تنتشر في مجتمعنا الكثير من التصرفات والمظاهر السلبية من عنف لفظي كالسب والشتم والعنف المادي كالضرب والجرح بالضافة الى الكذب الغش والتزوير والسرقة واخلاف الوعد والكسل والتهاون والهروب من العمل والتمارض واصبح بعضنا يتفاخر بهذه الاعمال الذميمة قائلا ( قولبته أو هدفيته وراوغته وزلجته ووضعت له ميتشه أي محيرقة ) وكلها الفاظ تدل على المكر والخديعة والغدر وهذا ما يتنافى مع اخلاقنا وعقيدتنا وحضارتنا الإسلامية فهل كنا هكذا في الماضي وبالضبط قبل نكبتنا بالاحتلال الفرنسي الذي حمل معه كل الشرور الى بلادنا؟. قد يسرع البعض ويقول أنتم تعلقون كل المصائب على الاستعمار وتنسون أنفسكم لكن الجواب موجود في كتاب مصطفى الاشرف المعنون ب(الجزائر الامة والمجتمع)الذي نشره بالفرنسية وتجم الى العربية فهو ينقل عن الرحالة الفرنسي( بوجولا) الوثيق الصلة بالمارشال بيجو وبأسقف الجزائر دوبوش والذي كتب سنة 1844(( نحن نمتاز على العرب بالقوة المتمثلة في الانضباط واستعمال السلاح لكن يجب ان نمتاز عليهم بالأخلاق وما من شك أن أهالي الجزائر يشعرون بالاستياء من سلوك بعض الاوربيين الذين توافدوا الى بلادهم الا يجدر بنا وقد عزمنا على ان نعمل على تثقيف العرب والبربر ان نكون افضل منهم واكثر منهم امانة وصدقا ويضيف ان العرب احسن اخلاقا من كثير من الاوربيين المقيمين بالجزائر فكيف يمكن ان نتوقع منهم الامتثال لقوانيننا ومبادئنا واوامرنا فالإنسان بطبيعته لا يتخذ شخصا يحتقره قدوة له ونحن اليوم لا نلتقي في الجزائر سوى بالسفلة من الاوربيين )) ص 50و51من الطبعة العربية. لقد كان اجدادنا أحسن من الغزاة الفرنسيين والمعمرين الاوربيين في الاخلاق والتعليم والعمل فمدينة الجزائر كانت من أحسن المدن في البحر المتوسط والاقتصاد مزدهر والأرض خضراء بالبساتين والمدن عامرة حتى في الريف كانت سطوح المنازل مغطاة بالقرميد فحولتنا فرنسا الى بؤساء مجاعة واحدة قتلت نصف مليون جزائري وتحولنا الى اميين جاهلين نعاني من العراء والوسخ والقمل وتحول الكولون السفلة الى اسياد في العلم والثقافة والمال والسلطة فانتشرت فينا كل الامراض الناتجة عن التخلف والظلم والاستبداد وما زلنا نعاني منها وتلك هي حضارة فرنسا التي ادعت انها جاءت لنشرها مازال المغفلون يصدقونها رغم انفضاحها وانكشاف امرها.