احتضنت قاعة سينماتك وهران أول أمس السبت، عرض الفيلم الوثائقي العلمي "ديار البحر"، من توقيع المخرج حمزة مندل، و الذي ساهمت في إنجازه جمعية "هيبون للغوص في مياه البحر" بعنابة، بدعم من برنامج الأممالمتحدة للتنمية، و كذا برنامج التمويل المصغر للأمم المتحدة، و الصندوق العالمي للبيئة. يتناول هذا الفيلم الوثائقي العلمي، الذي سهرت على إنجازه خبرات جزائرية، على مدار ساعة من الزمن تقريبا، كيفية استحداث شعب اصطناعية في أعماق البحار، حيث استعرض مراحل وضعها بمنطقة رأس الحمراء، الواقعة بسواحل مدينة عنابة، من خلال صنع و تركيب و نقل المخابئ، و المتمثلة أساسا في عدة أنواع من الخرسانة و الحجارة و هياكل السفن الغارقة و مواد مختلفة، من قبل غواصين محترفين، ينتمون إلى جمعية "هيبون للغوص في مياه البحر"، على مساحة تقدر بحوالي مائة متر مربع، و يعتبر هذا الشريط العلمي، فرصة للإبحار في تفاصيل هذه العملية الإيكولوجية العلمية ذات الأهمية البالغة، التي تعنى باستحداث مخابئ و ملاجئ لتكاثر الأسماك، لا سيما في المناطق التي هجرتها، في إطار مشروع طموح، يحمل أبعادا إيكولوجية و إقتصادية و سياحية على المدى القريب، كما يهدف أساسا إلى تثمين تنمية الثروة السمكية و الحفاظ على تنوعها، و يحرص أيضا على عدم الإخلال بتوازن الأنظمة البيئية البحرية بالمناطق الساحلية، و خلق بنك معلومات لطلبة علوم البحار، باعتبار أنه يمثل قاعدة للأعمال البيداغوجية و التجريبية غاية في الأهمية. و قد سمحت هذه العملية العلمية، التي تسعى إلى خلق تنوع بيولوجي مستقبلا، بعودة العديد من أنواع الأسماك، التي اتخذت من هذه المخابئ ملاجئ لها للتكاثر، كما كشف هذا الفيلم الوثائقي أيضا، عن روعة الساحل العنابي، من خلال صور غاية في السحر و الجمال، و ما يتوفر عليه من ثروات باطنية و كامنة، هي اليوم محل اهتمام من قبل فريق من التقنيين المتخصصين، ممن ساهموا في إنجاز هذا الفيلم، الذي برمج للعرض في كل من سينماتك الجزائر العاصمة و وهران و عنابة.