احتضنت قاعة سينما السعادة أمس، عرضا مسرحيا للأطفال يحمل عنوان «حكم الغابة»، من إنتاج تعاونية مسرح الورشة للعرائس و السينما بوهران، و يندرج هذا العرض المميز في مسرح العرائس، الذي استقطب الجمهور الصغير، ضمن البرنامج الثقافي الذي سطره الديوان الوطني للثقافة و الإعلام بقاعة السعادة، التي باتت تشهد حركة فنية كثيفة على مدار السنة، من خلال عرض أحدث الأفلام السينمائية و الأعمال المسرحية، الموجهة للكبار و الصغار على حد سواء. إعتمد المسرحي سعيد ميسوم، مؤلف و مخرج عرض «حكم الغابة» على تقنية الظل الصيني بالألوان، لسرد أحداث مسرحيته، التي تدور أحداثها حول عائلة تعيش في غابة، و ذات يوم تتيه الإبنة الصغيرة وسط الغابة، أثناء اصطيادها الفراشات، حيث يحاول الثعلب افتراسها، لكن ذكاء الطفلة يحول دون ذلك، حيث تتمكن الطفلة من الإلقاء به في الوادي، الأمر الذي يدفعه إلى الانتقام منها بشتى الطرق و الحيل، حتى يرد الاعتبار لنفسه و لحيوانات الغابة، و من هنا يبدأ الصراع بين الطفلة و الثعلب، في محاولة لإثبات من منهما يستطيع تحدي الآخر، و في نهاية المطاف، تنتصر الطفلة الصغيرة، في حين يتحول الثعلب إلى قط.. العرض يحمل رسالة تربوية موجهة للأولياء بالدرجة الأولى، تحثهم على أن يكونوا العين الساهرة على أطفالهم، و عدم تركهم يبتعدون عنهم و جعلهم تحت حراستهم، يأتي هذا في وقت استفحلت فيه ظاهرة إختطاف الأطفال في بلادنا، و من جهة أجرى يؤكد على ضرورة حماية و نظافة المحيط، و يتجلى ذلك في إسرتجاعه لبعض المواد المهملة أو المرمية في سلة القمامات، من أجل استغلالها في صنع العرائس و الديكور، منها قارورات بلاستيكية و أدوات منزلية و غيرها. و في سياق متصل، ذكر سعيد ميسوم أن هذا العرض، أخرجه منذ ثلاث سنوات عن طريق تقنية الضوء الأسود، حيث شارك به في المهرجان الوطني لمسرح العرائس بعين تموشنت، و تمكن من الفوز بجائزة أحسن سينوغرافيا و أحسن نص، ثم الجائزة الأولى السنة الماضية، لكنه أعاد إخراجه هذه السنة، بتقنية الظل الصيني الملون، كما حرص على تكريم الفنانة الراحلة صباح الصغيرة، من خلال إدراج مقطع موسيقى من أغنيتها «الخمري يا ما».