*الساحة المحاذية لفندق الميريديان مرتع للتجارة الفوضوية بأسعار شاطئية تحولت ليالي مدينة وهران خلالمن شهر رمضان المعظم إلى نهار نتيجة الحركة الكثيفة التي باتت تشهدها الشوارع والساحات العمومية للولاية هذه الأخيرة التي وبالرغم من كونها تلعب دورا كبيرا في التخفيف والترويح عن النفس إلا أنها باتت تسبب قلقا للمواطنين والسائقين في آن واحد إذ أضحى هؤلاء المواطنين يتوجهون إلى مكان معين يكون في متناول الجميع الأمر الذي يجعله مكتظا عن آخره وتصعب فيه الحركة بل يتحول إلى نقطة سوداء من حيث تشكيله لحاجز أمام المركبات وهو ما يفتح المجال أمام اللصوص والمعتدين الذين يصعب القبض عليهم حتى من طرف رجال الأمن الذين باتوا يضاعفون من جهودهم في مثل هذه الظروف بغية توفير الراحة والأمن للمواطنين . وللعلم أن هذا الإكتظاظ في ساحات الولاية وشوارعها راجع إلى نقص فضاءات الترفيه والساحات العمومية التي تلعب أدوارا كبيرة الأمر الذي يجعل تلك الموجودة حاليا عرضة للإكتظاظ والتوافد الكبير للمواطنين عليها فتتحول بالتالي إلى مكان مختنق لا يحلو فيه الجلوس . وفي ذات الشأن كانت لجريدة "الجمهورية" خرجة بعد الإفطار لمعايشة العائلات الوهرانية خرجتهم وكذا معرفة أحوال السهرات الرمضانية ليلا وقد كانت الوجهة الأولي هي شارع واجهة البحر هذا الأخير الذي كان يلفت بجاذبيته وأضوائه الملونة علما أنه كان يخضع لتنظيم محكم من طرف رجال الأمن فتجد وأنت تجوب الشارع العائلات جالسة بأماكن بيع المثلجات وكذا الساحات العمومية في ظروف جيدة جدا أما الوجهة الثانية فكانت الساحة المحاذية لفندق الميريديان هذه الأخيرة التي أصبحت بؤرة سوداء حقيقية أمام فندق من صنف 5 نجوم بحيث تحولت هذه الساحة إلى مكان تجاري شبيه بسوق المدينةالجديدة تباع فيه الألعاب،الحلويات، اللوحات الحائطية هذا فضلا عن الأقراص المضغوطة ناهيك عن المثلجات والشاي والقهوة لكن الأمر الذي لفت إنتباهنا هو الإرتفاع الجنوني للأسعار فالزائر لهذه الساحة عليه أن يعتبر نفسه في الشاطئ نتيجة التعامل بالأسعار الشاطئية التي تحبس الأنفاس وأمام منح الفرصة لإستفحال التجارة الفوضوية بالقرب من فندق الميريديان فإن المكان بات مشوها جدا مقارنة بالسنة المنصرمة أين كانت هذه الساحة فضاءً مستغلا من طرف العائلات لا غير ولا وجود لأي نوع من أنواع التجارة التي أفسدت المكان والظاهرة الثانية التي إستفحلت بعين المكان تتمثل في إنتشار الحظائر العشوائية . وللعلم أنه ولدى زيارتنا للساحة الفوضوية المحاذية للميريديان تصادفنا وإنقطاع التيار الكهربائي الذي ساهم نوعا ما في إسكات الموسيقى الصاخبة والمزعجة بعين المكان ليعود الإزعاج مجددا بإستعمال أصحاب محلات بيع المثلجات للمجمعات الكهربائية . نفس الأجواء يعيشها شارع شوبو وكذا العربي بن مهيدي وشارع محمد خميستي إلا أن أسباب الزيارة قد تختلف بهذه الأمكنة وذلك لأن هذه المسارات تحتوي على محلات تجارية خاصة ببيع الملابس والتوافد عليها ضروري لا سيما وأننا مقبلون على عيد الفطر المبارك وكذا الدخول المدرسي الكورنيش مقصد آخر هذا وتجدر الإشارة إلى أن الساحة العمومية الكائنة بمحاذاة جسر زبانة والمعروفة بساحة »ماكس مارشان« أضحت هي الأخرى قبلة تتوافد العائلات عليها. وهروبا من الإختناق أيضا تقصد بعض العائلات خلال سهرات شهر رمضان المعظم المسرح الجهوي عبد القادر علولة هذا الأخير الذي خصص لزواره برامجا خاصة بهذا الشهر الفضيل لا سيما منها الفكاهية ونفس الأمر بالنسبة لدار الثقافة وكذا مسرح الهواء الطلق »حسني شقرون«. وفي ذات الشأن تجدر الإشارة إلى أن حتى الخواص أضحوا يساهمون في تنظيم سهرات رمضانية وذلك بقاعات الحفلات الموزعة على مستوى تراب ولاية وهران وهذا مقابل مبالغ رمزية تتراوح قيمتها ما بين 1000 دج و1500 دج للشخص الواحد الذي يرغب في الإستمتاع بالأغاني الرايوية لكن تبقى عاصمة الغرب الجزائري بحاجة إلى مرافق إستجمام منظمة فضلا عن ساحات عمومية هذه الأخيرة التي باتت جد ضرورية في الوقت الراهن وذلك للقضاء على الإكتظاظ والإختناق بالأماكن الموجودة حاليا بالإضافة إلى التخلص من ظاهرة التجارة الفوضوية التي تشوه المكان وللإشارة أن حتى شواطئ البحر باتت مقصدا بعد الإفطار أين تتجه العائلات بغية تغيير الجو لا سيما مع إرتفاع درجة الحرارة التي سجلتها المناطق الساحلية والداخلية مؤخرا علما أن شواطئ البحر مجهزة عن آخرها بعد الإفطار سواء من حيث توفر الإنارة العمومية أو حتى الطاولات الأمر الذي سمح للمواطنين بالسباحة ليلا وللإشارة أن منطقة الكورنيش لم تخل هذا العام هي الأخرى من السهرات الرمضانية الأمر الذي جعلها مقصدا هاما لكن الأمر السلبي الذي شهد إستفحالا بالكورنيش الوهراني يتمثل في عدم مراقبة المصالح المعنية لهذه الأمكنة إذ يساهم في تنظيم هذه الفضاءات أشخاص يجبرونك على دفع مبالغ مالية مرتفعة من بينها دفع مستحقات توقف المركبة والتي تقدر ب 200 دج للسيارة الواحدة هذا فضلا عن إرتفاع أسعار كراء الطاولات التي ترهق الجيوب لذا ينبغي على المسؤولين وضع حد لهذه الحظائر. كما تجدر الإشارة إلى أن الإكتظاظ الذي تشهده مدينة وهران ليلا خلافا لسنوات الماضية راجع إلى توافد معظم سكان ولايات الوطن على الباهية بغية قضاء عطلتهم الصيفية التي تزامنت هذا العام مع شهر رمضان المعظم بالولاية .