّي و مكوِّن أجيال يرتضي لنفسه أن يزوج ابنته برجل خال من أي تربية و معدوم من أي حس و له من السوابق القضائية لو وزعت على كل أفراد عائلته لكفتهم ، فقرر المتهم أن يعود إلى ممارسة لعبته المفضلة و هي كسر مشاعر الناس دون أن يرقب في ابنة خاله إلاًّ و لا ذمة حيث قام باختطافها و هتك عرضها ثم أعادها إلى بيتها كبضاعة لم تعد صالحة للاستهلاك فيضطر خاله إلى منحها له مقابل سترها .