أكد مشاركون خلال الملتقى الوطني التاسع حول الرئيس الراحل هواري بومدين المنعقد أمس بقالمة, تزامنا مع الذكرى 39 لوفاته (23 أوت 1932-27 ديسمبر 1978) على ضرورة "حماية اللغات الوطنية من هجمات العولمة" . وأوضح رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور صالح بلعيد في مداخلة افتتاحية لهذا الملتقى الذي يناقش هذه السنة موضوع "دور الذاكرة والهوية في تماسك المجتمع" و ذلك على مدار يومين بقاعة الرياضات ببلدية هواري بومدين أنه يتعين على الجيل الحالي أن يعلم بأن "اللغة ليست أداة للتواصل فقط بل هي عمق وشخصية و وطن وهوية مميزة". وأشاد ذات المحاضر بالمجهودات التي قامت بها الجزائر في مجال الحفاظ على مكونات الهوية وخاصة إعطاء المواطنة اللغوية -كما قال- بعدها الشامل من خلال دسترة اللغة الأمازيغية وإحداث التكامل بينها وبين اللغة العربية مشيرا إلى أن برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة جسد هذا التكامل من خلال إنزال اللغتين منزلتهما الأصلية والطبيعية . في نفس السياق أشار الدكتور محي الدين عميمور الوزير الأسبق والمستشار الإعلامي للرئيس الراحل الى أن هواري بومدين كان حريصا على "عدم تمرير أية كلمة ينطقها باللغة الفرنسية في وسائل الإعلام الجزائرية" مبرزا بأن الرئيس بومدين كان "يؤكد على مسألة مخاطبة الشعب الجزائري بلغته الأصلية المرتبطة بهويته الوطنية". وذكر عميمور في هذا السياق بأن فيلما تسجيليا للرئيس الراحل باللغة الفرنسية مدته قرابة 8 ساعات تم بثه في قنوات تلفزيونية فرنسية و بلجيكية و كندية من أجل بعث رسالة للعالم كله بأن الرئيس ليس " معربزا منغلقا " لكنه لم يبث في الجزائر إلا بعد وفاته مبرزا بأن هذا التسجيل هو حاليا لدى متحف المجاهد وسيتم نشره في شكل أقراص مضغوطة. من جهته تطرق الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء الطيب الهواري إلى نظرة الرئيس الراحل هواري بومدين لمسألة الهوية الوطنية وبشكل أدق حرصه على تعميم استعمال اللغة العربية من خلال احتكاكه -كما قال- مع الطبقة الجامعية في مختلف جامعات الوطن .