اغلقت السلطات التونسية معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا بسبب تدهور الوضع الأمني، ولتفادي تهريب الأسلحة الى تونس، وفق المتحدث باسم الرئاسة التونسية عدنان منصر. وقال منصر في مؤتمر صحفي قررنا اغلاق معبر راس جدير للحد من تهريب الاسلحة التي تأتي من ليبيا. واوضح منصر ان اغلاق المعبر سيرافقه تدابير اخرى لتعزيز امن الحدود التونسية، دون ان يحدد ماهية هذه الاجراءات او مدة اغلاق المعبر الرئيس بين تونس وليبيا. واضاف نأمل ان يتمكن اخواننا الليبييون من السيطرة على الوضع من جهتهم في اسرع وقت، مشيرا الى ان الامن قضية ثنائية لا يعني بلدا واحدا بمفرده. وذكرت وكالة الانباء التونسية انه سيسمح فقط بالعبور للتونسيين الذين يرغبون في العودة من ليبيا الى تونس، وكذلك الليبييين الراغبين في العودة الى بلدهم. وكانت السلطات التونسية قد اعلنت الجمعة الافراج عن شرطي كانت مجموعة ليبية مسلحة قد اختطفته الخميس. وسيطرت هذه الجماعة المسلحة على المعبر بعد ان انسحبت قوات الامن الليبية منه احتجاجا على عدم تلقي راوتبهم لمدة ستة اشهر. *ليبيا بعد القذافي وليست هذه هي المرة الاولى التي يغلق فيها معبر راس جدير، حيث اغلقته السلطات الليبية اواخر العام الماضي لمدة ثلاثة اسابيع بسبب صدامات بين ميليشيات ليبية مسلحة وقوات الامن التونسية. يذكر ان اخفاق الحكومة الليبية الجديدة في بسط سيطرتها على المعابر الحدودية يعتبر مؤشرا للتحديات التي تواجهها ليبيا في الحقبة التي تلت اطاحة نظام العقيد معمر القذافي. يذكر ان التنظيمات المسلحة المتعددة التي افرزتها الحرب الاخيرة في ليبيا تتحدى سلطة الحكومة المركزية. ويقع معبر راس جدير على الطريق الرئيس الذي تمر عبره البضائع الى العاصمة طرابلس. * التعذيب المسكوت عنه : أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن عمر بريبش، الذي عمل في سفارة ليبيا بباريس بين 2004 و2008 كملحق ثقافي ثم سفيرا بالوكالة لعدة أشهر، توفي تحت التعذيب بعد 24 ساعة من تاريخ اعتقاله في 19 يناير من قبل إحدى الميليشيات الليبية. واكدت منظمة هيومن رايتس ووتش الجمعة ان سفيرا سابقا لليبيا في فرنسا عمر بريبش توفي على الارجح تحت التعذيب بعد 24 ساعة من اعتقاله من قبل احدى الميليشيات. واوضحت المنظمة ان ميليشيا من مدينة الزنتان مقرها في طرابلس اعتقلت عمر بريبش (62 سنة) في 19 يناير الذي توفي بعد 24 ساعة وان نتائج التشريح الاولية تفيد عن اصابته بجروح مختلفة في الجسم وكسور في ضلوعه مما ساهم في وفاته. واكدت المنظمة ان صورا لجسده شاهدتها هيومن رايتس ووتش تظهر رضوض وجروح واظفار رجليه مقلوعة مما يدل على انه تعرض للتعذيب قبل موته. وتزداد انتقادات منظمات الدفاع عن حقوق الانسان لميليشيات الثوار الذين قاتلوا نظام القذافي وتتهمها بتعذيب الاسرى ومعظمهم من انصار النظام البائد. وقد عمل بريبش في سفارة ليبيا بباريس بين 2004 و2008 كملحق ثقافي ثم سفير بالوكالة لعدة اشهر. وفي 2011 واصل العمل مع وزارة خارجية نظام معمر القذافي خلال الثورة ثم كمحامي في الوزارة في عهد الحكومة الانتقالية بعد سقوط النظام. واوضح ابناء بريبش انه تقدم طوعا لتحقيق الميليشيا في طرابلس وفي اليوم التالي تبلغت العائلة بان جثته في مستشفى الزنتان على بعد مئة كلم جنوب غرب العاصمة. وافادت هيومن رايتس ووتش ان تقريرا من الشرطة القضائية في طرابلس خلص الى ان بريبش توفي تحت التعذيب وان مشتبها فيه لم تحدد هويته اقر بانه قتله، وفتح تحقيق قضائي في الزنتان. وقالت هيومن رايتس ووتش ان التعذيب وقتل المعتقلين مع الاسف عمليات متواصلة من قبل بعض الميليشات الليبية، موضحة ان دولة القانون ومعاقبة الجرائم تنطبق على كافة الليبيين بمن فيهم الذين حاربوا معمر القذافي. وتحدثت منظمة العفو الدولية واطباء بلا حدود الاسبوع الماضي عن ممارسة التعذيب بشكل معمم واحيانا حتى الموت بحق انصار مفترضين للنظام السابق. ووعد وزير العدل الليبي علي حميدة عاشور الخميس بان تحقق وزارته في حالات تعذيب في السجون الليبية بعد اتهامات من منظمات الدفاع عن حقوق الانسان. وصرح عاشور للصحافيين ان وزارة العدل ستحقق في اتهامات المنظمات الدولية غير الحكومية بشان تعذيب معتقلين، وكل من تورط في ذلك سيحال على القضاء. كذلك وجهت الاممالمتحدة اصابع الاتهام الى كتائب الثوار المتهمة باحتجاز الاف الاشخاص في سجون سرية وافادت منظمات غير حكومية ان نحو 8500 معتقل في ستين سجنا تدير معظمها الميليشيات.