قدمت الممثلة والكاتبة المسرحية نصيرة بن يوسف، مساء أول أمس بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران، «مونودراما» بعنوان «العدالة العرجاء»، حيث استطاعت هذه الفنانة المتألقة في ظرف ساعة من الزمن وبلباسها الناصع وجرأتها الكبيرة في الطرح، معالجة مشكلة الظلم وتداعياتها السلبية على المجتمعات البشرية، إذ وبالرغم من تقديم عملها الفني باللغة الأمازيغية، إلا أنها استطاعت بسهولة إيصال رسالتها، التي هي في الأصل قضية الساعة، حيث وفي ديكور مظلم تشع منه إنارة خافتة، تطرقت نصيرة بن يوسف إلى مسألة تأثير غياب العدالة وتفشي الظلم والحقرة في مختلف المجتمعات، حيث حاولت إبراز عواقب انتشار هذه الظاهرة السلبية، التي غالبا ما تؤدي إلى انتفاض الشعوب المضطهدة على غرار الشعب الفلسطيني للمطالبة بحقوقه المشروعة، أو حتى الظلم في الشغل والحياة الزوجية والإدارة وفي قطاع الصحة والتربية ومختلف مجالات الحياة. فهذه «المونودراما» التي ألفتها وأخرجتها المبدعة نصيرة بن يوسف ابنة مدينة البويرة، أعجبت كثيرا الجمهور الحاضر، الذي تجاوب مع مختلف المشاهد التي قدمتها الفنانة، في ديكور يحاكي حقيقة مثالب ومصائب غياب العدالة، التي تمثل أساس تطور المجتمعات ومعول أساسي لمحاربة الفساد والغش والبيروقراطية وباقي الآفات الاجتماعية الأخرى، مع العلم أن هذا العمل وحسبما أكدته لنا نصيرة بن يوسف على هامش تقديمها «مونودراما» «العدالة العرجاء»، أنه عبارة عن عمل تكريمي وإهداء لمختلف عمالقة الركح في الجزائر وحتى خارجها، على غرار عبد القادر علولة، عز الدين مجوبي، كاتب ياسين، والمناضل شهيد الثورة الجزائرية، فرناند إيفتون الذي أعدم بطريقة وحشية من قبل الاستدمار الفرنسي في فبراير 1957 وباقي الفنانين الآخرين، مع العلم أن هذه «المونودراما» الجديدة سبق وأن فازت بها في ولاية باتنة وتيزي وزو وأحسن عرض متكامل في مدينة آقبو بولاية بجاية...