يستعد الروائي الجزائري رشيد بوجدرة لكتابة سيناريو حول مسار المجاهدة »زهرة ظريف بيطاط« وذلك بطلب من وزارة الثقافة التي تطمح لتصوير شريط وثائقي حول مسار المجاهدة في اطار المشاريع السينمائية المدرجة ضمن التحضيرات الجارية للإحتفال بالذكرى الخمسين للإستقلال. وللإشارة فإن السيدة بيطاط واحدة من النساء الجزائريات البارزات على الساحة السياسية وهي أيضا مجاهدة من الأسرة الثورية، رفعت السلاح بوجه الإستعمار الفرنسي خلال سنوات الخمسينيات إلى بداية الستينات كما حازت خلال مشوارها السياسي والنضالي على عدد من الجوائز والتكريمات الهامة على غرار جائزة المرأة العربية الأكثر تميزا في الهيئات البرلمانية لعام 2007 من العاصمة السورية »دمشق« إضافة إلى هذا فهي زوجة أشهر رجال الجزائر التاريخيين وهو المرحرم »رابح بيطاط« من حزب جبهة التحرير الوطني التي انضمت إليها هذه الأخيرة وهي في سن العشرين فكانت عضوا فعالا في الخلية إذ قامت بكل جرأة وشجاعة بتفجير قنبلة بمقهى »ميلك بار« بالعاصمة الذي كان يقصده الفرنسيون بشكل يومي ليلقى عليها القبض رفقة أحد زملائها في النضال التحرري وفي أوت 1958 صدر بحقها حكم بالسجن لمدة عشرين عاما مع الأشغال الشاقة من طرف المحكمة العسكرية بالعاصمة الجزائرية، ودخلت على إثر هذا سجن بربروس أين ألفت كتابها »موت إخواني« عام 1960، وبعد أربع سنوات من السجن والتعذيب خرجت من الزنزانة إثر عفو الرئيس الفرنسي شارل ديغول الذي أصدره إجبارا بعد المقاومة المسلحة التي خاضها المجاهدون وحققوا من خلالها النصر والإستقلال. وبعد افتكاك الجزائر لحريتها ولجت زهرة بيطاط عالم الشغل من خلال امتهانها للمحاماة التي درستها قبل إلتحاقها بالجيش التحريري لتشغل بعدها منصب عضوة بمجلس الأمة الجزائري وقد عينها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في منصب نائب رئيس المجلس في اطار من اختارهم في الثلث الرئاسي ليتم انتخابها فيما بعد كعضو ضمن الإتحاد البرلماني الدولي . وعليه فإن الروائي الجزائري »رشيد بوجدرة« سيسلط الضوء في هذا السيناريو على المشاركة الفعالة للمجاهدة زهرة ظريف بيطاط في الثورة التحريرية ومقاومتها للإستعمار الفرنسي من خلال مواقف جريئة كانت شهيدة على نضالها وجهادها في سبيل الحصول على الإستقلال والتحرر من المحتل الغاشم، ومن المنتظر أن يسلم بوجدرة هذا السيناريو لوزارة الثقافة منتصف شهر فيفري المقبل ، في الوقت الذي تعمل فيه الجهات المعنية على اختيار المخرج المناسب الذي سيتكفل بإعداد هذا العمل الوثائقي الهام وتسليمه قبل الذكرى الخمسين للإستقلال ليتم إدراجه ضمن قائمة الأعمال السينمائية والوثائقية المبرمجة في اطار هذه الإحتفالية الوطنية.