يجب على فرنسا أن تذهب إلى «ابعد» في الاعتراف بالجرائم الاستعمارية المرتكبة في الجزائر, حسبما أكده أمس بباريس المؤرخ جيلس مانسرون, معتبرا أنها «شرط ضروري» لعلاقات هادئة بين فرنسا و الجزائر. و في حديث لوأج أكد قائلا «على فرنسا الذهاب إلى ابعد في الاعتراف بالجرائم التي ميزت فترتها الاستعمارية. يجب القيام بالتفاتات قوية من طرف السلطات العليا للبلد», مشيرا إلى انه شرط ضروري ليس فقط لإقامة علاقات هادئة بين فرنسا و الجزائر بل أيضا لإحداث تراجع فعال للعنصرية في وسط المجتمع الفرنسي». و اعتبر هذا المؤرخ المختص في الاستعمار الفرنسي أن الاحتكار الاستعماري «يولد أشكال تمييز و لا مساواة و جرائم», مشيرا إلى أن «بعض هذه الجرائم مثل مجازر 8 ماي 1945 في شرق الجزائر يمكن بالتأكيد وصفها بجرائم ضد الإنسانية». و ذكر في هذا السياق بأن فرنسا أكدت من قبل على مبدأ المساواة بين البشر, و «لكنه لم يطبق», مشيرا إلى أنها طورت خطاب تبرير متناقض مع الحقيقة». و اعتبر جيلس مانسرون من جهة أخرى أن وجود جماجم لمقاومين جزائريين بالمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي لباريس هو «دليل على البربرية الاستعمارية», مذكرا أن المسالة قد تم التطرق إليها سنة 2011 من طرف باحث جزائري في الآثار طالب باسترجاع هذه الرفات إلى الجزائر.