جمع وإعداد: الأستاذ نصر الدين خالف خطيب مسجد عرفات ببن عكنون أولاً: آيات الصوم من سورة البقرة: 1 - قال الله تعالى: ((يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودٰتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)) [ سورة البقرة: 183 184]. أسباب النزول: قوله تعالى: ((يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ...)) [سورة البقرة:183]. عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ويصوم يوم عاشوراء، فأنزل الله تعالى: ((كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ)) إلى قوله: ((طَعَامُ مِسْكِينٍ)) فكان من شاء أن يصوم صام، ومن شاء أن يفطر ويطعم كل يوم مسكينًا أجزأه ذلك. الفوائد: من دخل عليه شهر رمضان وهو صحيح عاقل بالغ فصومه عليه واجب الصيام من أعظم أسباب التقوى. الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه لعلمه باطلاع الله عليه. الصيام يضيق مجاري الشيطان؛ فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام يضعف نفوذه، وتقل المعاصي. الصائم في الغالب تكثر طاعته، والطاعات من خصال التقوى. الغني إذا ذاق ألم الجوع أوجب له ذلك مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى. المريض والمسافر رخص الله لهما في الفطر، ولما كان لا بد من حصول مصلحة الصيام لكل مؤمن أمرهما أن يقضياه في أيام أخر إذا زال المرض وانقضى السفر وحصلت الراحة. الصوم يمنع من ملاذ النفس وشهواتها ما لا يمنع منه سائر العبادات. الصوم سرٌ بين العبد وبين ربه لا يظهر إلا له، فلذلك صار مختصًا به، وما سواه من العبادات ظاهر . 2- قال الله تعالى: ((شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) [ سورة البقرة : 185]. الفوائد: فضيلة شهر رمضان لنزول القرآن فيه، واختصاصه بليلة القدر. وجوب صيام رمضان على جميع المكلفين. الرخصة للمريض والمسافر الفطر في رمضان، ووجوب القضاء مكان الإفطار. يسر الشريعة الإسلامية، وخلوّها من العسر . مشروعية التكبير ليلة العيد ويومه شكرًا لنعمة الهداية إلى الإسلام. 3- قال الله تعالى: ((... وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلاسْوَدِ مِنَ ٱلْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصّيَامَ إِلَى ٱلَّيْلِ ...)) [ سورة البقرة : 187]. أسباب النزول: قوله تعالى: (( مِنَ ٱلْفَجْرِ...)) عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: أنزلت: (( وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلاسْوَد ِ)) ولم يزل يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله بعدُ ((مِنَ ٱلْفَجْرِ)) فعلموا أنه إنما يعني الليل والنهار. وفي رواية : فكان الرجل إذا أراد الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأسود والخيط الأبيض، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رؤيتهما فأنزل الله بعد ذلك : ((من الفجر)) . الفوائد: إباحة الأكل والشرب والجماع في ليالي الصيام بعد أن كان محرمًا بالنوم . وقت الصيام يبدأ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس . ثانيا : آية الصوم من سورة الأحزاب : قال الله تعالى : ((إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَٰتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ وَٱلْقَٰنِتِينَ وَٱلْقَٰنِتَٰتِ وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلصَّٰدِقَٰتِ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰبِرٰتِ وَٱلْخَٰشِعِينَ وَٱلْخَٰشِعَٰتِ وَٱلْمُتَصَدّقِينَ وَٱلْمُتَصَدّقَٰتِ وٱلصَّٰئِمِينَ وٱلصَّٰئِمَٰتِ وَٱلْحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَٰفِظَٰتِ وَٱلذٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذٰكِرٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) [سورة الأحزاب :35]. أسباب النزول: - عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما لنا لا نُذكر في القرآن كما يُذكر الرجال؟! قالت : فلم يرعني منه يوماً إلا ونداؤه على المنبر : ((يا أيها الناس))، قالت : وأنا أسرح رأسي فلففت شعري ثم دنوت من الباب فجعلت سمعي عند الجريد فسمعته يقول : ((إن الله عز وجل يقول : ((إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَٰتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ...)))) هذه الآية. وفي رواية قالت : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يذكر الرجال ولا يذكر النساء! فأنزل الله عز وجل : ((إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَٰتِ)) - وعن أم عمارة الأنصارية رضي الله عنها أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن بشيء فنزلت هذه الآية : ((إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَٰتِ ...)). الفوائد: الصائمون والصائمات في الآية قيل: في الفرض فقط، وقيل: في الفرض والنفل الصوم أكبر عونٍ للإنسان على كسر الشهوة كما قال: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)) قال مجاهد: "لا يكون ذاكراً لله تعالى كثيراً حتى يذكره قائماً وجالساً ومضطجعاً".