شكلت التجربة السينمائية الجزائرية في مجال الإنتاج المشترك نجاحا باهرا على العديد من المستويات، خصوصا تلك (الشراكة) التي جمعتها مع العديد من المخرجين العالميين، الذين شكّلت معهم علاقة تكامل، خصوصا وأن هناك انسجاما واضحا في الرؤى والقناعات الإيديولوجية بين الطرفين، وقد كان هذا خلال الفترة الزمنية التي أعقبت الاستقلال والى غاية نهاية الثمانينات، ومن بين هؤلاء المخرجين الذين أضافوا للسينما الجزائرية وأضافت لهم ولمسارهم وقدمتهم عالميا، جوليو بونتكرفو من خلال فيلم "معركة الجزائر"، الذي تم تصنيفه من بين أحسن 50 فيلما عالميا، وحصد العديد من الجوائز من أعرق المهرجانات الدولية، من بينها جائزة الدب الذهبي من مهرجان "فنيسيا" الدولي. وقد شكل ملف (الشراكة السينمائية بين الجزائر وإيطاليا) تميزا ملحوظا، من خلال العشرات من الأفلام المنتجة بين الطرفين، من بينها تجارب من المخرج الكبير اتوري سكولا من خلال فيلم "الرقصة" 1983، الذي حضي باستقبال عالمي حار، كما نال عديد الجوائز والتكريمات، أهمها جائزة "الدب الذهبي" لأحسن مخرج في مهرجان برلين السينمائي، ناهيك عن ترشيحه لنيل جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، لكن الحظ خانه بعد أن أفتكها منه المخرج السويدي المثير للجدل "انغمار بريغمان"، كما كان هناك تعاون آخر مع المخرج الايطالي سيرجيو سبينا في فيلم "الحمار الذهبي" 1970، و«بجماليون للصليبيين" الذي أخرجه ماريو مونيتشيلي. أما من الجانب الفرنسي فهناك شراكات تمت بحذر، من بينها الفيلم الشهير "إليز أو الحياة الحقيقية" الذي أخرجه مشيل دراش، وفيلم "أجمل الاعترافات" لإدوارد مولينارو، و«إصبع في الترتوس"، ناهيك عن العديد من الأفلام الحديثة التي يصعب حصرها، كما أن هناك تجربة أخرى مميزة جدا، مع المخرج الفرنسي من أصل يوناني كوستا غافراس، من خلال الفيلم الخالد "z" 1969، الذي تحصل على أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وأوسكار أفضل مونتاج، كما أن هناك العديد من تجارب الشراكة مع العالم العربي، من بينها أفلام مشتركة مع المغرب وتونس، ومصر، هذه الأخيرة تعاونت معها في العديد من الأفلام المهمة، من بينها فيلم "أغنية الوداع" الذي لعب فيه دور البطولة المطرب عبد الحليم حافظ، وفيلم "عربسات"، ناهيك عن العديد من الأعمال الأخرى، أبرزها الشراكة المثمرة مع المخرج الكبير يوسف شاهين، من خلال ثلاث أفلام مهمة، وهي "العصفور"،"عودة الابن الضال"،"اسكندريه ليه".