دق المقاولون ناقوس الخطر في اللقاء الذي جمعهم أول أمس بفندق بني تالة بسيدي بلعباس حيال العراقيل الكثيرة التي فتؤا يصادفونها في ممارسة مهنتهم وحملوا السلطات المحلية مسؤولية الإنسداد الحاصل وغلق باب الحوار أمامهم وفي هذا السياق إستعرض غول سيدي محمد رئيس المكتب الولائي للكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية جملة من المشاكل التي تعترض هذه الفئة من المتعاملين الإقتصاديين من ذلك التعطيل الحاصل في مشاريع البناء منذ سنة أو يزيد والضعف الملحوظ المسجل في إستهلاك القروض وعدم مطابقة دفاتر الشروط (الأعباء) لتوجيهات الوزير وتجميد تشديد مستحقات الأشغال الإضافية للمقاولين من طرف المراقب المالي الذي إستند في ذلك على تعليمة وردت إليه من عند الوالي مخالفً بذلك النصوص القانونية ضف إلى ذلك رفض والي سيدي بلعباس إستقبال ممثل المقاولين على مرتين . كما أعرب المنخرطين في الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية عن الصعوبات الجمة التي تعترض سبيل المتعاملين الإقتصاديين حيث تحدث أحدهم بإنفعال شديد عن المعاملة السيئة التي يلاقيها من السلطات والإدارة إلى حد التأثير على صحته البدنية ما جعله يفكر بجد في التخلي نهائياً عن هذه المهنة التي يزاولها منذ 20 سنة وتسريح 450 عامل تحت مسؤوليته . مقاول آخر ينشط في ميدان الأشغال العمومية أعلن صراحة عن عجزه في مواجهة هذا الكم من المشاكل وإضطر إلى غلق مؤسسته وتسريح 45 عاملاً جراء إصطدامه بمشكلة الحصول على التأهيل (qualification) في كل مرة وثالث أوضح في تدخله بأن مشكل المقاولين في بلعباس يتمثل بالأساس في التنمية العاملة المتوقفة منذ شهور وأكثر من ذلك حيث ثمة مشاريع كثيرة برمجت وتم إختيار أرضيتها ولم تر النور لحد الآن وذكر منها 8 ثانويات و7 متوسطات ومطاعم مدرسية و800 مقاعد بيداغوجية و4000 سرير بالقطب الجامعي و 7 عيادات متعددة الخدمات وسكنات ريفية ... إلخ ضف إلى ذلك البيروقراطية السائدة في الإدارة وبالخصوص على مستوى المراقب المالي الذي يكيل بمكيالين مادفع ببعض المقاولين إلى تحويل نشاطهم إلى ولايات مجاورة كوهران مثلاً . متدخل رابع أثار مسألة نقص اليد العاملة المؤهلة والمتخصصة من بنائين وكهرابائيين وغيرهم الشيء الذي ضاعف من معاناة هؤلاء المتعاملين الإقتصاديين الذين يطالبون الدولة بالتدخل لحل الإشكال وتطرق آخر إلى صرورة الإهتمام بترقية مستوى مكاتب الدراسات حتى نتجنب هفوات وأخطاء غالباً مايتحمل تبعاتها المقاولون مع منحها المهلة الكافية لإعداد الدراسة التقنية بجد وإخلاص أما ڤورمالة محمد أمين نائب الأمين الوطني ومنسق الجهة الغربية للفيدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية فقد أعاد إلى الأذهان المهام والدور الذي تضطلع به الكنفدرالية في الدفاع عن حقوق المقاولين والعناية بتنظيم اللقاءات والندوات ذات الطابع المهني مشيراً إلى الأهمية القصوى التي يكتسيها جانب توفير المناخ الملائم للمؤسسة كي تؤدي واجبها المضي على أكمل وجه مذكراً بجملة من التسهيلات وضعتها الدولة لصالح هؤلاء المتعاملين الإقتصاديين مثل الإستفادة من قروض بنكية بفوائد مخفضة ومسح العقوبات وإعادة تأهيل المؤسسة بتمكينها من هبات مالية موجهة لهذا الغرض . وتوج اللقاء بأن دعا السايح حميد المكلف بالتنظيم بالمكتب الوطني للكنفدرالية الحضور إلى فرض وجودهم كمتعاملين إقتصاديين برص الصفوف وتقويتها لأجل إنتزاع الحقوق المشروعة وإلا فإن مصيرهم سيعرف لامحالة الزوال والإندثار واعداً إياهم برفع كل الإنشغالات المطروحة في إجتماع الثلاثية (الحكومة والبترونا والنقابة) المرتقب تنظيمه نهاية الشهر الحالي على أن يعقد لاحقاً إجتماع ثان يسيدي بلعباس يخصص لعرض النتائج وتقييمها والعمل على تذليل الصعاب .