كرمت ظهيرة أمس الجمعة، (جامعة وهران 1) "أحمد بن بلة"، شيخ الزاوية البلقايدية محمد عبد اللطيف بلقايد، بمقر الزاوية بسيدي معروف، وأكد عميد الجامعة سنوسي محمد في الحفل الذي حضره أتباع ومريدي الطريقة البلقايدية وبعض الأساتذة الجامعيين والمدعويين، أن تكريم هذا "العالم الجليل والفقيه الكبير ورجل المحبة والسلام والتسامح والإخاء"، يأتي في سياق دوره الجلي في إقامة الزاوية البلقايدية، هذا الصرح العظيم الذي تحوّل اليوم إلى منارة ومحجة لكل أهل المحبة والتصوف يتواردون ويقبلون عليه من كل حدب وصوب ينهلون من منابع الوسطية والاعتدال. وأضاف سنوسي محمد في كلمته أن الشيخ عبد اللطيف بلقايد، يمثل بحق قامة من قامات الوطن ومنارة يهتدي بها الضالون عن سواء السبيل لاسيما وأن العلماء ورثة الأنبياء في النصح والعمل، مضيفا أن هذه الزاوية هي مركز إشعاع للتكوين الديني والفقهي والتعليم القرآني والإسلام المتسامح المتقبل للآخر بكل اختلافاته وتنوعاته. مشيدا برعايته للدروس المحمدية، التي قال عنها "إنها تقليد أصيل وسنة رمضانية سنوية حميدة يتجدد فيها اللقاء مع أهل العلم والمحبة في شهر الرحمة والغفران، خاتما مداخلته بالتأكيد على أن هذا التكريم ما هو إلا اعتراف بالجهد المتواصل الممتد على عقود من الزمن لهذه الشخصية المعطاء والعلامة النوراني الذي كرس حياته لخدمة العلم والدين الصحيح دون غلو ولا تطرف. تجدر الإشارة إلى أن الشيخ عبد اللطيف بلقايد من مواليد 28 أكتوبر 1937 بتلمسان، درس الفقه والعقيدة والسيرة وعلوم الشريعة واللغة والآداب، على مجموعة من المشايخ أبرزهم رأسهم الإمام البشير بوهجرة، كما كانت له جولات في المناقشة والمدارسة مع إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله، واشتهر منذ صباه بالجد والاجتهاد، ليكرس حياته في خدمة الدين والقرآن الكريم والعلم الشرعي، ومن بين أكبر مظاهر ذلك الزاوية البلقايدية التي شيدها في حياة والده بسيدي معروف، حيث يؤمها الطلبة من كل جهات الوطن وخارجه، إذ تخرجت منها دفعات من حفظة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وهم الآن أئمة خطباء بالزوايا الفرعية للطريقة البلقايدية الهبرية، دون أن ننسى طبعا رعايته للملتقى الدولي للدروس المحمدية هذا الملتقى الذي صار قبلة لعلماء الأمة الإسلامية ومنبرا عالميا للدعوة إلى الله بالمنهج السني الصحيح والوسطية والاعتدال. فضلا عن مساره الثوري، حيث كان من المجاهدين الأوائل الذين تخرجوا من الزاوية على يد الشيخ محمد بلقايد وظل الاستعمار يطارده ويضيق الخناق عليه لكونه كان يتولى التنسيق بين المجاهدين والمناضلين في مدينة تلمسان، لينجو بأعجوبة من محاولة الإعدام رميا بالرصاص، ما اضطره للرحيل إلى سيدي بلعباس حيث ظل يمارس نشاطه الثوري إلى غاية استقلال الجزائر في 1962.