*»كرمنا 40 فنانا على إمتداد الطبعات الأربعة آخرهم المرحوم الشيخ فتحي قبل وفاته بأيام« مباشرة بعد إسدال الستار عن فعاليات الطبعة الرابعة للمهرجان المحلي للموسيقى والأغنية الوهرانية بمسرح الهواء الطلق المرحوم حسني شقرون وفي ساعة متأخرة من الليل وفي جو الفرحة والابتسامة وهي تتلقى التهاني بنجاح هذه الطبعة وتشكر كل القائمين عليها اقتربنا من السيدة ربيعة موساوي محافظة المهرجان وكان لنا معها هذا الحوار الشيق والحصري لجريدة »الجمهورية«. تهانينا بنجاح مهرجانكم، أجواء إحتفالية رائعة وليالي الباهية كانت زاهية لمدة أسبوع؟ - شكرا لكم أخي الكريم، نعم أنا مسرورة جدا بنجاح المهرجان وهذا الحكم لم تصدره المحافظة ولكنه كلام الجميع ليالي وهران ستبقى زاهية كما تفضلتم وإن انتهى المهرجان فالقادم أجمل مديرية الثقافة بالتعاون مع المؤسسات الثقافية المختلفة سطرت برنامجا ثريا لشهر رمضان وأدعو الجمهور للحضور وخاصة العائلات لمواصلة ريتم السهرات وهناك عدة مفاجآت وهران مدينة كبيرة برجالها وفنانيها وهي منارة للثقافة والفن والابداع. مهرجان بدأ يكبر كالرضيع ومن طبعة إلى أخرى نلاحظ اختلافات جوهرية، نريد مقارنة مابين هذه الطبعة الرابعة وسابقاتها؟ - بالتأكيد المهرجان له من العمر إلا أربع سنوات لكنه كبر بسرعة هدفنا في كل طبعة التميز والنجاح وتقديم الأحسن هناك احترافية أكثر لدى المنظمين واستعدادات أكبر لدى مختلف اللجان وكسبنا جميعا تجارب مختلفة من كل طبعة مما جعلنا نعمل على معالجة النقائص المسجلة والترحيب بكل الانتقادات البناءة والهادفة وعملنا منذ أكثر من 6 أشهر اجتماعات دورية وأسبوعية مع توزيع المهام وتحديد اللجان واعضائها، لقد شارك في هذه الطبعة أكثر من 60 فنانا كلهم صعدوا على الركح. أكثر من مئة وخمسين مهرجان محلي عبر مختلف ربوع الوطن هناك من يقول بأنها غير مفيدة؟ - لا أوافقهم الرأي، هذه الفكرة لمعالي وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي وبعد تأسيسها لهذه المهرجانات أصبحنا نلاحظ حركية كبيرة في الجانب الفني والتراثي خاصة، فإحياء الأغنية الشاوية أو القبائلية، الصحراوية أو الوهرانية يعد عمل جيد وعامل لإبراز التنوع الثقافي الذي تزخر به بلادنا وفرصة للتعارف وتبادل العادات والتقاليد ومن بين أبناء الوطن الواحد. مهرجان الأغنية الوهرانية يعد إذا مكسبا للباهية؟ - طبعا، يجب أن نثمنه وأن يلتف من حوله الجميع والأغنية الوهرانية عريقة ولها جذور طويلة تمتد عبر العصور التاريخية وشيوخها حمادة، الخالدي والمدني (رحمهم الله) كانوا يؤدونها في قالبها البدوي وفي خمسينيات القرن الماضي تم إدخال الآلات الوترية بواسطة المرحوم الفنان القدير أحمد وهبي والأستاذ بلاوي الهواري - أطال اللّه في عمره - على غرار الحديث عن الأستاذ بلاوي الهواري، لقد لاحظناه معكم طيلة المهرجان وفي كل طبعاته، هل تعتبرون وجوده صك مؤشر على نجاحه ورضاه عما تقومون به؟ - الأستاذ بلاوي الهواري شافاه اللّه وعافاه حضر معنا منذ الايام الأولى لتأسيس المهرجان وحتى قبل بداية الطبعة الأولى بأشهر وحينما عرضنا عنه الفكرة كان رده إيجابيا وكما ترونه رغم المتاعب الصحية إلا أنه دائم الحضور ولم يكتف بذلك بل أبدع في إنجاز وتلحين جنريك المهرجان وأنشأ الكورال من أحفاده وحفيداته وأضاف بصمة أخرى للمهرجان أما عن قولكم صك مؤشر لنجاحه فهذا شرف عظيم لنا ولو لم يكن المهرجان في طريقه الصحيح لما لاحظتم تواجده معنا اليوم واسمح لي أن أضيف. ماذا؟ - لم يحضر الأستاذ بلاوي الهواري لوحده هناك الكثير من الفنانين من أعمدة الأغنية الوهرانية حضروا معنا من شعراء وقوالين مطربين وملحنين، هذا الحضور مرده العمل الكبير الذي نقوم به في المحافظة وسياسة عدم الاقصاء التي انتهجناها منذ البداية، المهرجان ليس ملك ربيعة موساوي بل هو ملك جميع فناني الباهية وفعالياته خصصت لجمهورها وللمتعطشين للفن الأصيل. لكن المهرجان لم يتوقف عند أعمدة الفن الوهراني من القدامى لكنه فكر في تنظيم مسابقة لأبناء الجيل الحالي ما الهدف منها؟ - بالاضافة الى الحفلات التي يحييها الفنانون والفنانات المعروفين في الطابع الوهراني الأصيل أقمنا مسابقة لانتقاء أحسن الأصوات الشابة الواحدة وأحسن الكلمات والألحان وكان تجاوب الشباب معنا سريعا وتهاطلت الترشيحات على لجنة المسابقات وتمكنامن إختيار 11 مترشحاً للمشاركة في المهرجان وكما شاهدتم تم الإعلان عن الفائزين الأوائل الثلاثة ونالت أحسن صوت شباني الآنسة حسيردي فاطمة الزهراء وأحسن الكلمات الشاب بن هنيني سفيان وأحسن لحن للشاب كيس لعرج بالإضافة إلى جائزة تشجيعية أقرتها لجنة التحكيم للشاب بلخير بلكحل . هذه الطبعة الرابعة حملت أسماء المرحوم علي الكحلاوي والسيدة وفية وتكريم عشرة فنانين هل هذه سنة دائمة ؟ - نعم منذ تأسيس المهرجان عملنا على إختيار أسماء فنية لكل طبعة وتكريم عشرة فنانين ممن قدموا الكثير للأغنية الوهرانية من ملحنين وكتاب كلمات ومطربين وإذا ما جمعنا الطبعات الأربع تجدنا قد كرمنا 40 فناناً وتمت تسمية الطبعات بأسماء ثمانية فنانين وهذا تقليد دأبنا على القيام به وسوف نستمر في ذلك بحول اللّه ولو كانت عندنا الإمكانيات أكثر لعملنا على رفع العدد في كل مرة لأننا نؤمن بحق الفنان في التكريم وفي إلتفاتة للإعتراف بما قدمه أو يقدمه إلى الآن . مسرح الهواء الطلق مكان رائع لتنظيم الحفلات والسهرات الفنية خاصة في فصل الصيف لماذا لا تستغلونه على الدوام ؟ - هذا المكان الجميل هو ملك للبلدية وأشكر بالمناسبة رئيس مجلسها الشعبي الأستاذ حصار عن منحه لنا لتنظيم المهرجان وعن مساندته وللمحافظة وأشكر مدير المسرح وعماله . نعم هو فضاء مثالي للأنشطة الفنية خاصة في الصيف ولكن لا يمكن لنا أن نحتكره لوحدنا هناك العديد من الهيئات والمؤسسات التي تهتم بالميدان الثقافي والشباني تحتاجه للقيام بنشاطاتها ولها ذلك . هذه القطاعات والهيئات التي تتحدثين عنها تقوم هي كذلك بالحفلات والسهرات وتستدعي الفنانين وتفرح الجمهور ، إلا تزين تعارضا وتداخلاً في البرنامج والمهام ؟ - لا أبدأ بالعكس نحن نساعد وندعم بكل ما نملك كل المبادرات الهادفة إلى تنشيط الحركة الثقافية من الهيئات والإدارات كما قلتم أو حتى من قبل الحركة الجمهورية وتزايد النشاطات هو شيءجميل يخلق حركية وديناميكية جديدة وهذا الصيف أقيمت عدة حفلات من قبل الديوان البلدي للثقافة ومديرية الثقافة ومديرية الشباب والرياضة وتحولت وهران إلى مهرجان مفتوح للنشاط الثقافي والفني وهذا شيء جميل كما قلت لكم سابقاً علاقاتنا مع هذه الهيئات علاقة تكامل وهدفنا مشترك وهو إعطاء الباهية وجهها الفني المعروف وتمكين سكانها وروادها من الإستمتاع بموروثها الثقافي والإبداعي . هل من صورة شدتكي سيدتي خلال ليالي المهرجان ؟ - هناك صور عديدة منها زغاريد العائلات ورقص النساء والأعلام الوطنية الحاضرة وكذلك حضور بعض العائلات بأطفالهم الرضع وإحترام الشباب للفنانين على الركح وللعائلات الحاضرة فكانت ليالي متميزة . جنود الخفاء كثيرون منهم السادة بلهاشمي ، بلقايد بوران ، تواتي ، خليدة زكري ، ميلود وغيرهم ، هل من كلمة لهم ؟ - هم كثيرون حقيقة وهناك أكثر من الذين ذكرتهم ويستحقون منا كل الثناء ، جنود الخفاء هم أيضاً رجال الإعلام ممن تابعوا ونقلوا وقائع ليالي المهرجان لهم منا كل الإحترام والتقدير ورجال الأمن وأعوان الحماية المدنية وغيرهم . كلمة أخيرة ؟ - هي الإعتراف ، ثناء وحلم ، إعتراف بنجاح المهرجان وثناء على القائمين عليه وحلم يجعله دولياً مستقبلاِ ، تحية خاصة لمعالي وزيرة الثقافة وكل التقدير إلى السيد الوالي عن مساندته للقطاع الثقافي وإهتمامه بمخالف تظاهراته وإلى رئيس بلدية وهران ولعمالها وجريدة الجمهورية التي تدعم الثقافة وشكراً .