صدرت للكاتب بوفاتح سبقاق مجموعة قصصية بعنوان» لقاء لم يكتمل» عن منشورات الحبر بالجزائر،حيث قدم في طبعة جميلة 40 قصة قصيرة تحمل تفاصيل معينة سعى من خلالها الكاتب إلى تقديم مواقف مختلفة تواجه الإنسان في يومياته ،مستعملا أسلوب السخرية من الأوضاع التي يعيشها الفرد . وفي تصريح للجمهورية أكد الكاتب بوفاتح سبقاق أن مجموعته القصصية «لقاء لم يكتمل» تقدم تفاصيل مؤلمة ومفرحة تواجه الإنسان في حياته اليومية، التي استثمرت في عالم التواصل الاجتماعي. من خلال 40 قصة تسخر من الوضع برمته، كهيمنة العالم الافتراضي الذي تمارس فيه الحياة والسياسة والحب، على غرار قصة «قبل انتهاء العمر « التي تعتبر مختلفة تماما عن مسار باقي النصوص، كونها تنتهي بسحرية بالغة عندما يعثر محمود على صديقه القديم سمير وينتشله -أو يعده بذلك- من بؤسه. وفي قصة « عواطف و مشاعر « يضيف نفس المتحدث، البطلة تعيش في عالم افتراضي وتنأى عن الواقع، وتجد عاشقا صادقا وحقيقيا ينقذها من هذيان الفايسبوك ، فيدخلها جنة الحقيقة التي هي أقرب إليها من شاشة الكمبيوتر . يتضاعف حضور مجتمع التواصل الاجتماعي الموازي للحياة. في قصص المجموعة التي تتناول ألوان هذا العالم، وتحكي زيفه وكيف تحوّل إلى ضرورة. كما يحضر في « لقاء لم يكتمل « الحب كظل للمجموعة كلها ، وهو ما يسكن قلب العاشق المهجور في قصتي « القرار الأخير « و« الوداع الأخير» . لا يبدو « بوفاتح سبقاق» في هذه المجموعة قاصا وروائيا فحسب، فهو أيضا متأمل للوضع وعوض أن يكون كاتبا ومحللا ، اختار أن يستلهم الواقع بكثافة و يقولبه ضمن قصصه. وقد انتقل الكاتب من القصة الكلاسيكية إلى القصيرة جدا بسهولة، وليس في بناء قصصه ما يصدم المتلقي، كما أن لغته مباشرة وبسيطة تلائم طبيعة الحوارات والشخصيات التي تناولها، ويصور «سبقاق» أبطاله أقرب إلى شخوص الواقع، رغم أنه يحكي عن مدمني العالم الافتراضي، وهي المفارقة التي نجح فيها، فهم يعيشون نوعا من الفصام بين عالمين دون أن ينتبهوا إلى أنفسهم. صدر ل«سبقاق»ابن مدينة تقرت روايتا «رجل الأفكار» و«الإعصار الهادئ» ومجموعة قصصية بعنوان «الرقص مع الكلاب»، تحصل على المرتبة الثانية في مسابقة عبد الحميد هدوقة للقصة القصيرة و جائزة مسابقة « همسة» للقصة القصيرة بالقاهرة سنة 2015.