المعرض الذي تحتضنه بلدية وهران أجمل هدية لسكان المدينة أكد النحات والفنان التشكيلي شرفاوي عفيف أن الريشة الجزائرية باتت لديها اليوم مكانة محترمة على الصعيد الدولي، وأضاف ابن الباهية المولود في مارس 1948 ل"الجمهورية"، على هامش معرضه " الرجل –المكان " الذي نظمه مساء أول أمس الخميس بمقر بلدية وهران بحضور السلطات المحلية و عدد من الفنانين و المثقفين ، أن الفنان الجزائري استطاع بفضل موهبته وقدرته الإبداعية الكبيرة، اكتساب احترام الكثير من الرسامين المعروفين على الصعيد العالمي، مضيفا أن الفنانين الجزائريين على غرار بن عطار، قريشي وبن عتر... إلخ أضحى لديهم اليوم سمعة طيبة بالنظر للأعمال الإبداعية الراقية التي ما فتئت تصنعها أناملهم الذهبية، مشيرا إلى أن معرضه الذي نظمه بمقر بلدية وهران، يعد أفضل هدية لسكان هذه المدينة المضيافة التي ترعرع فيها، إذ سبق له وأن درّس لمدة 15 سنة في مدرسة الفنون الجميلة لمدة 15 سنة كاملة من 1975 إلى غاية 1992، موضحا أنه وبالرغم من إقامته حاليا بفرنسا، إلا أنه لا يزال متشبثا إلى اليوم بوطنه الام وأصوله الجزائرية العريقة، بدليل أن الكثير من لوحاته التشكيلية، التي رسمها تجسد جمال وبهاء المناظر الخلابة التي تزخر بها بلادنا، معتبرا نفسه رسام الأطفال والبراءة، إذ قدم الكثير من الأعمال التي تستنطق جمال الطبيعة ولاسيما غابة المسيلة ببوتليلس (وهران)، حيث يشعر فيها الأطفال الصغار بالراحة التامة، بمجرد سماعهم زقزقة العصافير، وخرير المياه وهبوب نسمات الرياح العليلة، موضحا أنه من الفنانين الذين يفضلون استعمال الكثير من التقنيات الحديثة في الرسم، ما يجعل الكثير من لوحاته، تتجلى فيها البراعة الفنية والمهارة الإبداعية الفائقة في المحاكاة ودقة الوصف وتمثيل الإضاءة، ما يجعل رسوماته تحمل في ثناياها بعدا عاطفيا وإحساسيا رهيفا. وأكد عفيف شرفاوي في حديثه ل"الجمهورية" أنه لا يرسم من أجل الرسم، بل هو من الفنانين الذين يبحثون عن المتعة والإبهار، جاعلا من لوحاته، باستخدام فن الرسم بالتنقيط، نوافذا أبدية منفتحة على موانئ وجبال وشوارع وحدائق مدينة وهران، وأن النجاح الذي حققه، هو وليد سلسلة من التجارب وتراكم لخبرة سنوات من البحث الدؤوب بخطى ثابتة واثقة وواضحة الهدف، وعن سؤال حول سبب تقديمه لوحات كثيرة عن المناظر الطبيعية الخلابة لغابة المسيلة، أكد عفيف أنه من عشاق الإخضرار والجمال الطبيعي الخلاب، إذ "أن أشجار هذه الغابة المعروفة على المستوى الوطني، كثيرا ما تعرضت للحرائق، لكن أشجارها عادة ما تدافع عن نفسها بواسطة الفلين"، حيث وبالرغم من احتراق الأغصان الصغيرة إلا أن الجذع الكبير يبقى دائما حيا ويدافع عن نفسه، وبعد عام تنبعث هذه الأشجار من الرماد مجددا ما يجعلني أعشق كثيرا هذا الأمر الطبيعي الإلهي الجميل . تجدر الإشارة إلى أن المعرض الذي ينظمه الفنان التشكيلي شرفاوي عفيف سيدوم 20 يوما وسيكون فرصة للفنانين والزوار لاكتشاف لوحاته الفنية الجميلة، والتعرف عن قرب على جديده وطموحاته الإبداعية المستقبلية.