أندية مثل مديوني وهران، جمعية وهران ، مولودية وهران، ليزمو، رائد غرب وهران، رائد وهران وأسماء كثيرة برزت في وقت ما وسميت بالمدارس الكروية، لم تعد اليوم كذلك لأسباب غير مقنعة، فغالبيتها أصبح إما يساير الوضع أو يقتات مما تصنع المدارس الأخرى الصغيرة التي لا تملك فئات الأكابر، حتى هذه الأخيرة لم تعد تفي بالغرض لأنها ترفض أن يتم سلبها عرق جبينها بالمجان، فقانون الإتحادية الجزائرية الأخير لم يرق للمدارس المكونة والتي ترى أنه يسلبها جهدها دون اللجوء إلى ورقة التسريح وهو ما جعل هذه المدارس ترفض التكوين، وهو الإعتراف الذي وقفنا عليها من خلال هذا الإستطلاع الذي قمنا به على هامش الدورة التي تنظمها مدرسة النادي الهاوي لأسود بلدية وهران بملعب بن احمد الهواري، أين وقفنا على الوضعية الكارثية التي تعيشها بعض المدارس الكروية . أندية بدون ألبسة رياضية يقودها مدربون لا يحملون إلا الإسم لا تنظيم ولا أخلاق ولامدربين لهم علاقة حتى بكرة القدم، يقودون جيل المستقبل، ألفاظ بذيئة وحتى طريقة التعامل مع الأطفال تخلوا من البيداغوجية، والكارثة ان هذا يحدث تحت أنظار أولياء بعض اللاعبين الأطفال دون أن يحرك لهم جفن أو ضمير الوعي لإيقاف هذه الكارثة الأخلاقية في حق البراءة، وحتى نطلع عن قرب على ما يحدث قمنا بأخذ آراء بعض اللاعبين ، لنقف على حجم التجاوزات من بعض الأندية. وقد تبين أن 40 بالمئة من المدارس الكروية بوهران تفرض على اللاعبين في الأصناف الصغرى دفع مستحقات التنقل والشرب والأكل، حتى حقوق دفع التأمين والملابس الرياضية البيداغوجية، فقصص كثيرة سردتها لنا البراءة أثناء الإستطلاع الذي قمنا به، وبالتسجيل الصوتي كشف لنا أحد اللاعبين في فئة الأصاغر أنه بأحد النوادي يقوم بتسديد مستحقات التنقل والمأكل والملبس، وحتى حقوق الإشتراك في المباريات، وكأن الأمر يتعلق بجنة أحلام أو ما شابه ذلك. 3500 دينار يدفعها اللاعبون شهريا في خرق صارخ لقانون الأندية الرياضية الهاوية وقد وقفنا من خلال الإستطلاع أن بعض الجمعيات تفرض حقوق على اللاعبين تقارب 3500 دينار في الشهر، وهو ما أكده لاعب الأصاغر جلاطة عبد القادر، قائلا أنه قبل التحاقه بجمعية الأسود تلقى تكوينا بإحدى الجمعيات، أين كان يرغم على دفع ألف دينار حقوق البذلة الرياضية للمباريات الرسمية، و300 دينار تكلفة التنقل كل أسبوع مرفوقة ب 100 دينار حق «الساندويتش»،ناهيك عن مبلغ الإنخراط وتسديد تكلفة التأمين، فيما كشف لنا لاعب آخر أن تنقلهم إلى ملعب بن احمد الهواري ب«شوبو» تكفل به أوليائهم ودفعوا حقوق الحافلة بتكلفة قدرها 7000 دينار، والغريب في الأمر ان هذه الجمعية إستفادت من الإعانة الوزارية الأخيرة والمقدرة ب 100 مليون سنتيم قبل أقل من شهر، إلا انها لا تزال تفرض «الضرائب» على اللاعبين، فيما ذهبت بعض الجمعيات إلى مطالبة أولياء اللاعبين بالتكفل بأجرة المدرب. و هناك جمعيات لا تتوفر على عتاد رياضي، وحتى الكرات التي تتوفر عليها إقتناها الأولياء، مثلما كان عليه الأمر لأحد الفرق التي كانت تعتبر رائدة في التكوين بعاصمة الغرب الجزائري، حيث كان يقوم لاعبوها بعملية التسخين بكرتين فقط، اضافة إلى عدم توفر سوى 9 أقمصة رياضية يتم تداولها بين اللاعبين في كل عملية تبديل وبألوان مختلفة، يحدث كل هذا تحت أنظار الأولياء الذين لم يبدوا أي انزعاج وراء هذا الوضع. وتنص المادة ال 7 لقانون الأندية الرياضية الهاوية أنه تنشأ الجمعية لغرض غير مربح، أي أنه يمنع منعًا باتًا بالنسبة لأندية الرياضات الجماعية فرض على الرياضيين حقوق الإنخراط أو الممارسة التي تعتبر مجانية، حسب المرسوم الوزاري رقم 31*05 والصادر في الجريدة الرسمية بتاريخ 31 جويلية 2013، حيث قامت جميع الأندية الهاوية بالتوقيع على عهود لتطبيق هذا القانون عقب بداية العهدة الأولمبية الجديدة، إلا أنها لم تكترث له بعض الجمعيات التي تجري وراء مصلحتها الشخصية على حساب واجباتها وهي التأطير والتربية والتكوين.