كان جمهور وهران في السهرة الرمضانية المنظمة أمس الأول من قبل الديوان الوطني للثقافة و الإعلام بقاعة المغرب، على موعد مع الطرب الأصيل، من خلال الحفل الذي أحيته الفنانة ليلى بورصالي، و كذا الصوت الواعد أمال سكاك، الذي استقطب العائلات بكثافة على غير العادة، حيث امتلأت القاعة عن آخرها لأول مرة، منذ انطلاق هذه السهرات الرمضانية بهذه القاعة، التي باتت تشهد حركة غير عادية كل ليلة، من خلال البرنامج الثري، الذي سطره الديوان و الطني للثقافة و الإعلام في هذا الشهر الكريم. ليلى بورصالي التي كانت أنيقة في حضورها و لباسها الوهراني، أبدعت في الأغنية الأندلسية، التي وشحتها بحكايات جميلة انتقتها بعناية، في هذه السهرة الرمضانية الحالمة، من خلال عرضها العاشر الموسوم "كان يا مكان في غرناطة"، الذي كان مزيجا بين القصص و الموشحات الأندلسية، المستمدة من كتاب "حكايات الحمراء" للمؤلف الأمريكي واشنطن إيغفينق، الصادر سنة 1832، حيث سافرت بالجمهور عبر محطات مختلفة من التاريخ، استهلتها بسقوط غرناطة، و الألم الذي ألم بأبو عبد الله و كل العرب المسلمين، إثر هذا السقوط الذي أجبرهم على الخروج من غرناطة، فصورت بكلماتها المعبرة و نبرات صوتها، الحزن و الحب و الفراق و الألم، لتبحر بعدها في تفاصيل قصص أندلسية أخرى من وحي الخيال، مع "أحمد" أو "حاج الحب" و "الأميرات الثلاث"، التي دعمتها بأغان من تراثنا الأصيل، حيث عكست ليلى القاعدة هذه المرة، وجعلت هذه الوصلات الغنائية تقتبس هذه القصص الخيالية، في ليلة رمضانية مميزة تعبق بالأصالة و الجمال، كانت أشبه بألف ليلة و ليلة. الحفل تميز أيضا بتألق خريجة مدرسة ألحان و شباب ابنة ندرومة أمال سكال، التي تألقت بدورها في أغاني الحوزي، حيث أمتعت و أطربت الحضور بقصيدتين في هذا الطابع المميز الأصيل، تضمنت خلاص "سعدي ريت البارح" و "ما فيها باس" و "بكري زمان كنت مهني"، التي غنتها بصوتها القوي و أدائها المتقن، للكلمات و الألحان على حد سواء.