لن يجد أغلب تلاميذ الجزائر العاصمة، خلال السنة الدراسية 2011 - 2012، مقاعد للدراسة بسبب عمليات الترحيل التي تمت تزامنا مع الدخول المدرسي دون حصول أدنى تنسيق بين قطاع السكن وقطاع التربية، مما خلق طوابير طويلة لتسجيل التلاميذ في المؤسسات التعليمية، وجعل الأساتذة في حيرة من أمرهم في كيفية التعامل مع أقسام يفوق تعدادها 50 تلميذا، واضطرت ثانوية بئر توتة غرب العاصمة التي طفح بها الكيل لإعلان دخول مدرسي بإضراب عن العمل. * يلتحق 8 ملايين و239 ألف تلميذ، اليوم، بالمؤسسات التربوية للأطوار التعليمية الثلاثة، وسيشهد الدخول المدرسي 2011 - 2012، زيادة في تعداد التلاميذ ب 273 ألف تلميذ منهم 96 ألفا في الطور الابتدائي، و98 ألفا و500 تلميذ في التعليم المتوسط، و78 ألفا و500 تلميذ في التعليم الثانوي العام والتكنولوجي. * ويتميز الدخول المدرسي، هذه السنة الدراسية، بالشروع في تطبيق التوقيت الجديد للزمن الدراسي في الطور الابتدائي، لتخفيف اليوم الدراسي، مع توفير فضاءات زمنية تسمح بممارسة النشاطات الترفيهية والبدنية والموسيقية. * ويطرح الشركاء الاجتماعيون في قطاع التربية مشكلة نقص الوسائل وعدم توفير الوزارة كل الإمكانات، مستغربين تكليف الأساتذة المعنيين بتدريس العربية والفرنسية مسؤولية تدريس الرسم أو الرياضة، مؤكدين أنه يجب الاستعانة بمختصين ومشاركة وزارة الشباب والرياضة وكذا وزارة الثقافة بالمنشطين وخريجي الفنون الجميلة وإشراك دور الشباب في العملية لضمان تأدية النشاطات الترفيهية والرياضة. * مشكل الدوامين يعيق النشاطات الترفيهية والرياضية * وحسب مدير متوسطة تابعة لمديرية الجزائر وسط، فإن النشطات الترفيهية والرياضية تتم بطواعية، مع تنويع النشاط، فيما قال أن الأولياء يمكنهم أخذ أبنائهم عند نهاية توقيت التدريس، غير أن مشكل الدوامين لبعض المدارس سيعيق تأدية النشاطات المتنوعة، معتبرا أن نجاح الإجراءات يتطلب القضاء على مشكل نظام الدوامين الذي يستمر للخامسة مساء. * * مقترحات بتوحيد مآزر كل مؤسسة * ولايزال مشكل توحيد المآزر يطرح في كل دخول مدرسي، ورغم الشروع في توحيد لون المآزر بتخصيص الأزرق للذكور والوردي للبنات، منذ ثلاث سنوات، غير أن تفصيل المآزر لايزال يختلف في أوساط ما يستعمله المتمدرسون، واشترطت الوصاية أن يكون المئزر بالأكمام الطويلة للبنات ويتجاوز نصف الفخذ، وذلك من الآداب العامة، خاصة بالنسبة للمراهقين، حيث أن اللباس الطويل يكون محتشما، ويحبذ مسؤولو بعض المدارس أن تقتنى مآزر خاصة باسم كل مؤسسة، بالتنسيق مع أولياء التلاميذ مثل ما هو معمول به في بعض الدول العربية، وحتى ملابس التربية البدنية، حتى يعطى طابع مدرسي تربوي بهيبة علمية. * * البلديات تدير ظهرها لتأثيث المدارس * وتحوي أغلب الأقسام الدراسية على طاولات مكسرة في غياب تكفل من قبل البلديات على المستوى الوطني، وفقا للمادة 97 من قانون البلدية والولاية والتي تنص على أن البلديات تهتم وتعتني بتجهيز وإنشاء المدارس الابتدائية بكل مرافقها. * وقد وقفنا على معاناة تلاميذ إحدى الولايات المحاذية للعاصمة، من خلال زيارة قادتنا، نهاية الأسبوع الماضي، لمدرسة عبد القادر درويش بالحطاطبة بتيبازة، حيث وجدنا طاولات، ألواح مقاعدها مكسرة والأطفال يضطرون للاتكاء على أعمدة حديدية لغياب اللوحة الممتدة بين جانبي الطاولة، وهنا يطرح التساؤل عن دور البلديات في مدى احترام القانون وتهيئة الظروف لأجيال المستقبل. * وعكس السنوات الفارطة، لم تصرف المصالح الولائية وحتى البلديات، هذا العام، إعانات للمتمدرسين من أبناء المعوزين. * ترحيل خلال الدخول المدرسي! * وأحدثت عمليات ترحيل عائلات من وسط العاصمة إلى الضواحي وحتى بباقي المدن الكبرى، فوضى واكتظاظا وسط المؤسسات التعليمية المستقبلة نتيجة غياب مدارس جديدة رافقت التجمعات السكنية، وهو ما جعل أغلب التلاميذ ينتظرون دورهم في التسجيل، لغياب المقاعد البيداغوجية وعدم قدرة المؤسسات التعليمية على استيعاب أعداد تفوق طاقتها. * وبسبب مشكل الاكتظاظ، يتوقع أن تلغى أقسام التحضيري بالجزائر غرب، حيث أن الأقسام العادية ستدرس بثلاثة تلاميذ في الطاولة الواحدة، نتيجة كارثة 50 تلميذا في القسم الواحد.