تضم ولاية وهران عددا كبيرا من المدارس الكروية كجمعية وهران و مولودية وهران و "ليزمو" و رائد غرب وهران و غيرها ، و تعيش جل هذه المدارس أوضاعا غير مشجعة بسبب جملة من المشاكل التي قلصت كثيرا من إنتاجيتها و جعلتها تفقد هدفها الأساسي و هو التكوين ، حيث لم تعد هذه المدارس تتوفر على المتطلبات اللازمة لصقل المواهب و من ثمة لم تعد تقدم نجوم كبار بالرغم من أن المدارس الكروية الوهرانية تعتبر خزانا وطنيا حقيقيا تتجه إليه أنظار الأندية الجزائرية الكبيرة بشكل مستمر على غرار اتحاد العاصمة و اتحاد الحراش و شبيبة القبائل و وفاق سطيف. و تشتكي جل المدارس الكروية بوهران من مشاكل عديدة و مشتركة تتعلق أساسا بالبنية التحتية للمنشآت الرياضية ، حيث تفتقر وهران للكثير من المؤهلات بالرغم من كونها ثاني أكبر مدينة في الجزائر و تضم عددا كبيرا من المدارس الكروية لا يتناسب مع ما تتوفر عليه الولاية من منشآت رياضية. نقص الملاعب و غياب مراكز التكوين أكبر هاجس و يعد نقص الملاعب أكبر هاجس للمدارس الكروية بوهران حيث تشهد الملاعب المتوفرة كملعب كاسطور اكتظاظا كبيرا إذ يتدرب أحيانا أكثر من فريقين في الملعب نفسه و التوقيت نفسه ، ما يتسبب في نقص في التركيز و الجدية و يتسبب كذلك في الفوضى و هو ما تعانيه بعض المدارس العريقة و التي لم يبق منها سوى الاسم. و تضطر بعض الفرق أحيانا إلى إلغاء حصصها التدريبية بسبب امتلاء الملاعب المتوفرة و استحالة تأجيل حصتها إلى وقت لاحق. و لم تتمكن أي مدرسة كروية إلى حد الآن من بناء مركز تكوين خاص بها ، بالرغم من أن بعض المدارس كجمعية وهران أنهت جميع الترتيبات الخاصة بمكان التشييد و الأرضية المخصصة. و كان رئيس النادي المحترف للجمعية مورو قد صرح في وقت سابق بأن الفريق سيبني مركز تكوين له بمنطقة كناستيل ، إلا أن بعض العراقيل الإدارية حالت دون الشروع في الإنجاز. لا تنسيق بين الفرق و الهيئات التربوية و تعاني هذه المدارس من مشكل آخر و هو توقيت التدريبات و مواعيد المباريات التي تتزامن أحيانا مع فترة الامتحانات الدراسية ، حيث يلاحظ أنه لا يوجد أي تنسيق ما بين المدارس الكروية و الهيئات التربوية ، و هو ما يشتت تركيز اللاعبين و يضعهم أمام خيارين أفضلهما مر إما تضييع المباريات و إما تضييع الامتحانات. و أمام هذا الوضع يفضل غالبية أولياء اللاعبين توقيف أبنائهم عن ممارسة الكرة و التفرغ للدراسة ، فيما يلجأ البعض إلى الخيار الرياضي. النقل.. صداع آخر و يلاحظ أيضا أن المدارس الكروية تعاني من مشكل في النقل حيث يضطر اللاعبون للاعتماد على وسائلهم الخاصة أو ذويهم للتنقل سواء للالتحاق بالملعب أو للعودة إلى منازلهم ، و يرجع ذلك إلى افتقار هذه المدارس لحافلات خاصة و يلجأ عدد كبير منها لكراء الحافلات عندما يتعلق الأمر بمباريات خارج الديار . و كانت بعض المصادر قد أثارت جدلا كبيرا قبل بضعة أسابيع حيث اتهمت مسئولي الفئات الصغرى لمولودية وهران بالتقصير في نقل اللاعبين الذين اضطر البعض منهم للتنقل مع ولي أمره لإجراء إحدى المباريات له بالكرمة ، لكن مشرفي الفئات الصغرى للمولودية نفوا هذا الأمر . فئة الأكابر الهم الوحيد لرؤساء الأندية نقطة أخرى في غاية الأهمية وجب الإشارة إليها و هي أن معظم الاندية أصبحت تهتم بفئة الأكابر التي تأخذ حصة الأسد من الإمكانيات المادية للنادي على حساب الفئات الصغرى التي لا يعيرها رؤساء الأندية أي اهتمام ، و هي أحد الأسباب التي جعلت المدارس الكروية تحيد عن تقاليدها و تغرق في المشاكل و الظروف الصعبة و تعيش حالة من اللا إستقرار على المستوى التأطيري و على مستوى اللاعبين الذين يسئمون بسرعة هذه الحالة فيتخلون عن الممارسة أو يبحثون عن وجهة أفضل .