تدعّمت الساحة المكتبية بولاية الجلفة مؤخرا بكتاب جديد للباحث سليمان قاسم يحمل عنوان "التاريخ السياسي والعسكري للولاية السادسة (1956-1962)"، المؤلف الذي صدر عن منشورات "الجلفة انفو" وطبع بدار الخلدونية للنشر و التوزيع، يعد الثاني من نوعه بعد الكتاب الأول "تاريخ الولاية السادسة المنطقة الثانية من بداية التأسيس إلى نهاية بلونيس". وفي هذا الصدد أكد الكاتب سليمان قاسم أن الدوافع التي تكمن وراء مواصلة البحث التاريخي حول الولاية السادسة التاريخية من خلال هذا الإصدار هي المحافظة على تاريخ ثورتنا المجيدة من خلال نقل شهادات صانعي الحدث وتدوينها وتحليلها وإخراجها في عمل تاريخي يليق بمقام المجاهدين والشهداء،كما أن من بين الدوافع التي ذكرها المؤلف قلة الكتابات التاريخية حول الجانب السياسي و العسكري للولاية السادسة ، وهو ما شكل في حد ذاته دافعا قويا من أجل دعم المكتبة التاريخية الجزائرية برؤية جزائرية دون التركيز على الكتاب الفرنسيين، باعتبار أن المادة التاريخية المحلية من شهادات و وثائق لها الأولوية لصياغة تاريخ جزائري دون إهمال تام للوثيقة الأرشيفية الفرنسية، ويريد الباحث قاسم من خلال هذا الإصدار البحث في التاريخ السياسي و العسكري للولاية السادسة، باعتبار أن له أهمية كبيرة في المشهد الثوري مقارنة بالولايات التاريخية الأخرى، فالولاية السادسة -على حد تعبيره- كان لها الفضل الأكبر في إمداد الولايات التاريخية الأولى والرابعة والخامسة باعتبارها خزانا للأسلحة و منطقة خلفية يحتمي بها ثوار الولايات المذكورة، كما أنها -يضيف المؤلف- كانت مهدا للثورة والثوار والقادة أمثال القائد زيان عاشور، القائد عمر إدريس والقائد سي الحواس منذ انطلاقة الثورة التحريرية 1954. و قسم المؤلف كتابه إلى 5 فصول و خاتمة و فهرس للإعلام ومجموعة من الملاحق التوضيحية، حيث تطرق في الفصل الأول إلى الإطار الجغرافي للولاية السادسة و مؤتمر الصومام الذي انبثقت عنه الولاية السادسة،أما الفصل الثاني فقد تحدث فيه المؤلف عن الدور الكبير الذي لعبه القائد سي الحواس في رأب الصدع داخل الولاية السادسة ، ليتطرق في الجزء الثالث إلى سيرة القائد الجديد للولاية السادسة العقيد الطيب الجغلالي.