«غزوة بدر الكبرى» بها العديد من المحاور المرتبطة (بالدّين) والمتعلّقة (بالحياة) وفي مناسبة (اليوم) المتعلق بالذكرى الفاصلة بين ما كان من بهتان وضلال، وما ينبغي أن يكون من برهان وحقّ وصدق، نقف عند قول الله (عز وجل) في كتابه الخالد الخاتم: «وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» (سورة آل عمران: الآية 123)..، أي: تذكروا - أيّها المؤمنون - (غزوة بدر) وكيف نصركم الله - (سبحانه وتعالى) في تلك الغزوة، وأنتم في قلّة من العدد، وفي فقر من ذات اليد، وفي ضعف من الحال، وكان (الكفار) قرابة الألف، وأنتم ثلاث مئة وخمسة عشر مقاتلا، فأنزل الله - الملائكة معكم - وأيديكم بنصره، وأنزل عليكم السكينة،.. وثبت أقدامكم، ونصركم على أعدائكم، وجعل الفوز والفلاح معكم، فاتّقوا الله -سبحانه وتعالى- باتباع رسوله، والإهتداء بكتابه، واجتماع الشّمل على طاعته، لعلكم (بتقواكم) تؤدّون (شكر) نعمته عليكم بالنّصر والتأييد. وقد سجلت لنا المراجع والمصادر (أوّل عيد).. بعد( تحقيق العزّة والنّصر ببدر ) ووصفته بعبارة «يا له من عيد،!»..، ومن أحسن المواقع وأروع الصّدف أن (أوّل عيد) تعيّد به المسلمون في (حياتهم)، هو (العيد ) الذي وقع في شهر (شوال سنة 2 هجرية) إثر (الفتح المبين) الذي حصلوا عليه في (غزوة بدر الكبرى). وعلينا نحن أن نزرع في هذه المناسبة فعل (العزّة الإيمانية الربّانية ) بوعي، وتركيز في النفوس والرؤوس، على نهج السّلف الصالح مرتبطين(نيّة..وقولا.. وعملا) بقول الله تعالى: «وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) » (سورة الأنفال: الآية 26) إن منحة النصر والعزّ، تقابل بتحقيق (الشكر والتقوى). وهناك لقطة لا تنسى لقد جعل الرسول الكريم ثمن الفداء للمشركين الذين لا يملكون المال أن يعلموا (أبناء الأنصار) الكتابة والقراءة، (نعم) «إن التعليم جسر الحرية».