بريشة المبدع والرسام المحترف والمتلزم، نجح الفنان التشكيلي محمد بهلول، أول أمس بالمتحف العمومي الوطني الشهيد أحمد زبانة بوهران، في استقطاب جمع غفير من عشاق الإلهام والمخيال الفني الراقي، الذين حضروا معرضه الموسوم ب"غزليات"، لتتجلى لهم من خلاله قدرته على ترويض الريشة وإتحاف المتلقي وجلب المشاهد، لاسيما من التشكيليين المحترفين وحتى الهواة. وقد بدا من خلال لوحاته التي نازهت ال90، أن البروفيسور والخبير الدولي في الاقتصاد محمد بهلول، لا يتحكم فقط في هذا النوع من العلوم المعقدة، بل أنه كذلك فنان موهوب ورسام قدير، لا يقل خبرة وحرفية عن باقي الرساميين التشكيليين، المعروفين على المستوى الوطني وحتى الدولي، صحيح أن هذا المعرض الذي أهداه لابنته المتوفية "إخلاص" كان يحمل بين طياته، ذلك الحب الذي يكنه الأب لفلذة كبده، لكنه كان كذلك فرصة للتعبير عن ما يختلج في صدره من أفكار وقناعات و نضالات، بل حتى رسائل فنان مقاوم ومكافح لا يأبى التراجع والاستكانة والمهادنة، لكل أشكال مصاعب الحياة، وهو ما وقف عليه صراحة العديد من الضيوف والمدعوين، من وزراء سابقين وأدباء وروائيين وحتى منتخبين محليين ورسامين تشكيليين، الذين أعجبوا كثيرا بمهاراته الكبيرة، وحسه الإبداعي الواسع، فكانت لوحاته مزيجا من فلسفته في الحياة، ونظرته لواقع المعاش وقراءاته واطلاعه الواسع بتاريخ حضارتنا الإسلامية الراقية، كما أنها تحمل كذلك لمسة فنان، يبحث عن التجديد والتغيير وتكريس مدرسته التي يريد أن يبرزها، لغيره من النقاد التشكيليين. ويبدو جليا من خلال لوحات الأستاذ محمد بهلول، أنه رسام يبحث عن الحقيقة لاسيما عندما يختلي في ورشته، ويعتزل العالم الخارجي، فتجده يقدم من خلال رسوماته "رموزا" وقراءات وأحساسيس، تدل على علو كعبه واحترافيته العالية، بالرغم من أن الكثير كان يجهل، بأن هذا الخبير في العلوم الاقتصادية، رسام ومبدع بل وحتى شاعر يكتب القصائد وينظم الأبيات، وهنا تتجلى فعلا قوة وتعدد اختصاصات هذا الرجل، الذي جمع بين مختلف الفنون والعلوم، ليقدم لنا في الأخير طبقا و"كوكتيلا" من تجاربه التي عاشها في صباه وطيلة مسيرته العلمية وحتى الإبداعية. وأكد لنا بالمناسبة الرسام التشكيلي محمد بهلول على هامش معرضه الذي سيستمر إلى غاية 15 ديسمبر من السنة الجارية، أنه سعيد بهذا الحضور المتميز للأصدقاء والرفقاء وعشاق عالم الجمال والمخيال، وأن هذا النشاط الفني يحمل عدة رسائل ومغازي، تشجع الإنسان على المقاومة وعدم الاستسلام ورفع التحدي، مؤكدا أن هذه الأعمال التي استغرقت عدة سنوات، هي في الحقيقة قراءة لتجربة حياة وعصارة أفكار وفلسفة يؤمن بها يدافع عنها. تجدر الإشارة إلى أن هذا النشاط حضره عبد القادر بن دعماش رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب، والوزير السابق محمد بن عبو، والروائيين أمين الزاوي وربيعة جلطي، والباحث الحاج ملياني...إلخ