أفكر في فتح قاعة للشباب مستقبلا لوسيف حماني، لمن لا يتذكره أسطورة الفن النبيل إسم غني عن التعريف، يشهد له الوسط الرياضي الى يومنا بضرباته القوية التي لطالما عجز خصومه عن تصديها، هو من مواليد 15 ماي 1950 بإڤوفاف بتيزي وزو، بدأ مشواره الرياضي بفرنسا حيث تلقى أولى تدريباته على يد خيرة المدربين على غرار المدرب جوليان تيسي الأب الروحي للوسيف حماني، حيث تعلم على يده أبجديات الملاكمة فمنذ أن إكتشفه هذا الأخير على حلبة المصارعة أكد للجميع وبصريح العبارة على أنّ لوسيف سيذيع صيته ويصبح يوما ما بطلا يشرف الفن النبيل في المحافل الدولية. لكن لا يخفى للجميع أنّ والد الملاكم كان يفضله أن يدخل عالم الكرة الساحرة لكن لوسيف رفض هذا الإختيار لأنه أحب الملاكمة وذلك منذ نعومة أظافره لا سيما حين كان يرافق خاله الذي زرع فيه حب هذا العالم الذي لم يكن غريبا عليه منذ الوهلة الأولى. وبعد عمل مضني وجهد كبير بذله الملاكم إستطاع أن يفرض وجوده أمام عدة أسماء لامعة آنذاك على غرار فوزه بعدة منازلات مصيرية وكانت أمام الملاكم القوي إيميل ڤيفي سنة 1976 كما أنّه إستطاع أن ينال ميدالية ذهبية في الألعاب الإفريقية سنة 1973 وكذا حصده على لقب بطل إفريقي سنة 1976 وحاز سنة 2005 على القفاز الذهبي وذلك عرفانا للمجهودات التي قدمها طوال مسيرته. إلتقينا بالملاكم المتألق والبارز لوسيف حماني وحاورناه في هذه الأسطر إليكم التفاصيل. كيف بدأ لوسيف حماني مشواره الرياضي؟ الإنطلاقة كانت بفرنسا في السن الثامنة وذلك تحت إشراف المدرب الفرنسي جوليان تيسي الذي يعود له الفضل في نجاحي حيث لم يبخل عليّ بأي نصائح أو مساعدات من أجل تطوير إمكانياتي التي إكتشفها منذ الوهلة الأولى. وقبل هذا من زرع فيك حب الملاكمة؟ عندما كنت صغيرا كنت أرافق خالي الى قاعات الملاكمة وتلك الفترة التي قضيتها في مشاهدة منازلات لعدة ملاكمين زرعت فيّ الرغبة الجامحة في دخول عالم الملاكمة لكن المهم في هذا أومن كنت أعتبره دائما ملاكمي المفضل هو شريف حميّة. كيف كانت أول مشاركة رسمية لك؟ أول مشاركة تفوقت فيها كانت سنة 1966 في صنف الهواة ضد الملاكم الجزائري زايدي. رغم أنّك قدمت الكثير للملاكمة الجزائرية إلاّ أنّه بعد هذا توجهت للعمل في الوزارة الخارجية لماذا هذا الإختيار؟ كنت أفضل العمل في مجالي إلاّ أن الفيدرالية الجزائرية للملاكمة لم توجب لي أي دعوة فللإشارة أني متعاقد حاليا من الوزارة. وماهي الأسباب في تجاهل الفيدرالية لك؟ لا أدري لا أملك أي تفسير. ماذا يمثل لك مدربك الأول جوليان تيسي؟ أعتبره كوالدي الثاني فهو أول من وقف الى جانبي وشجعني الى أن وافته المنية رحمه اللّه فهو مدرب لا يعوض أبدا يأتي هذا رغم محاولات عدة مناجرة لإغرائي في أن أنتقل الى أنديتهم كمثلا جوهان وتراكسل لكنني رفضت رفضا قاطعا في أن أترك معلمي ومدربي الأول »جوليان تيسي«. ماهي أهم المشاركات التي حظيت بها؟ في كلا الصنفين الهواة والإحترافية فقد حققت مشوارا طيبا، فأهديت الجزائر عدة ميداليات ذهبية وكان ذلك في ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1973 الى جانب فوزي على الملاكم العالمي روبلاس. خلال مسيرتك هل مررت بأي ظروف صعبة ما تزال تتذكرها لحد الآن؟ يبتسم، لم تكن لديّ أي مشاكل سوى عائق وحيد وهو التحدي المستمر مع الحمية حيث كنت أتناول كثيرا الأكلات التقليدية كالكسكس إلى جانب البيتزا ما جعلني أعاني دائما. كيف تقيم مستوى الملاكمة الجزائرية حاليا؟ حاليا المستوى ضعيف رغم أنّ الجزائر كانت قبلا تملك أسماء بارزة سطعت على غرار مزيان، موسى، بوتشيش، سلماني، دحمان الهواري، عبد الرحمان رحماني، كازيتاني، وغيرهم من الأسماء التي شرفت الملاكمة. لكن هذا لا يعني أنّه لا نملك ملاكمين ذو مستوى؟ موجودة لكن تعدّ على الأصابع أمثال شباح علي، شرفاوي سفيان. لا ننسى إبنك رشيد الذي أهدى ميدالية ذهبية للجزائر؟ صحيح وكانت في الألعاب البحر الأبيض المتوسط بإيطاليا. هل تقدم له الإرشادات عندما يحتاج لذلك وهل أنت من نصحه لولوج عالم الفن النبيل؟ أكيد كلما أحتاج الى ذلك أقدم له يد العون فأنا من جعله يتوجه للملاكمة فبالعكس هو من إختار دخول هذه الرياضة. تلقيت دائما الدعم من قبل والدتك التي كانت ترافقك دائما خلال مشاركتك؟ والدتي أطال اللّه في عمرها ساندتني كثيرا لا سيما عندما كانت تحمل العلم الحزائري وتلبس اللباس القبائلي في مختلف المنافسات أتذكر يوم خسرت في إحدى المنازلات التي لم تكن موجودة فيها، غيابها قلل من معنوياتي. في رأيك ماهي الأسباب وراء تراجع الملاكمة؟ من بين الأسباب الرئيسية قلة التشجيع ونقص الدعم المادي الى جانب إنعدام سياسة التكوين. الجميع لا يعرف أنك شاركت في فيلم هل لك أن تحدثنا عنه؟ صحيح، شاركت كممثل في إحدى الأفلام مع المغني المشهور جوني هوليداي. كما تربطك علاقة جيدة مع الملاكم الأمريكي محمد علي كلاي؟ سبق لمحمد علي كلاي أن شاهد إحدى منازلاتي كما إلتقينا في عدة مناسبات. ماهي أهم منازلة فزت فيها؟ كانت أمام الملاكم المتألق إيميل ڤيفي. أما المنازلة التي إنهرمت خلالها؟ أتذكرها لحد الآن حيث كانت سنة 1986 أمام الملاكم الأمريكي مارفن هاڤلر. هل من مشاريع جديدة؟ أذكر حاليا في فتح قاعة مخصصة للملاكمة بالجزائر العاصمة. ما هي النصيحة التي يمكن أن تقدمها للأجيال القادمة؟ العمل الجاد والتفاني فيه، فالنجاح لا يثمر إلا بعد جهد كبير يبذله أي رياضي يملك هدفا.