*كل ما هو مدوّن على صفحات التواصل الإجتماعي يأتي من الخارج وهو خطر على عاداتنا وتراثنا. كشف الخبير في الأمن المعلوماتي علي دردوري أن 70 بالمائة من التعاليق التي شهدتها شبكات التواصل الاجتماعي على رأسها الفايسبوك في الدول العربية التي عرفت ثورات "مصدرها الخارج". وقال علي دردوري في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش الندوة الصحفية التي نشطتها محافظة الصالون الدولي للكتاب مؤخرا بالمكتبة الوطنية لتقديم محاور برنامج الملتقى الدولي حول " العالم العربي في غليان: إنتفاضات أم ثورات أن 30 بالمائة فقط من تلك التعاليق هي لمواطنين عرب يعيشون داخل الوطن العربي. وأوضح الخبير أن هذه الأرقام أوردتها دراستان أعدتهما جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدةالأمريكية ومركز السلام الأمريكي حول دور شبكات التواصل الاجتماعي في الثورات التي شهدتها بعض الدول العربية لكن هاتين الدراستين ، كما يضيف ، لم تحدد إن كانت نسبة ال 70 بالمائة من التعاليق التي مصدرها الخارج ل »عرب يقطنون بالخارج أم لأجانب«؟. وذكر دردوري أن نتائج هاتين الدراستين اللتين اعتمدتا على 10 ملايين تعليق أخذ من على جدران شبكات التواصل عبر الملفات الشخصية وصلت إلى أنه " من المبكر جدا " إعطاء أجوبة عن الدور المحتمل الذي تكون قد لعبته شبكات التواصل داخل الوطن العربي في التحولات الأخيرة قائلا "هناك الكثير من الأسئلة الجيدة التي تطرح حول دور هذه شبكات لكن لا وجود لحد الآن لأجوبة مقنعة " . وفي سياق متصل، خلال تنشطيه ندوة فكرية بعنوان "شبكات التواصل الاجتماعي تهديد أم فرصة" بمركز الشعب للدراسات الإستراتيجية ، قال المتحدث أن موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" يحتل صدارة الشبكات المتعرضة لأخطار الاختراق من "الهاكر" ومقتنصي المعلومات الشخصية بنسبة لا تقل عن 61 بالمائة، مؤكدا أن عدد مستعملي "الفايسبوك" بالجزائر تضاعف بنسبة 150 بالمائة بما يعادل 2 مليون و200 مشترك في آخر إحصائيات 2011. واعترف أن الجزائر لا تملك الإمكانيات اللازمة لفرض الرقابة على كل مواقع التواصل الإجتماعية بالخصوص والإنترنيت بصفة عامة، مؤكدا أن السلطة مطالبة بمباشرة أكبر حملة توعية وتحسيس بخطورة نشر المعلومات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى المواقع الإلكترونية، بما يجعلها عرضة للاختراق من شبكات دولية تعمل على المتاجرة بالمعلومات وإرسال فيروسات لاختراق الحواسيب الشخصية. ومن هذا المنطلق، أعطى الخبير دراسة لمركز بحوث عالمي مقره "دبي" تضمنت عينة من 2000 ذكر و2000 أنثى، كشفت أن 73 بالمائة من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي وبالخصوص "الفايسبوك" يقدمون معلومات شخصية بعد نصف ساعة من الحديث مع العنصر النسوي، وبعد ساعتين يقدمون معلومات مهنية دقيقة، لكن الخبير طرح التناقض الذي يسقط فيه "الفايسبوك" بالخصوص، بحيث يعتبر من أكثر المواقع المؤمنة وفي نفس الوقت أكثر المواقع المعرضة للإختراق. وبلغة الأرقام، ذكر الخبير أن "الفايسبوك" يحتل الصدارة في المشتركين بقارة إفريقيا ب 30 مليون مستعمل، بما يعادل 3 بالمائة و25 بالمائة في أوروبا و48 بالمائة في أمريكا، وتحتل اللغة الإنجليزية الصدارة أثناء الدردشة بنسبة 11 مليون والفرنسية ب 7 مليون والعربية ب 10 مليون، لكن المتحدث أكد أن 600 ألف عربي مشترك جديد خلال شهر واحد وهو ما يرجح كفة الدول العربية لتصبح اللغة العربية كلغة التواصل الأولى، خاصة أن 92 بالمائة من مرتادي هذه المواقع يفضلون الفايسبوك ثم بعده "ماي سبايس" ب 29 بالمائة ثم توتير ب 13 بالمائة. وبالحديث عن الجنس المتصدر لقائمة مواقع التواصل الاجتماعي، احتل العنصر النسوي الصدارة وتضاعف عددهم أكثر خاصة خلال الأزمات مثلما أثبتته الإحصائيات فيما اصطلح عليه "الربيع العربي"، فضلا عن أن 31 بالمائة من المرتدين عموما يزورون "الفايسبوك" أكثر من مرة في اليوم، و20 بالمائة خلال يومين أو أكثر، ولكن الأخطر في ذلك أن 11 بالمائة من مشتركي "الفايسبوك" يقبلون الصداقات بشكل مباشر دون دراسة عواقب ذلك خاصة أخطار الفيروسات. وفي هذا الخصوص يحتل هذا الأخير صدارة التعرض لأخطار الاختراق والفيروسات بنسبة 61 بالمائة، كما أن ما نسبته 40 بالمائة من المعلومات المهددة والمسروقة تكون على هذا الموقع، وهو ما يستدعي التحفظ عن نشر المعلومات الشخصية، وضرورة استعمال برامج للحماية ضد الأخطار، يضيف المتحدث.