يستهل القاص والروائي بوفاتح سبقاق الموسم الأدبي بإصدار جديد، يحمل عنوان "استدعي إلى مهام أخرى"، وهي مجموعة قصصية تتشكل من 11 قصة في المجموع تتفاوت في الطول والقصر، لكنها تشترك أساسا في الكتابة الساخرة. بقي القاص والروائي بوفاتح سبقاق وفيا لخطه الإبداعي، الذي يفضل فيه معالجة القضايا الاجتماعية والسياسة بنوع من السخرية اللاذعة، مع تكثيف الدلالات التي تساهم في تعدد القراءات من جهة، وتشتراك في تعررية الواقع من حيث الغرائبية والمأساوية والضبابية التي حاول بوفاتح سبقاق إزالتها في قصصه الإحدى عشرة، والتي مزجت عناوينها بين المتخيل والواقعي، من ذلك: منعرج تاريخي، محلل سياسي، الكاذب الرسمي، صانع البؤساء، بدايات وزير، صراع ثنائي، سفير في ورطة، محاولة غير أخلاقية، وصولا إلى القصة التي حملت العنوان الرئيسي لهذه المجموعة، وهي "استدعي إلى مهام أخرى"، قبل أن يختم مجموعته ب"نهايات ظالم". وقد تضمنت المجموعة القصصية "استدعي إلى مهام أخرى" تقديما بقلم الروائي أمين الزاوي الذي شبه القاص بوفاتح سبقاق ب"يوسف إدريس الجزائر"، مشيدا بمثل هذه الأقلام التي تعج بها المدن الداخلية، وتخلف بهجة الاكتشاف من حيث اللغة والوصف والدهشة، حيث قال أمين الزاوي في هذا الجانب "الأديب بوفاتح سبقاق بهدوء بعيدا عن ضجيج العاصمة يكتب و يعتقد فيما يكتب، يؤمن بأن الأدب والكتابة هي الرئة الثالثة التي منحها الله لفئة من عباده، أي الكتاب والمبدعين، كتابة تتميز بالسخرية الاجتماعية و السياسية اللاذعة"، مضيفا في تقديمه "تخرج الأديب بوفاتح سبقاق من مدرسة اليومي، فهو مشغول ومنشغل باليومي وتستهويه المباشرة السياسية والاجتماعية كعامل في تحديد هوية الأدب مضمونا وجمالا، ففي اليومي المباشر ما قد يتجاوز المتخيل و الفانتازيا"، ليختم كلامه بالقول "إن الكاتب بوفاتح سبقاق هو بحق يوسف إدريس الجزائر".
ويعد القاص والروائي بوفاتح سبقاق من مواليد 7 جانفي 1969 بمدينة تقرت (ورقلة)، بدأ النشر في الصحف الوطنية والعربية منذ 1988، حاز على جائزة عبد الحميد هدوقة للقصة القصير، وعلى جائزة مسابقة "همسة" للقصة القصيرة بالقاهرة سنة 2015، أصدرت الناقدة الأردنية سعاد جبر دراسة نقدية حول أعماله بعنوان: "ثنائية النخبة والمواطن في كتابات بوفاتح سبقاق القصصية". وقد صدرت للكاتب عدة أعمال إبداعية منها: رجل الأفكار -مجموعة قصصية- سنة 2000، الرقص مع الكلاب - مجموعة قصصية سنة 2002. رواية الإعصار الهادئ سنة 200، ومجموعة قصصية بعنوان "لقاء لم يكتمل" سنة 2015، وقد ترجمت بعض قصصه إلى اللغة الفرنسية سنة 2014 بكتاب معنون ب la proposition magique.