ظاهرة إتياد المراهقين والشباب لمقاهي الإنترنت ليست ظاهرة جديدة رغم أن أجهزة الكمبيوتر دخلت معظم البيوت الوهرانية ومعها الشبكة العنكبوتية إلا أن ذلك لم يقلص من نسبة الإقبال على مقاهي الإنترنت ليلا أو نهار بل وجد بها الشباب متنقسا جديدا بكسر مللهم. ومقاهي الإنترنت بحد ذاتها ليست ظاهرة سيئة لو إستغلت الإستغلال الأمثل لكن الخطير في الأمر أن تصبح هذه المقاهي أوكارا للإستخدام السيء من قبل بعض الزبائن. مخالفات أخلاقية يشجعها أصحاب »السيبر كافي« ضربت الكثير من مقاهي الإنترنت بوهران وعلى غرار باقي الولايات الأخرى المنظمة لعملها عرض الحائط بإستمرار في العمل إلى غاية ساعات متأخرة من الليل كما تحولت إلى وكر آمن للمراهقين ليتصفحوا ما يريدون بعيدا عن الرقابة ودون حسيب أو رقيب كما تتنافس المقاهي على توفير الأنوار الخافتة والتميز بالطلبات المقدمة من مشروبات منعشة وبادرة ناهيك عن المأكولات الخفيفة وما زاد في الطين بلة هو وضع حاجب بين كل مكتب غير آبهين بهذا الأمر المخيف بل يهتم أصحابها إلا للمدخول المادي. في حين حصل معظم أصحاب قاعات الإنترنت تفشي هذه الظاهرة بين صفوف المراهقين والشباب إلى غياب دور الأهل وعدم مراقبتهم لأبنائهم هذا على غرار تفشي إنتشار بعض الظواهر الإجتماعية المشينة من التسرب المدرسي والبطالة كما طالبوا هؤلاء من الجهات المسؤولة فرض رقابة صارمة على هذه الأماكن ومنع القصر الدخول إليها لا سيما في الليل لم يكن الحديث عن الإنترنت لسنوات مضت بالكثافة التي هو عليها الآن فالكثيرون إعتقدوا أن الأمر لايعدو كونه ثورة سريعة لن تلبث أن تخمد لتعود الحياة إلى مسارها الطبيعي العادي المعتمد على الورقة والقلم ومع الإنتشار المريع للإنترنت والتي إستمالت إليها طائفة كبيرة من الناس غالبيتهم العظمى من الشباب ومن فئة عمرية خطرة لأسباب مختلفة يأتي على رأسها الفراغ الممتد في نحو تلك المقاهي فالشباب كان بمثابة إندفاع والفرار من الأعمال الجادة خصوصا مع إرتفاع معدل البطالة أو عدم إمكانية شراء كمبيوتر نظرا للحالة الإقتصادية واستعاضوا عن ذلك ساعات يقضونها في »السيبر« إضافة إلى صعوبة الوصول إلى النت عند البعض من جهة أخرى البحث عن الخصوصية فالبعض يريد خصوصية البحث بعيدا عن أعين أهاليهم ويبحثون عن محادثات في جو شاعري بأضواء خافتة وتجهيز المكان بحيث لا يطلع أحد على الجالس ومن الأسباب أيضا إهمال الآباء وضعف مراقبة الأسر لأبنائها وهذه عليها معول كبير هذه كانت أشهر الأسباب في نظري ولعل أن هناك أسباب أخرى قد تكون أكثر خطراً تختلف بإختلاف الأشخاص ومقاصدهم . هنا تصبح خطيرة تستدعي إيجاد بدائل يمكن للشباب أن يقضوا أوقات فراغهم فيها بدلا من إضاعة المال الوقت والأخلاق بما لا ينفع . والخلاصة أنه مقاهي الإنترنت مثلها مثل الأدوات الإعلامية الأخرى وهي سلاح ذو حدين فيمكن أن يكون مفيدا إذا أحسن إستغلاله في البحوث العلمية وإرسال رسائل البريد الإلتكتروني السريعة وغيرها وهو في الوقت نفسه أداة لتخريب النفوس والتجسس على الأسرار الشخصية وإنهيار الحياة الزوجية تحت مسمى جديد يدعى »الخيانة الإلكترونية« .