وصف الأستاذ الجامعي عبد العزيز دردوري العلاقات الجزائريةالأمريكية، بأنها استرتيجية في هذا الظرف يميزها التعاون المكثف بين البلدان في مكافحة الإرهاب. وقال في تصريح ل»الشعب« على هامش الندوة الفكرية بمركزه الاستراتيجي، ان الولاياتالمتحدةالأمريكية أشادت دائما بجهود الجزائر في مكافحة الإرهاب رافضة أي تنازل في هذا الجانب لجماعات مسلحة ترتكب جرائم عابرة للأوطان والحدود موظفة الدين لهذا الغرض. وأكد دردوري ان الجزائر شدت الانتباه والاهتمام من خلال نجاحها في عقد عدة ندوات دولية حول مكافحة الإرهاب من خلال تجنيد العالم اجمع في هذه المعركة، وقد سمحت هذه الندوات حسبه، بالتأكيد على أن الإرهاب تهديد عالمي وجب القضاء عليه وهو ما جعلها ترتقي إلى مرتبة أفضل في علاقاتها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية فضلا عن مكانتها مع الدول الإفريقية التي سمحت لها بأن تكون شريكا فعالا للتحاور معها حول أهم العراقيل التي تواجه القارة السمراء على جميع المستويات. وحول رأيه في الحركات الاحتجاجية التي عرفتها بعض الدول العربية وما خرج به الملتقى الدولي حول الثورات في العالم العربي المنعقد مؤخرا، أكد دردوري أنها لم تنطلق من فراغ بل جاءت نتيجة لتراكمات تاريخية منسقة حيث عبرت عن مطالب شعبية مستقلة نابعة من الداخل قادتها فئة من الشباب غير أنها تناولت الأطر الداخلية التقليدية من سياسة واقتصاد شملت أحزاب، نقابا، جمعيات ومؤسسات. وتساءل دردوري في طرحه للأوضاع في العالم العربي وما صحبها من ثورات حول إمكانية الحديث حقيقة عن قطيعة إبستيميولوجية، أم فقط عن ضرورة مراجعة أدوات التحليل المتوفرة، قائلا انه وفي جميع الأحوال تؤكد التطورات التي يشهدها العالم العربي ضرورة منح العلوم الاجتماعية مكانة مرموقة في البلدان العربية من أجل بناء أدوات للتحليل والتأويل تكون محلية المنشأ ومناسبة أكثر في سياق التساؤلات الكثيرة التي تخص المجتمعات البشرية قاطبة. ومن ناحية تحليله للحركة الاحتجاجية التي كانت محور الندوة الفكرية بمركز (الشعب)، قال عبد العزيز دردوري، لقد أبرزت المداخلات في الملتقى الدولي للثورات العربية، خطوطا عريضة شملت طبيعة الحركات وتنظيمها، حيث تنطلق الحركات الاحتجاجية حسبه من منطلق البحث عن الحرية واسترجاع الكرامة سواء في مواجهة الداخل أو الخارج تأكيدا للسيادة الوطنية. وحول قراءة الأستاذ دردوري للملتقى الدولي للثورات العربية، فإن الملتقى تناول العديد من النقاط التي صاحبت هذه الثورات الشعبية، مؤكدا في سياق حديثه، أن الأدوات المتوفرة لدينا حاليا، مهما كانت، لا تسمح لنا بالتنبؤ بتطور الأوضاع في العالم العربي وتحليلها بدقة. واستنادا إلى ذات المتحدث فإن مفهوم الدولة الوطنية أو القومية يبقى حاضرا بوصفه معلما قانونيا مؤسساتيا حتى وإن وجب إدراج تناوله في سياق شامل بالنظر إلى ظاهرة العولمة، مشيرا إلى أن العامل الخارجي كان حاضرا لكنه لم يكن محددا وعلى العموم كان هناك رفض للتدخل الأجنبي، كما كان للدين دور في هذه الحركات لكنه كان دورا غير محدد لطبيعته مع الحركات الاجتماعية. وفي محاولة إجابته عن ما إذا كان ما شهدته ليبيا ومصر وتونس انتفاضات أم ثورات، قال دردوري، »انه وفي الظروف الراهنة، تبقى الحركات الاحتجاجية انتفاضات وستصير ثورات بعد تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها، ومن السابق لاونه الإفادة بإجابة قطعية بخصوص هذه المسألة، حيث ينبغي حسبه انتظار تطورات جديدة، ولعله من اللازم اعتبار هذه المسألة موضوعا تجب مواصلة البحث فيه في إطار ورشات عمل ونشر.