أظهرت زخات مطرية قليلة تهاطلت في الساعات الأخيرة بوهران نقائص المشاريع التي سبق و أنجزتها المجالس المنتخبة لاسيما على مستوى البنى التحتية والشبكات القاعدية وإذا كانت ظاهرة تحول بعض الأحياء الشعبية القديمة الى برك مائية كلما انعمت علينا السماء بأمطار الخير امر اعتاد عليه سكان هذه المناطق العتيقة فان الغريب من كل هذا ان تتسبب قطرات مطرية في إغراق حي سكني جديد في الأوحال رغم انه لم تمض سنة فقط على إسكان بعض العائلات التي استفادت من عملية الترحيل في سنة 2016 بأحياء سانتجان ,سنانيس .بولونجي .. شوبو و وسط المدينة هذا ما وقفنا عنده بالحي السكني الجديد 5100 مسكن بالقطب الحضري الجديد ببلقايد الذي غابت عنه مظاهر التحضر بمجرد هطول كميات قليلة من الأمطار التي كانت كافية بتحويل هذا الحي إلى بحيرة شبيهة بمدنية فنيس ايطالية في مشهد مختلف تماما عن هذه المدينة الجميلة والذي يفتح مجالا لطرح العديد من التساؤلات حول طبيعة الأشغال التي طالت هذه السكنات الاجتماعية باعتبار انها شيدت في الاصل لغرض القضاء على البناء الهش ومنح المستفيدين سكن لائق فهل ما يشهده هذا الحي السكني الجديد المتواجد في قلب القطب الحضري ببلقايد يليق بسكان تم ترحيلهم من البنايات القديمة الى احياء راقية شرق المدينة ؟ فاي نوع من الرقي والتحضر في الوقت الذي تزداد فيه حياة المرحلين الجدد مشقة وصعوبة اكثر مما عانوا منها قبل ترحيلهم خصوصا وان ما حدث اول أمس بهذه المنطقة التي بدت وأكنها مبنية فوق بحيرة اصطناعية بعدما اختفت عن الانظار الطرق والارصفة و الساحة الرئيسية التي غمرتها المياه لتمتد الى غاية مداخل وأقبية العمارات وبالاخص العمارة رقم 127 بشارع لعرج عبد الجليل المتواجدة فوق ارضية منخفضة المياه تغمر قبو ومدخل العمارة رقم 127 بشارع لعرج عبد الجليل هذه الكارثة التي عرقلت حركة المرحلين الجدد الى هذا الحي وعطلت مصالحهم دفعت بممثلي السكان الى مناشدة الوالي من اجل التدخل وايجاد حل للانسداد التي تشهده قنوات الصرف لصحي بمجرد حلول فصل الشتاء حيث سبق وان عاش السكان وضعية مماثلة بعد ترحيلهم بحوالي 3 اشهر لكنها لم تكن بحجم الكارثة التي أرغمتهم على ملازمة بيوتهم بفعل تسرب المياه إلى مداخل العمارة والأقبية في مشهد يصعب وصفه هذا وكشف لنا احد السكان انه عاشوا اول امس يوما عصيبا لاسيما الأطفال الذين عجزوا عن الالتحاق بمدارسهم نتيجة ارتفاع منسوب الأوحال الى غاية سلالم المدخل الرئيسي للعمارة هذا وتسببت الأمطار يضيف سكان الحي في اغراق سيارتين ولحسن الحظ هذا الحي قريب من مقر فرقة البحث والتحري « البياري» التي تدخلت رفقة مصالح الحماية المدنية لانقاذ المركبتين في الوقت الذي استنجد فيه السكان بمصالح مؤسسة سيور من اجل تفريغ المياه وضخها في القنوات الرئيسة غير ان ما تبين من خلال حديثنا مع المتضررين ان قنوات الصرف الصحي المتصلة بالقنوات الرئيسية ضيقة وصغيرة فضلا على تواجد بعض ورشات التهيئة القاعدية للعمارات الجاهزة التي ستسلم قريبا لمستحقيها مفتوحة على الشغال وغير مكتملة زيادة على انسداد القنوات في محيط المجمع السكني انطلاقا من مدخل الحي المقابل لمقر فرقة البياري حيث تسبب ذلك في تجمع المياه في وسط المجمع السكني واختلاطها بالاتربة وبقايا مواد البناء وتخوف عدد من المتضررين حول مصير هذا الحي بعد خمس سنوات اذا كانت المياه تنخر البنية التحتية امام انسداد القنوات إذا كانت منجزة بالطريقة الصحيحة مع العلم ان البعض نهم اكتشفوا ان القنوات ضيقة وهذا ما تسبب في حدوث الكارثة حيث طالبوا بإيفاد لجنة ولائية لتقصي الأمر وإلا حسبهم سيتحول حلم المرحلون إلى كابوس مع مرور الوقت مما يجعلنا نتساءل عن جدوى كل تلك الميزانيات التي تهدر على مشاريع تظهر حقيقتها فور كل قطرة غيث لفضح هشاشة البنية التحتية والتهاون وعدم أخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي عدم وقوع كوارث قد تتسبب لا قدر في خسائر مادية وبشرية جسيمة