كشف موالو ولاية البيض أن حوالي 90 ألف قنطار من مادة الصوف ترمى في الأرياف فما يقوم بعض المربين بمنحها للسكان إن وجد من يقبل بها كمادة لها قيمتها يكثر عليها الطلب كلما حل فصل الصيف . إلا أنها أصبحت ترمى سنويا بدون استغلال في ظل تدني أسعارها وعدم الاهتمام بها- شأنها شأن الجلود التي أصبحت ترمى هي الأخرى بعدما كان الجزارون يقومون ببيعها لتجار متخصصين في هذا النوع من الحرف، وحتى المساجد التي كانت تقوم بجمعها خلال مناسبة عيد الأضحى المبارك تخلت عن ذلك النشاط بالرغم من أنه كان يعود بالفائدة المادية على المساجد وأصبحت هي الأخرى بالمزابل دون استغلالها في صناعات تحويلية، بسبب غياب وحدات لاستقبالها واستغلالها في عديد الصناعات- ليبقى استغلالها تقليديا وحكرا على عدد قليل من العائلات والمتمثلة صناعتها في الخيم وقليل من الأغطية أما الجلود تدخل في صناعة «شكوة» الحليب و«قرب» الماء الخاصة بالتبريد وفي هذا الموضوع يتساءل العديد من سكان ولاية البيض الذين التقتهم «الجمهورية» عن خلفيات غياب مثل هذه الوحدات القادرة على استغلال إمكانيات الولاية في هذا القطاع لدعم التنمية المحلية وفتح فرص التشغيل أمام الشباب في ظل فتح أبواب الاستثمار ومرافقة المستثمرين في جميع القطاعات- ولعل هذا التوجه الجديد سيعطي دعما كبيرا للمشاريع الاستثمارية التي ما زالت تخطو بخطوات بطيئة لم تتمكن من تحقيق طموحات السكان ولا حتى تغطية احتياجاتهم ومن هذه الأهمية يبقى استغلال مصادر الثروة الحيوانية هاجسا يؤرق سكان ولاية البيض التي ينشط بها أكثر من 18000 موال يمتلكون قرابة المليوني رأس ماشية- تشكل موردا اقتصاديا هاما لاستحداث استثمار رعوي قادر على استغلال هذه الثروة وإنهاء غبن السكان الذين يعيشون على ما تحمله الشاحنات من مواد غذائية وخضر وحليب يشحن من ولايات شمال الوطن إلى ولاية رعوية سهبية تملك كل المواصفات والإمكانيات لتؤهلها لتصبح منطقة جذب صناعي واستقطاب واسع لليد العاملة خاصة في مجال الصناعات الصوفية-وهو ما ذهب إليه احد المهتمين بالشأن الرعوي في مدينة بوقطب- الذي أكد بان الثروة الحيوانية بولاية البيض ما زالت بكرا وغير مستغلة رغم وفرة الماء والمساحات الرعوية الشاسعة لممارسة التربية الحيوانية المنتجة- سيما الحليب الذي يعتبر المادة الأولية في صناعة مختلف أنواع الجبن والزبدة وغيرها